كشف مدير إدارة شؤون البيئة في بلدية الكويت عدنان سيد، أن كمية النفايات التي يتم استقبالها في المرادم تبلغ حالياً نحو 7 آلاف طن يومياً، موضحاً أن هذا الحجم من النفايات يعتبر كبيراً جداً وبحاجة لخطة متكاملة لإعادة تدويرها بأقرب وقت ممكن.وأوضح سيد، في تصريح لـ"الجريدة"، أن المرادم تعاني من تكدس النفايات دون الاستفادة منها، عبر مشاريع معالجة النفايات وإعادة التدوير، قائلاً إن البلدية بانتظار تنفيذ أهم مشروعين ضمن خطة التنمية والمتعلقة بموقع للردم الصحي ومحطة معالجة نفايات البلدية الصلبة.
وذكر أن مشروع تصميم وتنفيذ موقع ردم صحي لنفايات البلدية الصلبة ومرافقه في منطقة كبد مازال معلقاً منذ عام 2017 في لجنة المناقصات المركزية، بالرغم من إنجاز الدراسات الكاملة والمواصفات استعداداً لطرح تنفيذه، مبيناً أن المشروع يأتي وفق المواصفات والمعايير البيئية والفنية العالمية لاستقبال النفايات البلدية الصلبة وفرزها، ومن ثم ردم المرفوض منها في خلايا الردم، ليتم التحكم بالغازات والمياه الراشحة وجمعها بطريقة سليمة وآمنة للاستفادة منها.
تحويل النفايات لطاقة
وتابع: "أما المشروع الثاني، الذي يخص بلدية الكويت، فهو معالجة نفايات البلدية الصلبة في كبد والمطروح لدى هيئة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، حيث سيتم تنفيذ المشروع وفقاً لنظام التصميم والبناء والتمويل والتشغيل بهدف تحويل النفايات البلدية الصلبة إلى طاقة كهربائية عن طريق استخدام المحارق تقدر طاقتها الاستيعابية بـ3.275 أطنان يومياً، أي بمعدل 1.050.000 طن سنوياً"، متابعاً انه يعالج جزءا كبيرا من النفايات البلدية الصلبة "المنزلية، والتجارية، والزراعية". وأكد أن المشروع يساهم في تقليل استهلاك المياه، وحماية البيئة والموارد الطبيعية، وتقليص استنزاف وهدر الاراضي التي سيتم استغلالها كموارد، فضلاً عن توفير مصادر بديلة للطاقة، علاوة على توجه في تشجيع القطاع الخاص على المشاركة في المشروعات الإنشائية والتنموية في الدولة، لما في ذلك من تأثير إيجابي على الاقتصاد المحلي لاسيما من خلال نقل للتكنولوجيا والمعرفة بما يعزز كفاءة العاملين ويرفع من مستوى الخدمات المقدمة من خلال الاستفادة من خبرة القطاع الخاص.وأشار سيد إلى طرح فكرة للمبادرين المهتمين بتنظيف المخلفات في بعض المناطق البرية المتواجد فيها مخلفات، مقابل الاستفادة منها عبر التنسيق المشترك مع الجهات المالكة لهذه الأراضي.وأضاف أن البلدية تعمل على توقيع اتفاقيات مع جهات متنوعة للاستفادة من النفايات، حيث جارٍ حالياً الإعداد لتوقيع مذكرة تفاهم مع شركة اسمنت الكويت لاستخدام المخلفات المنزلية وتحويلها لوقود كبديل للطاقة الحرارية في صناعة الاسمنت، وكذلك توقيع مذكرة تفاهم مع شركة صناعات الكيماويات البترولية لإنتاج منتجات بترولية من النفايات البلاستيكية.الأكياس البلاستيكية
وأفاد بأن البلدية أجرت مؤخراً دراسة لاستخدام الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل تحت الظروف البيئية والمناخية الكويتية كإحدى طرق التصدي لمشكلات النفايات البلاستيكية التي تشكل نسبة كبيرة من النفايات في الكويت، مردفا أن نتائج الدراسة التي نفذتها البلدية بالتعاون مع معهد الكويت للأبحاث العلمية خلصت إلى إعداد المواصفات الخاصة بالأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل في الظروف المحلية ومطابقتها للمعايير العالمية، الأمر الذي يتطلب النظر حول مدى إمكانية دفع المصانع المحلية لإنتاج أكياس صديقة للبيئة ومدى جاهزيتها للسوق.ولفت إلى أن البلدية رغبة منها في تأهيل مواقع ردم النفايات المغلقة لاستغلالها في مشاريع تنموية تعمل على توفير عوائد مالية للدولة من خلال تنفيذ مشروع دراسة خدمات استشارية لمواقع ردم النفايات المغلقة التابعة لبلدية الكويت "القريـن – جليب الشيـوخ - شمال الدائـري السابع"، مع أحد المكاتب الاستشارية المتخصصة، موضحا أنه بناءً على نتائج هذه الدراسة تم إعداد مستندات مناقصات مشاريع تأهيل هذه المواقع، حيث سيتم الطرح في حال الموافقة على تخصيص الميزانية المطلوبة لهذه المشاريع.الصفي: البلدية لم تتسلم مواقع جديدة للنفايات منذ الغزو
قالت رئيسة قسم معالجة النفايات في إدارة البيئة ببلدية الكويت م. ماجدة الصفي، إن البلدية تملك 3 مرادم رئيسية للنفايات البلدية الصلبة على مستوى البلاد في الجهراء وميناء عبدالله والسابع الجنوبي، ومازالت تستخدم طريقة بدائية في عملية التخلص من النفايات عن طريق الردم العادي كون هذه المواقع كانت في الأصل دراكيل انتهى العمل بها وتم استغلالها من قبل البلدية لأعمال ردم النفايات، ولم تكن مجهزة بالأساس كمواقع ردم صحية.وأضافت الصفي أن عمق حفر الردم يبلغ حوالي 15 مترا، لكنها اليوم بلغت ارتفاعاً يصل في بعض المواقع إلى «30 – 40» مترا فوق سطح الأرض، أي ارتفعت 3 إلى 4 أضعاف، حيث إنه لا يتم التوسع أفقياً في هذه المرادم حتى لا يتم تلويث أراضٍ جديدة.وأكدت أن البلدية تعكف على تسريع المشاريع الخاصة في إدارة النفايات، علماً بأنه منذ 30 سنة، أي بعد الغزو الغاشم تحديداً، لم تستلم البلدية مواقع جديدة للمرادم، بل أغلق عدد من المرادم السابقة الموجودة في بعض المناطق مثل مردم جلب الشيوخ ومردم القرين. وفيما يخص تأثير «كورونا»، لفتت الصفي إلى أن الجائحة ساهمت في ارتفاع النفايات المنزلية خاصة البلاستيكية منها، موضحة أن الحل الوحيد هو في طرح مشاريع معالجة وإعادة تدوير النفايات وكذلك تنفيذ موقع ردم صحي.