توافق مصري - أوروبي على خروج المرتزقة من ليبيا وإعادة السفارات
• الرئيس المصري عبدالفتح السيسي يستقبل المنفي ويعرض مساعدة أمنية
• وزراء خارجية فرنسا وإيطاليا وألمانيا في طرابلس للدعم
بعد أقل من أسبوعين على تشكيل حكومة ليبية موحدة جديدة مسؤولة عن إدارة مرحلة انتقالية وصولاً للانتخابات العامة المقررة نهاية العام الحالي، استقبل الرئيس المصري عبدالفتح السيسي، في القاهرة أمس، رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي بالتزامن مع قيام وزراء خارجية فرنسا جان إيف لودريان وألمانيا هايكو ماس وإيطاليا لويجي دي مايو بزيارة مشتركة إلى العاصمة طرابلس.وبدا واضحاً في مخرجات اجتماع السيسي والمنفي ولقاءات الثلاثي الأوروبي في العاصمة الليية وجود تطابق مصري وأوربي حول ضرورة خروج جميع المرتزقة بسرعة من ليبيا، وكذلك إعادة فتح السفارات في طرابس. وتعد زيارة المنفي الأولى له عربياً منذ تسلم المجلس السلطة في طرابلس، وتأتي قبل زيارته المرتقبة للعاصمة التركية أنقرة، حيث يلتقي بالرئيس التركي رجب طيب إردوغان، في ثالث محطة خارجية للمنفي الذي سبق أن زار فرنسا الثلاثاء الماضي.
المتحدث باسم الرئاسة المصرية بسام راضي، صرح بأن الرئيس السيسي أكد دعم مصر الكامل والمطلق للسلطة التنفيذية الجديدة في ليبيا، وأعرب عن تعويل مصر على قدرة المجلس الرئاسي والحكومة على تحمل المسؤولية التاريخية لإدارة المرحلة الانتقالية الحالية وتحقيق المصالحة الشاملة بين الليبيين، وتوحيد المؤسسات الليبية وصولاً إلى عقد الانتخابات الوطنية في موعدها المحدد في ديسمبر المقبل.وشدد السيسي على ضرورة استعادة الأمن والاستقرار، وتمتع ليبيا بجيش وطني موحد، وإنهاء التدخلات الأجنبية، وخروج كل المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا، عارضاً على ضيفه "تقديم مصر خبراتها للحكومة الليبية لاستعادة المؤسسات الوطنية خصوصاً تلك الأمنية والشرطية بهدف تحقيق الأمن والاستقرار".ولم يشر البيان الرسمي للرئاسة المصرية إلى ملف إعادة فتح السفارة المصرية في طرابلس، لكن مصادر مصرية مطلعة أكدت لـ "الجريدة"، أنه تم التوافق خلال اللقاء على إعادة فتح السفارة المصرية في أقرب فرصة ممكنة، وأنه من المتوقع أن يتوجه وفد مصري إلى طرابلس لمتابعة هذا الملف خلال الأسابيع المقبلة.في غضون ذلك، التقى وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وإيطاليا مع رئيس حكومة الوحدة عبدالحميد دبيبة وحكومته، وكذلك مع المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا يان كوبيش، قبل أن يختتموا الزيارة بعقد مؤتمر مشترك مع نظيرتهم الليبية نجلاء المنقوش التي دعت إلى مغادرة كل المرتزقة "بشكل فوري".شددت المنقوش خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الوزراء على أن "رفض أي مساس بسيادة ليبيا هو في صلب أساس استراتيجية عمل الخارجية الليبية".وأضافت: "اتفقنا مع الوزراء الأوروبيين على عودة السفارات ومنح التأشيرات من داخل ليبيا وليس من خارجها". في غضون ذلك، أعلنت باريس إعادة فتح سفارتها في طرابلس الاثنين المقبل، في إشارة لحالة التقارب والدعم للسلطات الجديدة في طرابلس التي تحظى بدعم دولي غير مسبوق.وتأتي الزيارة تزامناً مع تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بأن الملف الليبي سيكون على "الطاولة" في المحادثات الأوروبية نهاية مارس الحالي.من جانب آخر، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تقرير قدمه لمجلس الأمن، أمس الأول: "ما زال يساورنا قلق عميق بشأن التقارير التي تتحدث عن استمرار وجود عناصر أجنبية في سرت وحولها ووسط ليبيا".وقدرت الأمم المتحدة عدد الجنود والمرتزقة الأجانب في ليبيا بنحو 20 ألفاً، موزعين في معظم مدن ليبيا.في غضون ذلك، بدأ رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، محمد المنفي، ونائبه، عبدالله اللافي، زيارة رسمية إلى مصر، هي الأولى عربياً منذ تسلم المجلس السلطة التي تقود مؤقتاً البلاد. وعقد المسؤول الليبي مشاورات مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وكبار المسؤولين في القاهرة، فيما أفادت مصادر المنفي سيتوجه إلى تركيا اليوم للقاء الرئيس رجب طيب إردوغان الداعم الرئيسي لحكومة "الوفاق" المنتهية ولايتها بزعامة فايز السراج.إلى ذلك، فتح اغتيال محمود الورفلي القيادي في قوات "الجيش الوطني" بزعامة خليفة حفتر، مساء أمس الأول، باب التساؤلات عن الجهة التي تقف وراء الحادث الذي وقع وسط مدينة بنغازي مقر السلطة الموازية لطرابلس.واتهمت مصادر أمنية تنظيم "الإخوان" بمحاولة خلط الأوراق للتنصل من اغتيال الورفلي، المطلوب لدى محكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، والإيحاء بأن "الجيش الوطني" يقوم بتصفية حلفاء حرب الأمس الذين خرجوا عن سيطرته بعد تطور الورفلي في اقتحام مقر وكالة "تويوتا" وتخريبه ببنغازي أخيراً بحجة أن مالكه من سارقي المال العام.