عن أي دستور يتحدثون؟
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
هل حققت الإدارة الحكومية المنفردة إنجازات ذات قيمة، أم أدت إلى تراجع في كل المؤشرات؟ وهل شهدنا تقدماً ملحوظاً في شؤون البلاد والعباد؟ هل انخفض الفساد أم هو في ازدياد، وعلى رؤوس الأشهاد؟الوضع الحالي ليس حالة تاريخية، بل تكرار ممل لأزمات مكررة، هو وضع لا يسر أي إنسان حريص على مصلحة بلده، تراجع على كافة المستويات. والحكومة هي المسؤول الأول، لأنها ذات الصلاحية الأكبر، إلا أن الوجه الآخر للعملة هو المجلس والنواب، فهم شركاء بدرجتهم، في الفساد التشريعي والتناقض بالمواقف، فتجدهم يطالبون بالحريات ويحاربونها في نفس الخطاب. نظامنا الديمقراطي مثقوب حتى النخاع، ودستورنا هو حد أدنى، وبحاجة إلى تطوير، وهذا الاختلال نتج عنه سوء إدارة وفساد وغياب رؤية، لا هو لمصلحة الحكومة ولا لمصلحة الناس، والنواب ليسوا خير من يمثل الناس، وهكذا اعتدنا وخبرنا التجربة. إن لم تتجاوب السلطة مع حالة انعدام الثقة المنتشرة بين الناس كحالة رهاب مرضي، وتحاول علاجها، فلا جدوى من الاستمرار... إن لم تتجاوب السلطة مع نواب مخلصين في تعديل حالة الانكسار العامة، فلا جدوى من الحديث، وهي في أحسن حالتها "آن لأبي حنيفة أن يمد رجليه"، وفي أسوأ حالاتها مقولة سعد باشا "غطيني يا صفية، مافيش فايدة".