استئناف حركة الملاحة في قناة السويس بعد تعويم السفينة الجانحة

نشر في 29-03-2021 | 17:05
آخر تحديث 29-03-2021 | 17:05
استئناف حركة الملاحة في قناة السويس بعد تعويم السفينة الجانحة
استئناف حركة الملاحة في قناة السويس بعد تعويم السفينة الجانحة
انتهت بعد ظهر الاثنين بنجاح عملية تعويم السفينة الجانحة منذ أسبوع في قناة السويس واستؤنفت حركة الملاحة في الممر الملاحي الدولى الذي أدى إغلاقه إلى خسائر بمليارات الدولارات.

وأعلن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع في بيان «استئناف حركة الملاحة بقناة السويس بعد نجاح الهيئة بإمكانياتها في إنقاذ وتعويم سفينة الحاويات إيفر غيفن».

وعلى الإثر، تراجعت أسعار النفط في الأسواق العالمية، وكانت أسعار النفط الخام قد تراجعت في وقت سابق بعد تعويم جزئي للسفينة، ثم عادت للانتعاش عندما قالت شركة الإنقاذ إن خبراء الإنقاذ إن المرحلة الأخيرة ستكون «الأصعب».

لكن بعد ساعات فقط، أعلن عن تعويم السفينة بالكامل، وتراجعت أسعار النفط، فيما يُرتقب اجتماع لمنتجي منظمة أوبك الخميس.

وفي بث مباشر، نقلت قناة اكسترا نيوز المحلية صوراً للسفينة بعد تعويمها وأثناء تحركها بمحركاتها داخل قناة السويس.

وقالت القناة التلفزيونية المصرية الحكومية إن «السفينة البنمية تسير بمحركاتها بسرعة 1,5 عقدة وبتوجيه من قاطرات قناة السويس».

وقبل دقائق من إعلان ربيع تعويم السفينة وعودة الملاحة في الممر المائي الدولي، أظهرت مواقع تتبع السفينة وقد عادت إلى الوضع العرضي في القناة.

وأوضح مصدر في قناة السويس طلب عدم ذكر اسمه أن «رياحاً شديدة هبت أثناء مناورات التعويم فأعادت السفينة إلى وضع عرضي داخل القناة إلا أن القاطرات تمكنت من ضبط وضعها مجدداً ثم تعويمها بالكامل وإعادتها إلى مسارها الصحيح مرة أخرى».

عملية التعويم

بدأت فجر الاثنين عملية تعويم السفينة التي تزيد حمولتها عن 200 ألف طن بمشاركة أكثر من 10 قاطرات من بينها القاطرة الهولندية إيه بي إل التي وصلت الى القناة مساء الأحد.

وأعلن ربيع صباحاً أن عملية التعويم نجحت في «تعديل مسار السفينة بنسبة 80% وابتعاد مؤخرة السفينة عن الشط بمسافة 102 متراً بدلاً من 4 أمتار».

وعلى الفور، أشاد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بـ «نجاح» العملية الجارية لإنهاء أزمة السفينة الجانحة في قناة السويس، في تغريدة على «تويتر».

وكتب السيسي «نجح المصريون اليوم في إنهاء أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس رغم التعقيد الفني الهائل الذي أحاط بهذه العملية من كل جانب».

وأضاف الرئيس المصري أن «إعادة الأمور لمسارها الطبيعي بأيد مصرية يطمئن العالم أجمع على مسار بضائعه واحتياجاته التي تمر عبر هذا الشريان الملاحي المحوري».

غير أن المدير التنفيذي لمجموعة «رويال بوسكاليس»، الشركة الأم للشركة الهولندية المكلفة المساعدة في تحرير السفينة العالقة، فضل توخي الحذر قبل التعويم الكامل للسفينة وخفض سقف التوقعات معتبراً أن «الأصعب ما زال أمامنا» بعد تحرير مؤخرة السفينة.

استئناف حركة الملاحة في قناة السويس بعد تعويم السفينة الجانحة

عمليات الشد والقطر

واختير توقيت استئناف عمليات الشد والقطر ليتزامن، بحسب ربيع، مع «زيادة منسوب المياه في القناة إلى أقصى ارتفاع لها اعتباراً من الساعة الحادية عشرة والنصف (التاسعة والنصف ت غ)».

وتوقع ربيع أن يستغرق عبور السفن المنتظرة عند مدخلي قناة السويس «ثلاثة أيام ونصف تقريباً» بعد تعويم السفينة ايفن غيفن.

وقال أن القناة ستعمل «على مدار 24 ساعة» لتتمكن السفن المنتظرة وعددها 425 بحسب موقع «لويدز ليست»، من العبور في أسرع وقت ممكن.

جنحت سفينة الحاويات «إم في إيفر غيفن» وتوقفت في عرض مجرى قناة السويس صباح الثلاثاء فأغلقته بالكامل، ما عطّل الملاحة في الاتجاهين.

وكانت السفينة البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا.

وأدّى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل والتسبب بتأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.

وأشار تقرير لشركة أليانز للتأمين إلى أن اليوم في تعطّل نقل البضائع، نتيجة وقف الملاحة بالقناة، «يكلّف التجارة العالمية من 6 إلى 10 مليارات دولار».

وقالت شركة «لويدز ليست» إنّ الغلق يعيق شحنات تقدر قيمتها بنحو 9,6 مليار دولار يومياً بين آسيا وأوروبا.

وأشارت «لويدز ليست» إلى أن «الحسابات التقريبية» تفيد بأن حركة السفن اليومية من آسيا إلى أوروبا تُقّدر قيمتها بحوالي 5,1 مليار دولار ومن أوروبا إلى آسيا تُقّدر بنحو 4,5 مليار دولار.

ومن جهته قدّر ربيع السبت الخسائر اليومية لقناة السويس بسبب تعطل الملاحة ما بين 12 و14 مليون دولار.

ترشيد

والسبت عمدت وزارة النفط السورية إلى «ترشيد توزيع الكميات المتوفرة من المشتقات النفطية» لتجنّب انقطاعها، بعدما تأخر وصول ناقلة كانت تحمل النفط ومشتقات نفطية إلى البلاد بسبب إغلاق قناة السويس.

وأعلنت وكالة الصحة الحيوانية في رومانيا السبت أن 11 سفينة محمّلة بالماشية تأثرت بتعطّل حركة العبور، وحذّرت منظمة «أنيمالز إنترناشونال» غير الحكومية من «مأساة» محتملة تهدد نحو 130 ألف حيوان.

إلا أن وزارة الزراعة المصرية أفادت في بيان نشر على صفحة الوزارة على موقع «فيس بوك» أنها قررت إرسال فرق خدمات بيطرية وتقديم الأعلاف لها على ظهر السفن «حفاظاً على صحة هذه المواشي القادمة من أوروبا إلى الأردن والسعودية».

وقبل تعويم السفينة، قررت شركات ملاحية كبرى مثل ميرسك الدنماركية أو الشركة العامة الملاحية «سيه ام آه سيه جيه ام» الفرنسية تحويل بعض السفن الى طريق رأس الرجاء الصالح الذي يتطلب الدوران حول قارة أفريقيا وهو ما يعني 6 آلاف كيلومتر إضافية إلى الرحلة بين سنغافورة وروتردام على سبيل المثال.

وأوضح متحدث باسم الشركة الفرنسية لفرانس برس أن «المجموعة قرّرت تحويل خط سير اثنيتن من سفنها المتجهة إلى آسيا إلى رأس الرجاء الصالح وتدرس خيارات أخرى لعملائها من بينها نقل البضائع على متن طائرات أو عبر خطوط السكك الحديدية».

back to top