احتفت مؤسسات فنية وثقافية بمناسبة اليوم العالمي للمسرح، الذي صادف أمس، بتجديد الدعم لـ "أبي الفنون" ضمن هذه الظروف الصعبة.وضمن هذه المناسبة، قال الأمين العام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل: "تحتفل جميع دول العالم في 27 مارس من كل عام باليوم العالمي للمسرح، كما أقرته هيئه الأمم المتحدة، تقديرا وتكريما للمسرح الرائع الجامع لكل الفنون، وتكمن أهمية هذا الدور في معالجته وتشخيصه للقضايا والمشكلات التي يمرّ بها المجتمع ويعرضها بالحلول والرؤية التي تصلح وتنير درب المجتمع لمزيد من التقدم والرقي".
وتابع العبدالجليل: "نحن في المجلس الوطني نولي الحركة المسرحية وفن المسرح أهمية كبرى ورعاية شاملة، وقمنا ولا نزال بجهد كبير من أجل دعم الفرق الأهلية المسرحية الأربع، لإثرائها الساحة وعطائها الزاخر في مجال فن المسرح. ونهتم جدا من خلال المهرجانات السنوية التي نقدّمها للمسرح التي تنشط وتدعم وتطور الحركة المسرحية في الكويت. وهناك جانب مهم يجب أن نتوجه فيه بتحية تقدير وإجلال واعتزاز إلى كل فنانينا الكبار، والنجوم الرواد الذين ساهموا في إثراء الحركة المسرحية، وكل من رافقهم من الفنانين الكويتيين المتميزين على مدى أكثر من 61 عاما".
الفنون الأدائية
وقد جرى اختيار الفنانة مريم الصالح لإلقاء كلمة "اليوم العالمي للمسرح"، التي كتبتها الممثلة هيلين ميرن، لأنّ الصالح أول ممثلة كويتية وخليجية تصعد على خشبة المسرح في الكويت أيام الستينيات، وقالت الصالح: "كان هذا وقتا صعبا للغاية بالنسبة للفنون الأدائية الحية، كافح فيه العديد من الفنانين والفنيين والحرفيين والنساء في مهنة هي في الأصل محفوفة بانعدام الأمن. ولربما كان انعدام الأمن الذي ارتبط دائما بهذه المهنة هو ما مكّن هؤلاء الفنانين من النجاة في ظل هذه الجائحة. متسلحين بالكثير من الذكاء والشجاعة. ففي ظل هذه الظروف الجديدة، حوّل الفنانون خيالهم إلى طرق إبداعية وترفيهية ومؤثرة، ليتمكنوا من التواصل مع العالم، ويعود الفضل في ذلك بشكل كبير بالطبع إلى شبكة الإنترنت".وتابعت الصالح: "كما أنه منذ بدء الخلق ونحن البشر نستخدم السرد القصصي كشكل من أشكال التواصل بيننا، ولذلك فإن ثقافة المسرح الجميلة ستبقى ما بقينا هنا. ولن تختنق أبدا الرغبة الإبداعية للكتّاب والمصممين والراقصين والمغنين والممثلين والموسيقيين والمخرجين، وفي المستقبل القريب ستزهر تلك الرغبة مرة أخرى تدفعها طاقة جديدة وفهم جديد للعالم الذي نتشاركه جميعا، وكم أتحرق شوقا لذلك".تهيئة المناخ
بدوره، قال الأمين العام المساعد لقطاع الفنون بالمجلس، د. بدر الدويش، إن المجلس يولي اهتماما كبيرا بالمسرح، ويعمل على تهيئة المناخ لتقديم عروض مسرحية متميزة، مشيرا إلى أنه رغم الإجراءات الاحترازية لمواجهة جائحة كورونا وإيقاف كل الأنشطة الثقافية والفنية، فإن المسرح في الكويت ظل يواصل عطاءه عبر العروض (أونلاين)، وأيضا من خلال الندوات والجلسات والحوارات المسرحية المتخصصة التي نُظمت تحت مظلة المجلس.وأوضح أن ما شهدته الحركة المسرحية لاحقا من قفزات كبرى طرزها أبناء المسرح ونجومه جيلا بعد آخر، اعتبارا من جيل الرواد، ووصولا الى الجيل الحالي الذي حمل اسم المسرح في الكويت إلى جميع المحافل والمهرجانات والملتقيات، مكللا بالظفر والإنجاز الذي رسخ اسم الكويت ومسرحها على خريطة المسرح في العالم العربي.من جانبها، احتفلت رابطة أعضاء هيئة التدريس في المعهد العالي للفنون المسرحية بهذه المناسبة، وقرأ الكلمة المعدّة لهذا الاحتفال الفنان خالد أمين.