وقف انهيار لبنان مصلحة للرئيس الأميركي جو بايدن و6 خطوات مطلوبة

• «أوكسجين» سورية يثير جدلاً وإسرائيل تعرض خدماتها
• «حزب الله» يستعد لأزمة طويلة بالإعانات

نشر في 26-03-2021
آخر تحديث 26-03-2021 | 00:04
رئيس الحكومة سعد الحريري مستقبلاً السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا أمس	 (رويترز)
رئيس الحكومة سعد الحريري مستقبلاً السفيرة الأميركية في لبنان دوروثي شيا أمس (رويترز)
انضم مسؤولان أميركيان رفيعا المستوى إلى مجموعة من المسؤولين الأجانب الذين يتابعون أسوأ أزمة يشهدها لبنان منذ عقود، وشددا على أهمية تدخّل الرئيس جو بايدن في الجهود الدبلوماسية لتلافي «عقود من الفوضى الإضافية» في هذا البلد، مؤكدَين أن لدى إدارة بايدن مصلحة في وقف انهياره.
تحت عنوان «6 أمور ينبغي لبايدن مراعاتها فيما يتعلق بلبنان»، نشر موقع «ذا هيل» المختص بشؤون أروقة صنع القرار في واشنطن، مقال رأي كتبه السفير الأميركي السابق في المغرب ورئيس منظمة «أميركان تاسك فورس أون ليبانون» غير الربحية، إدوارد غابرييل، ومدير «معهد الشرق الأوسط»، اللبناني بول سالم.

وأوضح الكاتبان أنّ مجموعة خبراء في الشأن اللبناني جَمَعهم «معهد الشرق الأوسط» ومنظمة «أميركان تاسك فورس» أمس الأول، قدّموا 6 توصيات لإدارة الرئيس جو بايدن فيما يتعلق بالوضع الراهن، إذ اقترحوا خطوات أميركية عاجلة لوقف انزلاق البلاد وصولاً إلى انهيار الدولة الكامل.

وحذّر الكاتبان من أنّ إصلاح انهيار الدولة يستغرق عقوداً، موضحَين أنّه من شأنه أن يؤدي إلى عودة تنظيمي «داعش» و«القاعدة»، وتدفق اللاجئين اللبنانيين والسوريين إلى قبرص وأوروبا وإلى توسع إضافي لنفوذ «حزب الله».

وشدّد الكاتبان على أهمية الجهود الدبلوماسية المنسّقة لتلافي «عقود من الفوضى الإضافية» في لبنان، مؤكدَين أنّ لدى إدارة بايدن مصلحة وقدرة على قيادة جهد دولي مماثل.

وإذ بيّن الكاتبان أنّ «المسؤولية الرئيسية تقع على عاتق اللبنانيين أنفسهم»، كتبا: «تتناول توصيتنا الأولى العجز الأساسي في الحكم والإرادة السياسية. إذ تهرّبت النخبة السياسية الحاكمة الفاسدة فترة طويلة من المسؤولية، فتدهوَرَ الوضع الاقتصادي والاجتماعي ما أدى إلى تداعيات إنسانية واجتماعية خطيرة، ينبغي أن تتعاطى جهود دولية منسقة، تقودها الولايات المتحدة وتشمل فرنسا ودولاً خليجية رئيسية، مع لبنان، كما ينبغي أن تضغط هذه الجهود على قيادة البلاد السياسية من أجل التحرك بسرعة وتشكيل حكومة كفوءة ونظيفة الكف وذات عقلية إصلاحية».

وفيما يتعلق بالتوصية الثانية، فهي تنطوي، حسب الكاتبَين، «على إنشاء صندوق دولي للمساعدات الطارئة بهدف الحد من الفقر وتعزيز شبكة الأمان الاجتماعي ومساعدة قطاعي الصحة والتعليم المتعثرَين، وتوفير تمويل قصير الأمد للأعمال من أجل الحفاظ على الوظائف الأساسية واستعادتها».

على مستوى التوصية الثالثة، فهي تدعو إلى مواصلة دعم الجيش، إذ حذّر الكاتبان من أنّ «انهيار الجيش يعني انهيار الدولة اللبنانية الكامل». وقال الكاتبان: «يتعيّن على الولايات المتحدة العمل مع أصدقائها في الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي خلال هذه الأزمة من أجل توفير دعم لمساعدة العسكريين وتمكين الجيش من مواصلة دوره الأساسي».

توازياً، بيّن الكاتبان أنّ موجز السياسيات الذي خرج به الخبراء بعد اجتماعهم تضمن أيضاً ثلاثة جهود طويلة الأمدة وهي: العمل مع حكومة لبنانية جديدة لتحقيق تعافي البلاد اقتصادياً ومالياً، وتكثيف جهود إدارة بايدن الرامية إلى تعزيز الديمقراطيات حول العالم، وأخيراً مكافحة الفساد بشكل فاعل.

الراعي

وفي عظة ألقاها أمس، لمناسبة «عيد بشارة العذراء»، لفت ​البطريرك الماروني بشارة الراعي​ إلى «أننا مصمّمون على مواصلة ​مسيرة​ إنقاذ لبنان واللبنانيين، كل اللبنانيين، ولن نيأس. لهذا السبب طالبنا بتحرير الشرعية والدولة، ووجهنا نداء إلى أشقاء لبنان وأصدقائه في بلاد العرب والعالم لمساعدة لبنان. ولهذا السبب اقترحنا اعتماد الحياد الناشط ليستعيد لبنان توازنه واستقراره. ولهذا السبب دعونا ​الأمم المتحدة​ إلى رعاية ​مؤتمر​ دولي خاص بلبنان».

وقال الراعي: «ولهذا السبب نُجدد دعوتنا إلى النهوض من كبوة ​تأليف الحكومة​ فيضع الرئيس المكلف ​تشكيلة حكومية​ ممتازة ويقدّمها إلى ​رئيس الجمهورية​ ويتشاورا فيما بينهما بروح صافية ووطنية إلى أن يتّفقا على الأسماء ​الجديدة​ وتوزيع الحقائب في إطار المساواة وعلى أسس الدستور والميثاق».

تفسير دستوري

وتعليقاً على الجدل الدائر حول دستورية سحب التكليف من رئيس الحكومة سعد الحريري، قال الخبير الدستوري عادل يمين: «هناك رأيان دستوريان يتنازعان المسألة»، مشيراً إلى أن سحب التكليف من الحريري غير جائز، معللاً بعدم وجود أي نص دستوري يسمح به، وفي ظل انتفاء أيّ مهلة صريحة لإنجاز الاتفاق بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف، مشيراً إلى أن هذا الرأي يتذرع بأنه «لا صلاحية من دون نص دستوري».

وأوضح أن هناك رأياً آخر يرى أنّ انقضاء مهلة معقولة ولو لم ينص عليها الدستور من دون تمكّن رئيس الحكومة المكلف من إتمام اتفاقه مع رئيس الجمهورية على التشكيلة الوزارية، يتيح سحب التكليف.

«حزب الله»

في غضون ذلك، أعلنت مصادر مقرّبة من «حزب الله» إلى أنّ تحركات الأخير في مناطقه تشير إلى أن «الأزمة طويلة» جداً. وحسب المصادر، فإنّ الحزب يعمل لضمان صمود جمهوره في ظل أزمة الدولار بشكل أساسي، إذ بادرَ أخيراً إلى توزيع بطاقات إعانة على عائلات محتاجة من غير المنتسبين أو الحزبيين ضمن منطقة البقاع.

كذلك، استحدث الحزب صندوق تعاضد اجتماعي يشبه بآليته الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، إذ يسمح للأسر والعائلات المحتاجة من خلال اشتراك شهري، بالحصول على تغطية استشفائية.

أزمة الأوكسجين

من ناحية أخرى، وبينما تفاعلت على مواقع التواصل مسألة تزويد سورية للبنان بالأوكسجين، علّق رئيس ​«حزب التوحيد العربي»​ الوزير السابق ​وئام وهاب​ على ردود الفعل​ قائلاً: «لا أرى أحقر وأحط من ردود بعض مرضى العقول على المساعدة السورية بالأوكسجين لمرضى ​المستشفيات​. حتى من يريد الارتزاق من موقفه عليه على أن يتحدث بقليل من المنطق. نحنا بدنا أوكسجين سوري والمش عاجبو يدق راسو بالحيط».

وكان وزير الصحة السوري حسن الغباش أبلغ نظيره اللبناني حمد حسن الذي زار دمشق أمس الأول، أن سورية سترسل 75 طناً من الأوكسجين إلى لبنان، بناء على توجيهات من الرئيس بشار الأسد.

وفي سياق متصل، أعربت إسرائيل عن استعدادها لتزويد المستشفيات في لبنان بأجهزة تنفس اصطناعي لعلاج مرضى فيروس «كورونا».

ووفقاً لـ«هيئة البث الإسرائيلي»، فإن العرض جاء على لسان المدير العام لوزارة الصحة البروفيسور حيزي ليفي «نظراً للنقص الشديد لدى لبنان في مثل هذه الأجهزة».

وأشار ليفي مع ذلك إلى أن إسرائيل سبق أن عرضت على الحكومة اللبنانية تزويدها بمساعدات إنسانية بعد انفجار مرفأ بيروت، ولكن لبنان رفض تسلم هذه المساعدات.

مصمّمون على مواصلة ​مسيرة​ إنقاذ لبنان واللبنانيين الراعي
back to top