صعّد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ الضغوط على الرئيس الأميركي جو بايدن بإجرائه أول تجربة صاروخية باليستية منذ تولي الأخير السلطة قبل شهرين، والأولى منذ ما يقرب من عام، وذلك بعد يومين فقط من إطلاقه عدة صواريخ كروز قصيري المدى، في مناورة قال بايدن إنها «عمل عادي».

وأوردت الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان تقارير عن عملية الإطلاق، التي سبقت عقد بايدن مؤتمره الصحافي الأول، وتزامنت مع انطلاق مسيرة الشعلة الأولمبية في طوكيو.

Ad

وقال رئيس الوزراء الياباني يوشيهيدي سوغا إنّ «كوريا الشمالية أطلقت صاروخين بالستيين، وهذا يهدّد السلم والأمن وينتهك قرار الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أنّه قدم احتجاجاً رسمياَ عبر سفارته في الصين.

وقبله، قالت رئاسة الأركان المشتركة في الجيش الكوري الجنوبي، في بيان، إن «مقذوفين غير محدّدين» أُطلقا باتجاه بحر اليابان من مقاطعة هامغ يونغ، واجتازاً مساراً بطول 450 كلم وعلو بلغ أقصاه 60 كلم، موضحة أنها عمدت على الإثر إلى «تعزيز وضعية المراقبة، بالتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة». وقالت القيادة الأميركية في المحيطين الهادي والهندي، إن العملية تسلط الضوء على تهديد برنامج الأسلحة الكوري الشمالي غير القانوني على جيرانها والمجتمع الدولي، مؤكدة أنها تراقب الموقف وتتشاور مع الحلفاء.

وبعد زيارة وزيري الخارجية والدفاع الأميركيين أنتوني بلينكن ولويد أوستن للمنطقة لمناقشة قضايا التحالف والأمن، ولا سيما قدرات كوريا الشمالية في مجال السلح النووي والصواريخ الطويلة المدى، أطلقت بيونغ يانغ صاروخين قصيري المدى وغير بالستيين فوق البحر الأصفر، أي باتجاه الصين لا اليابان.

وشدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بعد اجتماع مع نظيره الكوري الجنوبي تشونج إيوي يونج في سيول، على الحاجة إلى إقرار السلام والاستقرار في منطقة شمال شرق آسيا. وقال: «هذا يعني أن على كل الدول المعنية التخلي عن سباق التسلح وأي أنشطة عسكرية من أي نوع».

واعتبرت المتحدثة باسم «الخارجية» الصينية، هوا تشون ينغ، أن الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية هو هدف للبشرية بأكملها، داعية «الأطراف المعنية للالتقاء في منتصف الطريق والحفاظ على خفض تصعيد الموقف ودفع التسوية السياسية».

من جهة ثانية، قدّم رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، آدم سميث، تفاصيل جديدة عن رؤية بايدن لعملية السلام في أفغانستان، مبيناً أنه يسعى إلى إبقاء القوات الأميركية بعد الموعد النهائي المقرر في الأول من مايو لمكافحة الإرهاب.

وأوضح سميث، أمام منتدى لمجلة فورين بوليسي على الإنترنت أنه تحدث إلى مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ووزير الدفاع. وذكر أن «المهمة الأولى» للإدارة هي التحدث مع «طالبان» بشأن السماح للقوات بالبقاء لفترة أطول قليلاً.

وقال: «أعتقد أن هناك شعورا عاما بأن موعد الأول من مايو سابق لأوانه، فقط من الناحية اللوجستية. لدينا نحو 3500 جندي في أفغانستان. وحلفاؤنا لديهم 7000، ولا يمكنك سحب أكثر من 10000 جندي بأي حال من الأحوال خلال 6 أسابيع».

وتابع سميث: «ما تريد إدارة بايدن القيام به هو التفاوض بعد الأول من مايو، ثم على الأقل استكشاف الخيار: هل غيرت طالبان رأيها، بينما تقاتل تنظيما بقدر ما تقاتل الحكومة الأفغانية».