انهيار بناية في القاهرة ووزير النقل يعتذر عن مأساة سوهاج
لم يكد المصريون الذين يعيشون ساعات من القلق بسبب تعطل الملاحة في قناة السويس، يستفيقون من تداعيات حادث الاصطدام الكارثي بين قطارين في مدينة سوهاج (390 كيلومتر جنوبي القاهرة)، حتى باغتهم نبأ سقوط بناية سكنية على قاطنيها في شرقي القاهرة فجر أمس، لتخيم حالة من الحزن العميق والصدمة على البلاد.وبينما قالت السلطات إنها فتحت تحقيقاً في حادث سوهاج الذي أدى الى وفاة نحو 19 شخصاً وإصابة 185 آخرين، قدم وزير النقل المصري كامل الوزير، في مؤتمر صحافي أمس اعتذاره وأسفه متعهداً بعدم تكراره مرة أخرى. ووسط تقارير عن نقص الاستثمار بالصيانة، تعهد الوزير بالاستمرار في عمليات تطوير شبكة السكة الحديد الحالية بتكلفة 225 مليار جنيه (الدولار الواحد يعادل 15.69 جنيها)، مشدداً على أن العمل جارٍ على إدخال وسائل أمان جديدة بكل القطارات للسيطرة عليها إلكترونياً.
الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي قدم واجب العزاء للأسر المنكوبة، وجه بضرورة الإسراع بفتح تحقيق فوري للوقوف على ملابسات الحادث، وعقد اجتماعا مع رئيس مجلس الوزراء مصطفى مدبولي وعدد من الوزراء أمس، لمتابعة التداعيات، موصياً بتطبيق إجراءات تتوازن بين اكتمال مخطط التحديث الشامل لمرفق السكة الحديد بالتوازي مع استمرار تشغيل القطارات.وأصدر النائب العام حمادة الصاوي بيانا ليل الجمعة ــ السبت، بعد معاينته موقع الحادث، امر فيه «بسرعة اتخاذ الإجراءات نحو سؤال سائقي القطارين ومساعديهما ومسؤول لوحة تشغيل برج المراقبة وعامل المزلقان الذي وقع الحادث أمامه»، كما أمر بإجراء تحليل المواد المخدرة لكل منهم، والتحفظ على هواتفهم المحمولة لفحصها وفحص سجل المحادثات المجراة عبرها.وقرر النائب العام ندب لجنة خماسية مكلفة «تحديد المسؤول عن التصادم وسند مسؤوليته، ومدى اتباعه قواعد وأنظمة ولوائح تشغيل القطارات، وبيان أوجه القصور والإخلال وسببها والمسؤول عنها».وكانت النيابة العامة طلبت، في بيان، من الجهات والأجهزة المختلفة عدم إصدار «أي بيانات أو تصريحات عن أسباب وقوع الحادث، إذ تتولى النيابة التحقيقات لكشف حقيقة أسباب وقوعه»، حيث أصدرت هيئة سكك حديد مصر بيانا عقب الحادث أرجعت فيه السبب إلى قيام مجهولين بسحب مكابح الطوارئ لبعض عربات أحد القطارين، مما نتج عنه توقفه واصطدام القطار الآخر بمؤخرته. وتشهد مصر بصورة متكررة حوادث سكك حديد ومرور مأساوية، وأكثرها دموية وقع في عام 2002، عندما لقي 361 شخصا حتفهم، بعدما اندلعت النيران في قطار مزدحم جنوب العاصمة.وفي نهاية فبراير 2019 شهدت محطة رمسيس للقطارات في القاهرة حادثا مروعا، حين صدم قطار مسرع حائطا عند طرف رصيف المحطة، مما تسبب في انفجار واندلاع حريق ضخم أدى إلى مصرع 22 شخصا.وتسبب هذا الحادث في استقالة وزير النقل هشام عرفات، وقيام الرئيس المصري في مارس بتكليف كامل الوزير رئيس الهيئة الهندسية بالجيش آنذاك ليتولى مسؤولية قطاع النقل والمواصلات.ولم يستوعب المصريون بشاعة حادث تصادم قطاري سوهاج بعد، حتى حملت لهم الساعات الأولى من صباح السبت خبراً حزيناً آخر، مع وفاة ما لا يقل عن 8 أشخاص وإصابة نحو 29 آخرين، إثر انهيار بناية سكنية مأهولة مكونة من عشرة طوابق، بمنطقة جسر السويس شرقي العاصمة القاهرة.وواصلت قوات الحماية المدنية بمعاونة أهالي المنطقة جهود رفع الأنقاض بحثاً عن ضحايا. وأفاد شهود عيان «الجريدة» بأن البناية يقطنها أكثر من 100 شخص، وأن الكثير من ساكنيها لا يزالون تحت الأنقاض. وتم العثور على أسرة مكونة من 5 أفراد تحت الركام، وهم على قيد الحياة وتم إنقاذهم، ومن المتوقع زيادة عدد الوفيات والمصابين مع استمرار عمليات البحث.