سجال بفرنسا حول تمويل مسجد «تركي»

نشر في 26-03-2021
آخر تحديث 26-03-2021 | 00:06
مسجد «السلطان أيوب» في مدينة ستراسبورغ (أ ف ب)
مسجد «السلطان أيوب» في مدينة ستراسبورغ (أ ف ب)
اتهم وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان بلدية مدينة ستراسبورغ في شرق فرنسا «بتمويل تدخل أجنبي على الأراضي الفرنسية»، لموافقتها على تقديم مساهمة مالية لبناء مسجد تقف خلفه جمعية إسلامية موالية لتركيا.

لكن رئيسة بلدية ستراسبورغ جان بارسيغيان، وهي من دعاة حماية البيئة، نفت في رسالة إلى الرئيس إيمانويل ماكرون أن تكون قد تلقت أي تحذير من أجهزة الدولة بخصوص هذا المسجد.

ويأتي هذا الخلاف في وقت تدهورت العلاقات بين فرنسا وتركيا منذ الهجوم الذي شنته أنقرة في أكتوبر 2019 على القوات الكردية في سورية المتحالفة مع الغرب، كما ساهمت السياسة التوسعية التي تنتهجها تركيا في ليبيا، وشرق البحر الأبيض المتوسط، والسياسة التي تنتهجها فرنسا لمكافحة «التطرف الإسلامي»، في تأجيج الخلاف بين باريس وأنقرة في الأشهر الأخيرة.

والاثنين، وافق مجلس بلدية ستراسبورغ «من حيث المبدأ على تقديم منحة مالية» بقيمة أكثر من 2.5 مليون يورو، للمساهمة في تشييد مسجد تبنيه جمعية «مللي غوروش» الإسلامية الموالية لتركيا في حي للطبقة العاملة بالمدينة.

ووفقا لرئيسة البلدية فإن هذا المبلغ يمثل «10 في المئة من الكلفة الإجمالية لأعمال البناء».

وأمس الأول، قال وزير الداخلية: «لقد أتيحت لي الفرصة لأقول لرئيسة بلدية ستراسبورغ إننا، بالحد الأدنى، لا نجد هذا الأمر متماشيا مع المصالح الفرنسية»، موضحا أن «هذه الجمعية الموالية لتركيا لم ترغب في التوقيع على ميثاق قيم الجمهورية»، وأضاف: «نحن نعتبر أن هذه الجمعية لم يعد بوسعها أن تكون جزءا من الهيئات التي تمثل الإسلام في فرنسا».

وجاء تصريح دارمانان غداة تحذير الرئيس الفرنسي، في تصريح متلفز، من محاولات تقوم بها تركيا للتدخل في الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة في 2022.

وحسب وزير الداخلية، فإن «هناك خصوصا في ستراسبورغ، محاولات قوية جدا للتدخل في بلدنا، لاسيما من قبل تركيا. لدينا عدد من المؤشرات على أن الحكومة التركية تريد التدخل في المسائل الفرنسية، وخصوصا الدينية»، لافتا إلى أنه وفقا لمعلوماته فإن «مللي غوروش سعت إلى الحصول على المال من مكان آخر، خصوصا من دولة خليجية».

وردا على سؤال، أكدت بارسيغيان أن البلدية وافقت على تقديم هذه المساهمة المالية «بشروط، هي تقديم خطة تمويل قوية وشفافة، وتأكيد صاحب المشروع على تمسكه بقيم الجمهورية»، مضيفة: «إذا كان الأمر يتعلق بتدخل أجنبي على الأراضي الفرنسية فهذا أمر يخص الدولة والحكومة، لذلك من واجب الدولة أن تتحمل مسؤولياتها، وأن تتشارك المعلومات التي بحوزتها مع المسؤولين المنتخبين المحليين».

في سياق قريب، فشلت مفاوضات بناء مسجد في مدينة دايغو وسط كوريا الجنوبية، بين السكان ومسؤولين عن تنفيذ أعمال البناء.

وقال نادر خان، كبير المسؤولين عن تنفيذ أعمال بناء المسجد، خلال المفاوضات، «بنينا مسجدا في حي جوك جيون-دونغ في دايغو عام 2002، ولم تكن هناك أي مشاكل»، مؤكدا أن «الإسلام يعني السلام، ولا نريد أي خلافات مع سكان المدينة»، وبين أن «المسلمين الذين سيستخدمون المسجد هم طلاب الماجستير والدكتوراه من مختلف دول العالم الذين يدرسون حاليا في جامعة كيونغ بوك الوطنية، ولن يتسببوا في أي مشاكل».

من جانب آخر، ذكر أحد السكان الذين شاركوا في المفاوضات: «قلتم في البداية إنكم ستبنون مسجدا مكونا من طابق واحد، لكنكم بنيتم هيكلا مكونا من 3 طوابق»، مضيفا: «تمسك السكان بالصمت حتى الآن لا يعني قبولهم بناء المسجد».

وبدأت عمليات بناء المسجد في ديسمبر من العام الماضي، وتم الانتهاء من بناء الإطار الفولاذي للمسجد، لكن مكتب منطقة «بوك غو»، الذي أعطى ترخيص البناء، أصدر أمرا بتعليق عمليات البناء بعد تلقي التماسات من 351 ساكنا، وبسبب معارضة السكان المستمرة لبناء المسجد.

back to top