استضاف الكاتب عبدالملك العثمان على صفحته بـ"إنستغرام" الشاعر سالم الرميضي، في لقاء بعنوان "في رحاب الشعر"، بمناسبة اليوم العالمي للشعر، وبرعاية مشروع "خذ بيدي" الخيري المنبثق من ثلث المرحوم عبدالله عبداللطيف العثمان.

في البداية، عرَّف الرميضي الشعر، من وجهة نظره، بأنه فن جمالي له أسسه وقواعده، التي تختلف من لغة إلى أخرى، كما يتفرد بصفات تميزه عن غيره من الفنون، فهو يختص بالكلمة، وما يسفر عنها من معنى، ويتشكل في صورة، ويطرب في إيقاع منغم، كما أن "للشعر العربي حدودا معينة تخرجه عن غيره من الفنون العربية الجمالية التي نشيد بجمالياتها، لكن نسميها بمسمياتها".

Ad

ويرى أن الشعر العربي في الماضي كان له أثر مباشر على حياة الكثير من الناس، لكنه تراجع عن دوره كثيراً أخيرا، لافتا إلى أن لذلك أسبابا أخرى سياقية تاريخية قد لا يكون الشعر نفسه مسؤولا عنها، منها على سبيل المثال أن كثيراً من الشعراء الآن أفقدوا الشعر قيمته، في الـ100 سنة الأخيرة على الأقل.

وذكر الرميضي أن من أسباب تراجع الشعر، أن بعض الشعراء لم يعد يعنيهم المتلقي على الإطلاق، مشيرا إلى أنه يحمّل الشعراء مسؤولية تراجع الشعر عن دوره، مضيفا أن الشعر لا يزال مؤثرا، لكن بعض الشعراء أفقدوه هيبته، متابعا: "في السنوات العشر السابقة استطاع الشعر العربي أن يعوّض تراجعه بشكل ملحوظ في الفترات الماضية".

وعمَّا يميز الشعر العربي عن الأشعار باللغات الأخرى، قال: "لا أستطيع المقارنة بشكل عادل، لأني لست مطلعا على الكثير من الأشعار باللغات الأخرى، لكن اللغة العربية تتميز عن كثير من اللغات بحرية النسق، حيث تستخدم الأنساق الستة كاملة في تراكيبها، وأنا لي بحث منشور في ذلك بعنوان (التقديم والتأخير وضرورات الشعر وأثرهما على موسيقى الشعر العربي)، والذي استشهدت فيه بالأنساق الستة في اللغة العربية".

ولفت إلى أن الشعر العربي يُعد الأعلى في حدود معرفته من حيث عدد الإيقاعات أو الأوزان الشعرية، حيث تصل إيقاعات العربية وأوزانها إلى سبعة وتسعين إيقاعا.

وعن أهمية التجربة للشاعر، قال الرميضي: "بلا شك، التجربة تطور الشاعر، فهناك الكثير من الشعراء من يتقن الأدوات، فيكتب كلاما جميلا منغما ذا قافية سليمة، لتخرج في النهاية على أنها مادة فنية جيدة، لكن لا تكاد تشعر بوجود الروح فيها. لا يكفي إتقان المهارة في الشعر، والتجربة تطور كثيرا على مستوى الإحساس، الذي لا تستطيع أن تغرسه في أي إنسان على الإطلاق، لأنه يأتي من الظروف الحياتية والتجربة المُعاشة، عكس الأدوات، التي يمكن أن يتقنها أي شخص جاد".

فضة المعيلي