عقوبات صينية على واشنطن وأوتاوا وبايدن لديه خطة تنافس «الحزام والطريق»
كيسنجر: التفاهم مع بكين... وإلا فحرب عالمية مقبلة
بعد مرور أسبوعين على جلسة مباحثات عاصفة حفلت بتراشقات حادة وغير معتادة بين كبار الدبلوماسيين الصينيين والأميركيين في ألاسكا، فرضت الصين، أمس، عقوبات على أشخاص وكيانات من الولايات المتحدة وكندا، في وقت اقترح الرئيس جو بايدن على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خطة لمنافسة مبادرتها المعروفة "الحزام والطريق". وأوضحت "الخارجية" الصينية أن العقوبات شملت رئيسة اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية (USCIRF) غايل مانشين ونائب رئيس اللجنة توني بيركنز وعضو البرلمان الكندي مايكل شونغ واللجنة الفرعية لحقوق الإنسان الدولية التابعة للجنة الدائمة للشؤون الخارجية والتنمية الدولية بمجلس العموم الكندي.وجاء التحرك الصيني رداً على معاقبة واشنطن ومونتريال وأيضاً الاتحاد الأوروبي وبريطانيا لمسؤولين صينيين بموجب قانون "ماغنيتسكي"، بسبب الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ.
وقبل إعلان العقوبات، قالت المتحدثة باسم "الخارجية" الصينية، هوا تشون، في مؤتمرها اليومي إن "هدف بكين ليس أبداً تجاوز واشنطن، إنما هو أن تتفوق على نفسها دائماً، وأن تصبح نسخة أفضل مما هي عليه"، مضيفة أن سياستها تجاه الولايات المتحدة متسقة ومستقرة بشكل كبير، والصين مستعدة للعمل بجدية معها لتنفيذ التوافق المهم الذي توصل إليه رئيسا البلدين خلال محادثتهما الهاتفية عشية رأس السنة القمرية.وذكرت: "نأمل أن نلتقي في منتصف الطريق، وأن تطوّر علاقات تتسم بعدم المواجهة وعدم النزاع والاحترام المتبادل والتعاون المربح للجانبين من أجل إعادة العلاقات الثنائية إلى المسار الصحيح والتنمية المستقرة".ومضت تقول: "باعتبار الصين والولايات المتحدة أكبر اقتصادين في العالم، فإنه مما لا يدعو للدهشة أن يتنافسا في اندماج المصالح"، مؤكدة أن "الأساس هو التنافس بإخلاص على أساس الإنصاف والعدالة".في المقابل، اقترح بايدن على رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، في اتصال هاتفي، أمس الأول أن تكون لدى الدول الديمقراطية خطة للبنية التحتية لمنافسة المبادرة الصينية المعروفة بالحزام والطريق.وقال بايدن، للصحافيين، "اقترحت على جونسون أنه ينبغي، بشكل أساسي، أن تكون لدينا مبادرة مشابهة تنبع من الدول الديمقراطية لمساعدة تلك الدول حول العالم التي تحتاج، حقا، إلى المساعدة". ومبادرة الحزام والطريق أكبر حملة للصين لبناء بنية أساسية عبر آسيا لربطها بأوروبا. وخلال مؤتمره الصحافي الأول منذ تسلمه السلطة، سعى بايدن لتهدئة نبرته تجاه الصين بعد المباحثات العاصفة في ألاسكا التي تبادل كبار الدبلوماسيين في البلدين انتقاد سياسات بعضهم البعض علانية، مشيراً إلى أنه لا يسعى إلى "مواجهة" معها.وإذ وصف بايدن نظيره الصيني بأنه حاكم استبدادي "ليس لديه ذرّة ديمقراطية"، وأصر على أنه رجل ملتزم بالأعراف الدولية في التجارة. وأضاف: "قلت له شخصيا في مناسبات عدة إننا لا نسعى إلى مواجهة، لكننا على يقين أن المنافسة ستكون حادة جداً".إلى ذلك، قال الدبلوماسي المخضرم هنري كيسنجر إن على الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين الوصول إلى تفاهم مع الصين حول نظام عالمي جديد لضمان الاستقرار، وإلا سيواجه العالم فترة خطيرة مثل تلك التي سبقت الحرب العالمية الأولى.وقال وزير الخارجية في عهد الرئيسين الجمهوريين السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد، بفاعلية افتراضية أقامها المعهد الملكي للشؤون الدولية في لندن، "إذا لم نصل إلى هذه النقطة، وإذا لم نصل إلى تفاهم مع الصين بهذا الشأن فسنكون إذن في الوضع الذي سبق الحرب العالمية الأولى في أوروبا، حيث كانت الصراعات المستمرة تحلّ على أساس فوري، لكن أحدها كان يخرج عن السيطرة في مرحلة ما»، حسب ما نقلته وكالة رويترز للأنباء.وتابع: "الأمر الآن أكثر خطورة مما كان عليه في السابق، والأسلحة فائقة التكنولوجيا التي يمتلكها الجانبان قد تؤدي إلى صراع خطير للغاية، موضحاً أن الولايات المتحدة ستجد على الأرجح أن من الصعوبة بمكان أن تتفاوض مع خصم مثل الصين سرعان ما سيتفوق ويصبح أكثر تقدّماً في بعض المجالات.وفي خطوة تعكس عودته إلى خط المواجهة في مكافحة تغيّر المناخ بعد تراجع سلفه دونالد ترامب عن التزاماته، وجّه الرئيس الأميركي دعوة إلى 40 من زعماء العالم في مقدمتهم العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز ورؤساء روسيا فلاديمير بوتين، والصين شي جينبينغ، وتركيا رجب طيب إردوغان، وفرنسا إيمانويل ماكرون، والبرازيل جايير بولسونارو، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.وأوضح البيت الأبيض أنّ القمة الافتراضية، التي تتصادف مع اليوم العالمي للأرض، "تهدف الى حشد جهود الاقتصادات الكبرى لمعالجة أزمة المناخ، وستؤكد الضرورة الملحّة والفوائد الاقتصادية للعمل المناخي الأقوى، وستكون معلماً مهماً نحو مؤتمر الأمم المتحدة لتغيّر المناخ المقرر عقده في نوفمبر المقبل بمدينة غلاسكو الأسكتلندية".ووفق البيان، ستعلن الولايات المتحدة بحلول موعد القمة عن هدف طموح لانبعاثات 2030 كمساهمتها الجديدة المحددة وطنيا ضمن اتفاقية باريس للمناخ، كما أن الرئيس حثّ في دعوته القادة على استخدام القمة كفرصة لتوضيح كيفية مساهمة دولهم أيضاً في تحقيق طموح مناخي أقوى.