نزلت أسعار النفط ما يزيد عن 2 في المئة، إذ أنعشت إجراءات العزل العام الجديدة الهادفة لمكافحة فيروس كورونا المخاوف بشان الطلب على المنتجات النفطية، حتى في وقت تواجه فيه قوارب قطر صعوبات لتعويم سفينة حاويات جانحة تسد مسار ناقلات النفط الخام في قناة السويس.

وتراجعت العقود الآجلة لخام برنت 1.33 دولار أو ما يعادل 2.1 في المئة إلى 63.08 دولاراً للبرميل، بعد أن قفزت 6 في المئة أثناء الليل.

Ad

وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.40 دولار أو ما يعادل 2.3 في المئة إلى 59.78 دولاراً للبرميل بعد أن ارتفعت 5.9 في المئة أثناء الليل.

ونزلت الأسعار في وقت سابق من الأسبوع بفعل مخاوف بشأن تشديد قيود مكافحة الجائحة في أوروبا وتأخر توزيع اللقاحات مما يعطل نمو الطلب على الوقود، لكنها عكست مسارها بقوة أمس الأول، بفعل أنباء عن جنوح سفينة في قناة السويس ومن المحتمل أن يعوق مسار عشر ناقلات تحمل 13 مليون برميل من النفط.

وهناك عشر سفن في خمس مناطق انتظار للمرور عبر القناة البالغ طولها نحو 200 كيلومتر، مع اقتراب المزيد من المنطقة.

وقال آي.إن.جي إيكونوميكس «كلما طال أمد هذا الاضطراب كلما شهدنا تحول المزيد من شركات التكرير (و) المشترين إلى السوق الفورية لضمان الإمدادات من أماكن أخرى» مضيفاً أن شركات الشحن البحري تواجه قراراً بشأن ما إذا كانت ستبحر حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا، مما سيسبب تأخيرات.

وتلقت السوق الدعم أيضاً، أمس الأول، بفعل بيانات أظهرت تحسن الطلب على البنزين في الولايات المتحدة وارتفاع معدلات تشغيل المصافي فيما تظهر بيانات أيضاً قوة النشاط الاقتصادي بمنطقة اليورو هذا الشهر.

لكن محللين يقولون، إن تلك العوامل الداعمة طغى عليها القلق الآخذ في التنامي بشان الطلب العالمي.

وأعلنت هيئة قناة السويس أمس، تعليق حركة الملاحة «مؤقتاً» حتى الانتهاء من تعويم ناقلة الحاويات الضخمة التي تعوق تدفق السفن منذ صباح أمس الأول.

وأوضح الناطق باسم الهيئة جورج صفوت أنه تم «تعليق حركة الملاحة بالقناة مؤقتاً أمس، لحين الانتهاء من أعمال تعويم سفينة الحاويات البنمية العملاقة».

وأضاف أن «13 سفينة من بورسعيد ضمن قافلة الشمال (آتية من المتوسط).... بالانتظار في منطقة البحيرات الكبرى لحين استئناف حركة الملاحة بشكل كامل». وأشار إلى أن «جهود تعويم السفينة شملت القيام بأعمال الشد والدفع بواسطة 8 قاطرات عملاقة».

وأعلنت شركة «شوي كيسن كايشا» أنها المالكة لناقلة الحاويات الضخمة الجانحة في قناة السويس حيث تعطلت حركة الملاحة، وتواجه «صعوبة قصوى» في تعويمها.

وأوضحت الشركة على موقعها الإلكتروني «بالتعاون مع السلطات المحلية وشركة برنارد شولته شيبمامنجمت (تشرف على الإدارة التقنية للسفينة) نحاول تعويم السفينة لكننا نواجه صعوبة قصوى». وأضافت «نتقدم بأصدق الاعتذارات للقلق اللاحق بالسفن في قناة السويس وتلك التي تخطط للابحار فيها».

مطالبات متوقعة بملايين الدولاراتعلى مالك السفينة وشركات التأمين

قالت مصادر بقطاع التأمين، أمس، إن مالك واحدة من أكبر سفن الحاويات في العالم، والعالقة في قناة السويس حاليا، يواجه هو وشركات التأمين مطالبات بملايين الدولارات، حتى إذا أعيد تعويم السفينة سريعا.

وقالت هيئة قناة السويس، في بيان، إن السفينة (إيفر غيفن)، البالغ طولها 400 متر وحمولتها 224 ألف طن، جنحت صباح الثلاثاء، بعد أن اختل توجيهها وسط رياح عاتية وعاصفة ترابية، مما يهدد بتعطيل شحنات عالمية لأيام.

وقالت شركة وكالة الخليج للخدمات البحرية في دبي إن السلطات ظلت تعمل على إعادة تعويم السفينة بعد ظهر أمس، وإن معلومات سابقة عن إعادة تعويم جزئية كانت غير دقيقة.

وقال وكلاء تأمين وسماسرة إن مالك السفينة، شركة شوي كيسان كيه.كيه اليابانية، وشركات التأمين، قد يواجهون مطالبات من هيئة قناة السويس عن فاقد الإيرادات ومن السفن الأخرى التي تعطلت حركتها.

وقال ديفيد سميث، مدير مكتب سمسرة التأمين البحري مكجيل وشركاه: «كل الطرق تؤدي إلى السفينة».

ولم يتسن التواصل مع شركة شوي كيسان للحصول على تعليق.

وتقول مصادر قطاع التأمين إن سفن الحاويات من هذا الحجم تكون مؤمنا عليها عادة ضد الأضرار، التي قد تلحق بالهيكل والمعدات. وقال مصدران إن السفينة مؤمن عليها في السوق اليابانية. وتتحمل الشركة المؤمنة على الهيكل والمعدات تكلفة عملية إنقاذ السفينة أيضا.

وقال محام بمجال الشحن البحري، طلب عدم نشر اسمه: «لعلها أكبر كارثة تحل بسفينة حاويات في العالم، دون أن تضيع السفينة نفسها».

وقال مارتن شوتيفاير، المتحدث باسم شركة الخدمات البحرية الهولندية بوسكاليس، لـ «رويترز» إن وحدتها «سميت» لإنقاذ السفن كُلفت بالمشاركة في العملية. ويتجه فريق من نحو عشرة أفراد إلى مصر.

ومن المرجح أيضا أن يطالب ملاك حمولة السفينة وحمولات السفن الأخرى العالقة في القناة بتعويضات من الشركة المؤمنة على السفينة، عن أضرار بسلع قابلة للتلف أو تأخر تسليمات. وقال ماركوس بيكر، رئيس النقل البحري والشحن لدى مارش للسمسرة التأمينية، «استمرار تكدس السفن يفرز مشاكل هائلة في سلاسل الإمداد».

وقال نادي الحماية والتعويض البريطاني، في بيان إلى «رويترز» بالبريد الإلكتروني، إنه جهة الحماية والتعويض للسفينة إيفر غيفن، لكنه أحجم عن الإدلاء بمزيد من التفاصيل. ويغطي هذا النوع من التأمين المطالبات المتعلقة بالتلوث والإصابات البشرية.

وقال سميث، من مكتب مكجيل، إن من المرجح أن يعاد التأمين على الجانب الأكبر من مطالبات التأمين هذه من خلال برنامج تديره مجموعة نوادي الحماية والتعويض العالمية.

وقالت مصادر محلية إن هناك 30 سفينة على الأقل عالقة إلى الشمال من إيفر غيفن، وثلاث سفن إلى الجنوب. وقد يكون هناك عشرات السفن المتوقفة أيضا عند المدخلين الشمالي والجنوبي للقناة. وقالت شركة كبلر لتحليل البيانات إن التعطيلات تؤثر على أكثر من 20 ناقلة محملة بالنفط الخام والمنتجات المكررة.

وقال راهول خانا، مدير استشارات المخاطر البحرية لدى أليانز غلوبال كوربريت أند سبيشياليتي، إنه قد تكون هناك مطالبات أيضا عن أضرار لحقت بالقناة.

وتُظهر صور عرضتها هيئة قناة السويس حفارا يرفع الرمال والصخور عند ضفة القناة حول مقدمة السفينة.

يعتبر جنوح السفن هو السبب الأشيع لحوادث الشحن البحري في القناة، وقد شهدت الأعوام العشرة الأخيرة 25 حادثا من ذلك النوع، وفقا لـ «أليانز غلوبال كوربريت».

لكن من المستبعد أن تواجه شركات التأمين مطالبات تتعلق بتسرب مواد إلى مياه القناة. وقالت شركة بنهارد شولته لإدارة السفن، وهي المدير الفني للسفينة، إنه لم ترد تقارير عن وقوع تلوث.