عبد الرحمن الفارس لـ الجريدة•: نمر بالموجة الثانية من «كورونا» والثالثة بالنسبة للعناية المركزة
«أطباء الفائقة لا يتجاوزون الـ 20 واقتربنا من مرحلة خطيرة»
أكد استشاري العناية المركزة رئيس قسم العناية المركزة في المستشفى الأميري د. عبد الرحمن الفارس، أن العنايات المركزة في الكويت اقتربت من المرحلة التي لا نستطيع التأقلم معها، لافتاً إلى أن البلاد تمر الآن بالموجة الثانية من الوباء، والثالثة في أقسام العناية المركزة.وقال الفارس في حوار مع «الجريدة»، إن عدد أطباء العناية المركزة في الكويت لا يتجاوز الـ 20 طبيباً في القطاع الحكومي والخاص ومستشفى شركة نفط الكويت. وأوضح أن مستشفيي الأميري وجابر يعتزمان دراسة موضوع «النوم على البطن» والمشاركة في دراسة عالمية محكمة حوله، لافتاً إلى أنه ثبت طبياً أن استخدام تقنية «النوم على البطن» قللت من وفيات كورونا للحالات الحرجة في الكويت والعالم.وأردف أن هناك أدوية جديدة طور الدراسة لإدخالها ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى «كورونا»... وفيما يلي تفاصيل الحوار:
• متى يقرر الطبيب إدخال المريض إلى العناية المركزة؟- العناية المركزة هي العصب الأخير الموجود في المستشفى إذا اشتدت حالة المريض لدرجة متقدمة واحتاج إلى دعم لأجهزته الرئيسة في الجسم، وقتها يجب إدخال المريض إلى العناية المركزة، وإذا احتاج المريض إلى أكسجين عالٍ أو إذا كان المريض بحاجة إلى جهاز تنفس أو أدوية لرفع الضغط وإذا احتاج إلى أي ملاحظة دقيقة غير متوافرة في الجناح العادي، وإذا كان محتاجاً إلى عناية ورعاية تمريضية على مدار الساعة، وقتها يقرر الطبيب إدخال المريض إلى العناية المركزة.• ما عدد أسرة العناية المركزة في الكويت؟- قبل جائحة «كورونا» كان كل مستشفى في الكويت يضم غرفاً للعناية المركزة، تتواءم مع حاجة المستشفى، وتختلف تلك الغرف والأسرة من مستشفى إلى آخر حسب طبيعة المستشفى والمرضى الذين يذهبون إليها.وقبل الجائحة كان لدينا عدد معين من أسرة العناية المركزة التي تحتاجها الكويت ككل، ومع بداية الجائحة اضطررنا إلى التوسع بشكل كبير في أسرة العناية المركزة، وهذا التوسع على حسب حاجتنا لأسرة العناية المركزة.وتجدر الإشارة إلى أن العناية المركزة ليست سريراً أو أجهزة، بل فريق متكامل من الأطباء والتمريض والفرق الداعمة، وإذا لم يكن لدينا الفريق المتكامل لا نستطيع توفير العناية المركزة للمريض بالطريقة المثلى، ولدينا فائض من الأسرة والأجهزة، كما أن مجموعات الأطباء تتأقلم مع حاجة الأسرة.وأعداد أسرة العناية المركزة متفاوت، وقد نحتاج في فترة من الفترات إلى 200 سرير، أوإلى زيادة هذه الأعداد إلى 400 أو 500 سرير حسب الحاجة، وفي فترات يقل أو يزيد عدد الأسرة حسب الحاجة.وأعداد المرضى في العناية المركزة الخاصة بمرضى «كوفيد 19» يزيد الآن على 240 مريضاً موزعة على جميع المستشفيات، والعدد الأكبر موجود في مستشفى جابر الأحمد، كما أن مرضى العناية المركزة ليسوا مرضى «كورونا» فقط ونتعامل مع مرضى آخرين، وكل مستشفى به عنايات مركزة للمرضى المصابين بأمراض غير «كورونا» وربما يكون أعدادهم كبيرة أيضاً.باختصار الرقم متفاوت وحسب كل قسم وكل مستشفى، ونحاول أن نزيده بأكثر طاقة على حسب أعداد دخول المرضى إلى العناية المركزة.
مرحلة الخطر
• متى تعتبر أرقام دخول العناية المركزة مرحلة خطرة جداً في عمر الجائحة؟- بصراحة الأرقام الحالية في العناية المركزة لا تبشر بالخير وأعداد مرضى العناية المركزة حالياً تخطت أعداد الموجة الأولى في صيف العام الماضي، إذ إن العناية المركزة بالكويت مرت بثلاث مراحل وموجات، الأولى كانت في شهر مايو وحتى يوليو الماضيين ثم الموجة الثانية من شهر سبتمبر وحتى نوفمبر 2020، والموجة الثالثة التي نمر بها حالياً في العنايات المركزة بالكويت، والأرقام الحالية مؤشر خطير، واقتربنا من المرحلة النهائية التي لا نستطيع التأقلم معها.• ما تفسيركم للزيادة الكبيرة في أعداد الإصابات والوفيات ودخول العناية المركزة بداية من منتصف شهر يناير الماضي؟- هناك عدة أسباب لذلك، فمن المعلوم أن أي جائحة تمر بمراحل وموجات، وهذا يفسر سبب أن الموجة الثانية التي نمر بها أكثر شدة من الموجة الأولى، كما أن تحور الفيروس وما صاحبه من أنه أقوى وأكثر شدة، إلى جانب عدم الالتزام بالاشتراطات الصحية والإجراءات الاحترازية ومن بينها التباعد الجسدي وارتداء الكمامة وغسيل الأيدي، إضافة إلى شيء فائق الأهمية وهو أنه للأسف الشديد الإقبال على التطعيم المضاد للفيروس ليس على المستوى المطلوب.تأثر «العناية»
• كيف أثر الاهتمام بـ»كورونا» في الكويت على الأمراض الأخرى في العنايات المركزة؟- لم يتأثر المرضى غير المصابين بـ«كوفيد 19» ومن بحاجة إلى دخول العناية المركزة خلال الجائحة، وحصلوا على العناية والرعاية اللازمة، عكس كثير من التخصصات الأخرى، فعلى سبيل المثال لا الحصر توقفت العيادات الخارجية وغيرها خلال ذروة الوباء.وأقسام العناية المركزة في المستشفيات العامة قسمت نفسها إلى قسمين، الأول لمرضى «كوفيد 19» والآخر للمرضى الذين لا يعانون من «كورونا»، باستثناء مستشفى جابر والمستشفى الميداني في أرض المعارض بمنطقة مشرف إذ تم تخصيصهما لمرضى «كوفيد 19» فقط.• يعتبر تخصص العناية المركزة نادراً... كيف حققتم المعادلة الصعبة في الاعتناء بالمرضى رغم قلة أعداد الأطباء؟- استطعنا تحقيق ذلك من خلال بذل أقصى جهد ممكن من جميع المنتسبين للتخصص، ويعد تخصص العناية المركزة تخصصاً ثانياً، فهناك طبيب باطنية وعناية مركزة وهناك طبيب جراحة وعناية مركزة وهناك طبيب تخدير وعناية مركزة.ومتخصصو العناية المركزة وحدها عددهم قليل جداً، يتراوحون بين 15 إلى 20 طبيباً على مستوى الكويت بجميع مستشفيات القطاع الحكومي والخاص وحتى مستشفى الأحمدي التابع لشركة نفط الكويت، وللعلم فإن ذلك ليس وليد اليوم بل من نحو عشرين عام مضت.جميع الأعمار
• في الموجة الأولى كان أغلب دخول العناية المركزة من كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة غير معدية والآن بات كثير من الأطفال والشباب يدخلون إلى أقسام العناية المركزة، فما تفسيركم لذلك؟- خلال هذه الجائحة شاهدنا وعالجنا مرضى من جميع الفئات والأعمار، فقد عالجنا مريضة طفلة عمرها 14 عاماً ووضعناها على جهازي تنفس ودعم الحياة خارج الجسم «إيكمو»، كما عالجنا مرضى في العشرينيات والثلاثينيات من العمر في أقسام العناية المركزة، لكن كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة هم أكثر عرضة من غيرهم للدخول إلى العنايات المركزة.والسبيل الوحيد للسيطرة على الوباء والجائحة هو التطعيم، وكثير من الدول التي كانت تعاني من الوفيات ومرضى العنايات المركزة قلت لديهم أعداد الإصابات والوفيات ودخول العنايات المركزة عقب التوسع في عمليات التطعيم.«العناية» تسجّل أعلى دخول بـ 250 حالة
سجلت الكويت، أمس، أعلى عدد دخول لأقسام العناية المركزة في المستشفيات منذ بداية الجائحة وحتى الآن بـ250 حالة. وأعلنت وزارة الصحة تسجيل 1198 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد، لترفع إجمالي الحالات إلى 227 ألفا و178 حالة، في حين سجلت 9 حالات وفاة، ليصبح مجموع حالات الوفاة 1279 حالة، مشيرة إلى شفاء 1336 حالة، ليرتفع إجمالي المتعافين إلى 211360 حالة.
الموجة الثانية
• هل دخلت الكويت الموجة الثالثة من الوباء أم ما زلنا في الموجة الثانية؟- ما زلنا في الموجة الثانية من الوباء، ونمر الآن بالموجة الثالثة في أقسام العنايات المركزة، والموجة الأولى كانت في شهر مايو وحتى يوليو الماضيين ثم الموجة الثانية من شهر سبتمبر وحتى نوفمبر 2020، والموجة الثالثة التي نمر بها حالياً.• كيف ترى دعوات البعض إلى التشويش على أمان وفعالية اللقاح وما نصيحتكم لهذه الفئة؟- أشعر بالأسف حيال تلك الدعوات التي لا تستند إلى دليل علمي، وللأسف فإن الكثيرين من غير المتخصصين يتحدثون في هذه المواضيع، والأسف الأكبر أن هناك من يتابعهم، وهناك أناس يرفضون التطعيم، أي تطعيم وليس التطعيم المضاد لـ«كوفيد 19»، فحسب. والرافضون للتطعيم يتحدثون عن أشياء خرافية، وأن هذا التطعيم سوف يؤدي إلى مضاعفات لا يصدقها عقل، وللأسف تنشط هذه الخرافات والناس يصدقونها.فنحن نواجه المرض والوباء وكذلك نواجه حرب الشائعات والمغالطات والخرافات حول التطعيم المضاد للفيروس، ورغم أننا قادرون على مواجهة المرض والوباء لكن حرب الشائعات والخرافات تقوض عمل الطواقم الطبية.البروتوكول العلاجي
• اعتمدت وزارة الصحة في الصيف الماضي، عقار «ديكساميثازون»، ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى «كورونا»... فإلى أي مدى خفض استخدام هذا العقار من الوفيات أو دخول العناية المركزة؟- استخدام عقار «ديكساميثازون» في بروتوكول العلاج بجرعة معينة ولفترة معينة للمرضى الذين يحتاجون لكميات كبيرة من الأكسجين أو أولئك الذين يحتاجون إلى جهاز تنفس قللت الوفيات وزادت من نسب الشفاء.وفي الكويت استفادت الحالات الحرجة أو التي تحتاج إلى دعم أكسجين في الجسم من هذا الدواء في الشفاء من الفيروس.ومنذ ذلك الوقت توسعت وزارة الصحة في استخدام هذا البروتوكول العلاجي في جميع مستشفيات الوزارة، إذ لوحظ أنه يسرع من شفاء المريض وخروجه من العناية المركزة بشكل أسرع.وهذا البروتوكول العلاجي قلل من نسب الوفيات الناجمة عن «كورونا» وسرع من نسب الشفاء والخروج من العناية المركزة.بروتوكولات جديدة
• وهل تنوي وزارة الصحة إضافة أي عقاقير أو أدوية جديدة في البروتوكول العلاجي لمرضى كورونا خلال الفترة المقبلة؟- نعم هناك أدوية جديدة طور الدراسة حول إدخالها ضمن البروتوكول العلاجي لمرضى «كورونا»، وهناك مناقشات مستمرة في هذا الشأن من جانب اللجان المختصة في وزارة الصحة والتي تعمل بشكل مستمر على مراجعة جميع الأبحاث والدراسات والتوصيات المبنية على إثباتات علمية لإضافتها إلى بروتوكول العلاج.وهناك أدوية معينة طور الدراسة للمرضى الذين لا يحتاجون إلى دخول العناية المركزة من كبار السن ومن يعانون من الأمراض المزمنة ولم يتلقوا التطعيم المضاد لـ»كوفيد 19» وحالتهم غير حرجة.«النوم على البطن»
• هل هناك علاجات معينة في العناية المركزة ممكن تفيد مريض «كورونا» غير الأدوية؟- في العناية المركزة، مثبت علمياً لسنوات أنه عند احتياج المريض إلى نسبة أكسجين عالي من جهاز التنفس، فإن النوم على البطن «prone ventilation» لمدة 12 إلى 16 ساعة يومياً يحسن من حالة المريض ويقلل من نسبة الوفاة.وخلال الفترة الأولى من الجائحة اختار اختصاصيو العناية المركزة استخدام هذه التقنية للمرضى الذين ليسوا على أجهزة تنفس «awake proning» ولوحظ زيادة نسب الأكسجين بالدم لديهم، ونعكف في مستشفيي جابر الأحمد والأميري على دراسة هذا الموضوع والمشاركة في دراسة عالمية محكمة حوله «COVI-PRONE».أغلب مرضى «الفائقة» يعانون فشلاً تنفسياً
أكد استشاري العناية المركزة ورئيس قسم العناية المركزة في مستشفى الأميري، أن هناك مؤشرات كثيرة تستدعي دخول المريض إلى العناية المركزة، بعضها يكون مبنياً على رأي طبي، أو بناء على أرقام ونسب معينة للمريض، موضحاً أنه كلما احتاج المريض إلى دعم يكون أكثر احتياجا إلى دخول العناية المركزة.وأشار إلى أن عامل السن والمرض مهمان في دخول العناية المركزة، فكلما كان الشخص كبيراً في العمر ويعاني أمراضاً مزمنة كانت نسبة دخول العناية المركزة أكبر.وأكد أن أغلب مرضى دخول العناية المركزة يعانون من فشل في الجهاز التنفسي ولديهم بوادر فشل رئوي، ويحتاجون إلى أكسجين، مشدداً على أن دخول المريض العناية المركزة متفاوت، فبعض المرضى قد يحتاج إلى يومين إلى 3 أيام، وهناك مرضى يحتاجون إلى 4 أشهر في العناية المركزة، لافتاً إلى أن أحد المرضى مكث فترة 4 أشهر في غرفة العناية المركزة، وعلى جهاز دعم الحياة خارج الجسم.مركز «الإيكمو» خفض نسب الوفاة إلى 40%
كشف د. عبد الرحمن الفارس عن إنشاء مركز الكويت لدعم الحياة خارج الجسم «إيكمو» في مستشفيي جابر والأميري خلال الجائحة، مشيراً إلى أن وضع 115 حالة على جهاز «الإيكمو» أدى إلى خفض نسب الوفاة من 30 في المئة إلى 40 في المئة، مؤكداً أنه من دون استخدام هذا البرنامج لم تكن حالات الوفيات تقل.وأعلن الفارس أن قسم العناية المركزة في طور وضع المعلومات الخاصة بهذا البرنامج لنشرها في دراسة محكمة، موضحاً أن نجاح هذه البرنامج يكمن في الاختيار المناسب للمريض والذي يحتاج إلى جهاز «الإيكمو» الذي يعتبر أقصى جهاز يستفيد منه المريض في غرفة العناية المركزة.وأوضح أن هذا البرنامج موجود منذ نحو 25 عاماً، ويستخدم خلال السنوات الأخيرة للمرضى الذين يعانون من فشل رئوي حاد أو أولئك الذين يعانون من متلازمة التنفس الرئوي الحاد، لكن تم تأسيس هذا المركز خلال أزمة «كورونا»، فقبل الجائحة لم يكن موجوداً. عادل سامي
التطعيم السبيل الوحيد للسيطرة على الجائحة
استخدام ديكساميثازون في بروتوكول العلاج سرع من نسب الشفاء وقلل الوفيات
قادرون على مواجهة الوباء لكن حرب الشائعات والخرافات تقوض عمل الطواقم الطبية
استخدام تقنية النوم على البطن قلل وفيات كورونا للحالات الحرجة
لدينا فائض في أجهزة العناية المركزة والأكسجين ولم نعانِ جراء النقص حتى الآن
استخدام ديكساميثازون في بروتوكول العلاج سرع من نسب الشفاء وقلل الوفيات
قادرون على مواجهة الوباء لكن حرب الشائعات والخرافات تقوض عمل الطواقم الطبية
استخدام تقنية النوم على البطن قلل وفيات كورونا للحالات الحرجة
لدينا فائض في أجهزة العناية المركزة والأكسجين ولم نعانِ جراء النقص حتى الآن