الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي: لا بديل عن قناة السويس... والنيل خط أحمر
«لن يستطيع أحد أخذ قطرة مياه منا واللي عايز يجرب... ولا يتصور أحد أنه بعيد عن قدرتنا»
غداة نجاح مصر في إنهاء أزمة السفينة إيفر غيفن، التي أغلقت قناة السويس لمدة أسبوع، شدد الرئيس المصري على أن القناة المصرية لا تزال ضرورية رغم الحديث عن بدائل، ووجه رسائل إلى إثيوبيا اعتبرت الأكثر حدة فيما يخص أزمة سد النهضة.
استثمر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس، إعادة تشغيل المجرى الملاحي لقناة السويس بعد إغلاقه 7 أيام بسبب جنوح سفينة، لإرسال أكثر من رسالة لتأكيد أهمية القاهرة الاستراتيجية، إذ تعهد باستمرار القناة كمعبر أساسي للتجارة العالمية، وسط تجدد الحديث عن بدائل، في وقت تطرق بلهجة حملت قدراً مرتفعاً من التهديد إلى من يتجرأ على المساس بحقوق مصر المائية.
السويس
وسط احتفالات مصرية وارتياح عالمي، تفقّد السيسي أمس أعمال استئناف الملاحة بالقناة عقب انتهاء أزمة السفينة الجانحة «إيفر غيفن»، التي استمرت متوقفة سبعة أيام، وشدد في كلمة على أن القناة كمرفق عالمي قادرة وباقية ومنافسة رغم الحديث عن بدائل.السيسي تجول بجوار المجرى الملاحي في مدينة الإسماعيلية، وفي الخلفية تبحر سفن حاويات عملاقة، وعلق على أزمة إغلاق القناة بالقول «رب ضارة نافعة، فالأزمة بتقول إن قناة السويس قادرة وقوية».في الوقت نفسه، وعد السيسي بأن تستفيد الدولة المصرية من «الدروس والعبر» التي خرجت بها من الحادث، و«إذا كان فيه مستلزمات ومعدات محتاجين تبقى موجودة عندنا بشكل مستمر هنجيبها»، وأشار إلى أنه تم شراء كراكات وقاطرات كبيرة الحجم، وأن الكراكة العملاقة مهاب مميش ستدخل الخدمة قريبا، في إطار خطة شاملة لمواصلة التحديث لمواجهة التطور في حركة بناء السفن العملاقة.ولفت الرئيس المصري إلى أن مسألة توسعة الجانب الجنوبي لقناة السويس متروك للفنيين من أجل إعادة دراسته مرة أخرى، وكشف عن افتتاح ميناءين بحريين خلال الشهرين المقبلين، الأول ميناء برنيس مقابل ميناء جدة على البحر الأحمر، فضلا عن تطوير ميناء السخنة، وسيتم الانتهاء منه خلال عامين، ليصبح أكبر ميناء على البحر الأحمر، بالإضافة إلى ميناء شرق بورسعيد، الذي تم افتتاحه من قبل. كما كشف عن افتتاح ميناء جرجوب، الذي يبعد عن الحدود الليبية 200 كيلو خلال شهر أو شهرين، مشيرا إلى تطوير ميناء دمياط والإسكندرية وأبوقير، لتصبح مجموعة موانئ تعمل بأنظمة ومستويات متقدمة.وأكمل الرئيس المصري: «ميناء أبوقير سيكون من أكبر الموانئ حتى غاطس 22 مترا، والقطار السريع ممكن يتحرك من السخنة إلى العلمين أو الإسكندرية أو جرجوب خلال 3 ساعات بسرعة تصل إلى 250 كيلو... ربطنا المتوسط بالأحمر بشبكة موانئ وشبكة سكك حديدية متقدمة». من ناحيته، قال رئيس هيئة قناة السويس، الفريق أسامة ربيع، إن «تعويم السفينة الجانحة دون تفريغها من حمولتها الضخمة سابقة عالمية»، وان «هذه الملحمة ستخلد كمشهد مضيء في تاريخ قناة السويس الممتد إلى أكثر من 150 سنة»، لافتا على مرور 113 سفينة المجرى الملاحي للقناة منذ انتهاء الأزمة، أي في أقل من 24 ساعة، وكشف عن أن الدرس المستفاد من الحادث هو «تحديث أسطول الكراكات».
تهديدات المياه
الرئيس المصري الذي بدا في قمة سعادته بعد نجاح الكوادر المصرية في إعادة فتح الشريان الملاحي المهم دوليا، استغل الفرصة جيدا للحديث من أمام قناة السويس عن شواغل القاهرة في ملف سد النهضة الإثيوبي، مع تعقد المفاوضات الجارية بسبب تباين المواقف بين مصر والسودان وإثيوبيا، إذ أبلغت الأخيرة المبعوث الأميركي للسودان رسميا، أمس، بأنها ستمضي في عملية الملء الثاني لسد النهضة في يوليو المقبل.الرئيس السيسي رد عملياً على المسار الإثيوبي لفرض الأمر الواقع، وقال بلغة تهديد واضحة، إنه لن يستطيع أحد أن يأخذ نقطة ماء واحدة من مصر، و«اللي عاوز يجرب يجرب»، وشدد في تلويح بالخيار العسكري والذي استبعدت مصر خلال سنوات التفاوض الطويلة التلميح إليه، على أن «ذراع مصر طويلة وقادرة على مواجهة أي تهديد»، ووجه حديثه على ما يبدو للإدارة الأميركية والمجتمع الدولي عندما حذر من أنه «سيحدث عدم استقرار إقليمي لو انتهك أحد حقوق مصر المائية».وتابع: «معركتنا معركة تفاوض، ونحن نكسب أرضا كل يوم، لأننا نتفاوض بشكل يحقق مكاسب للجميع، وخلال الأسابيع المقبلة سيكون هناك تحرك إضافي لمصر في هذا الملف، ونتمنى أن نصل إلى اتفاق قانوني ملزم بأن ملء وتشغيل السد»، ثم تحدث بلهجة حادة عكست تصاعد الغضب المصري من المواقف الإثيوبية: «ماحدش هيقدر يأخذ نقطة مياه من مصر واللي عاوز يجرب يجرب... إحنا ما بنهددش حد... هيبقى في حالة عدم استقرار في المنطقة لا يتخيلها أحد... ولا يتصور أحد أنه بعيد عن قدرتنا».وتحدث السيسي عن أن «المساس بمياه مصر خط أحمر، سيؤثر على المنطقة بشكل كامل».