من السهل جداً أن تجعل جميع الناس يرهبونك خوفاً منك...ومن السهل أيضاً أن تجعلهم جميعاً يحبونك...
ولكن ليس من الممكن الجمع بين الصفتين؛ المحبة والخوف، أي من المستحيل أن تفعل ذلك!أو بمعنى آخر، كما قال نيكولو ماكيافيللي Nicolo Machiavilli: "It is better to be feared than loved if you can not be both"...ما تفعله الحكومة هذه الأيام هو الادعاء بأنها قادرة على تخويف الشعب، وفي نفس الوقت تريد لشعبيتها أن تزدهر...الحكومة لم تعد مصدراً لتخويف الناس، لأنها لا تبالي بكسر القوانين، وجعلت من الواسطة والنفوذ سلوكاً عادياً لتخطي الحواجز القانونية...وتبعاً لذلك لا يمكن للناس أن يعلنوا محبتهم وولاءهم لها، لأنهم لا يجدون عدالة اجتماعية في الكثير من الأمور، ويرون سكوت الحكومة عن كسر القوانين أنه جُبن وخوف من جانبها، حتى ممن لا يستحق السكوت عن تجاوزاته وتماديه في تلك الأفعال!هناك أمثلة بسيطة لتلك الظاهرة، مثل وجود منطقة كاملة لا تنفذ تعليمات الحجر الصحي، ولا تبالي باتباع أي محاذير صحية لتفادي انتشار العدوى، ومازالت ديوانياتها ممتلئة، ومازالت العزايم قائمة ومستمرة، ومازالت التجمعات منتشرة، وليس هناك رادع.وعندما نتكلم عن التطعيم ضد الكورونا، فإنك تنفخ في جربة مقطوعة، وليس هناك إحساس أو احترام بصحة المجتمع ككل. وبدون التطعيم لن تصل مناعة المجتمع لأهدافها في الوقت المناسب، وسيقاسي البقية، لأن جهل وعناد تلك المجموعات سبب رئيسي لانتشار العدوى وزيادة أعداد المرضى وأعداد الوفيات.إذا أرادت الحكومة من الأغلبية احترام قراراتها، فلتعاقب الأقلية التي لا تحترم هذه القرارات والقوانين، فالكويت ليست أفضل من الدول التي فرضت عقوبات صارمة وغرامات باهظة، لأن صحة المجتمع أهم من أي شيء آخر.
أخر كلام
الله بالنور: سياسة الحب والكراهية
29-03-2021