بعد الحراك الدبلوماسي الرباعي، الذي قام به سفراء الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية والكويت، في بيروت، بدأت تلوح في الأفق بوادر تحركات داخلية على أكثر من محور، في ظل التحذيرات المتزايدة من انفجار أمني في لبنان، نتيجة الجمود السياسي الذي يحول دون انطلاق ورشة إصلاحات تنقذ البلاد من أسوأ أزمة اقتصادية في تاريخها الحديث.وفي خطوة ذات دلالات تأتي قبل ساعات من كلمة الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، يتطرق فيها على الأرجح إلى الأزمة الحكومية، خصوصا بعد أن أثار خطابه الأخير، لاسيما دعوته الى حكومة تكنوسياسية، تساؤلات كثيرة حول موقف الحزب، أجرى وفد من تكتل «الجمهورية القوية» النيابي، أمس، زيارة للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، موفدا من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، الذي أجرى قبل يومين مقابلة مع تلفزيون «الجديد» ذكر فيها أنه «مرشح طبيعي» لرئاسة الجمهورية، وذلك قبل حوالي 18 شهرا من انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون.
وبعد لقاء الوفد مع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب، وضع أنطوان حبشي الزيارة في اطار «التواصل مع العائلات الروحية»، مشيرا الى أنه «تم التداول مع سماحة الشيخ في شؤون الوطن وأهله، في هذه الأوقات العصيبة التي تتطلب تضامنا فوق العادة، لمعالجة الأسباب العميقة للأزمة بغية تخطيها». وفي عبارة تستحضر تشبيه رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس الأول للوضع في لبنان بغرق سفينة تيتانيك، شدد حبشي على أن «وجودنا معا في المركب اللبناني يحتم على الجميع التعاضد، في الصواب، لأن غرق هذا المركب يعني غرقنا جميعا».وأشاد النائب الشمالي بتوجه المجلس الشيعي، معتبرا أنه مثال على ثمرة العيش اللبناني المشترك.واستذكر حبشي مؤسس المجلس الامام موسى الصدر، لافتا إلى «كلام الإمام الصدر يتردد صداه اليوم في مبادرة الحياد التي أطلقها غبطة البطريرك الماروني بشارة الراعي»، معتبرا أن «ما أراده الإمام الصدر ويبادر به البطريرك الراعي، كان قد أوصى به الشيخ محمد مهدي شمس الدين».ولفت إلى أن «ما نعانيه اليوم من أزمات، ما هو إلا نتيجة لابتعادنا عن الأسس المكونة للبنان، مثل الحياد، وانغماسنا في مشاكل الآخرين، ومعاداة العالم العربي المحيط بنا كما المجتمع الدولي، فضلا عن إضعاف سلطة الدولة وقواها الأمنية بتواجد سلاح خارج مؤسساتها الأمنية، وقرارات خارج مؤسساتها الدستورية»، مؤكدا أن «باب الخروج من هذه الأزمات المتنامية يكمن في العودة إلى ثوابت الكيان اللبناني».
جنبلاط
وبالتزامن مع الزيارة القواتية، أفادت المعلومات بأن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بعث مع أحد نواب الحزب رسالة الى «حزب الله»، في اطار تحسين العلاقة بين الطرفين بالتوازي مع «إعادة التموضع الجنبلاطية».واضافة الى جو التهدئة العام الذي نقل بالرسالة، اكد جنبلاط انه «لن يكون رأس حربة سياسية ضد عهد الرئيس ميشال عون مرة اخرى».وكان جنبلاط عبر عن موقف مماثل في حديث صحافي نشره موقع «النهار» أمس الأول، قال فيه «أنا ضد المطالبة باستقالة الرئيس عون، والأهم كيف نزيل سوء التفاهم بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري لنتمكن من تشكيل حكومة».الراعي
من ناحيته، ذكر البطريرك الماروني البطريرك الراعي: «أنا قلت لست مع استقالة رئيس الجمهورية لأن هناك آلية في الدستور لذلك ترتكز على الخيانة الوطنية»، متابعا: «نريد مؤتمرا لحماية لبنان من الموت النهائي»، وأعلن تلقيه «دعوة رسمية لزيارة الإمارات»، مشيرا إلى أن «غالبية سفراء الدول العربية الذين التقيتهم يؤيدون الحياد».انطلاق التطعيم بـ «الروسي» في «الخاص»
اعتمدته «ميدل إيست» وسعره وصل إلى 40 دولاراً
انطلقت في لبنان عملية التطعيم بلقاح «سبوتنيك في» الروسي المضاد لفيروس كورونا، عبر القطاع الخاص، وأول حقنة أعطاها وزير الصحة حمد حسن، وهو طبيب ممارس، لزميله وزير النقل ميشال نجار.وانطلقت عملية التطعيم رسمياً في مقر شركة الطيران الوطنية اللبنانية (ميدل إيست) في مطار بيروت الدولي، الذي سبق أن وصلت إليه الخميس الماضي الدفعة الأولى من «سبوتنيك في»، التي اشترتها شركة «فارمالاين» اللبنانية الخاصة.ووجّه حسن «تحية إلى روسيا على اللقاح الفعال»، وقال: «أنا كخريج أكاديمية موسكو الطبية، كنت على اهتمام شديد بأن أستطيع أن أؤمّن اللقاح عبر القطاع العام، لكن لم أستطع حتى تاريخه».من جانبها، قالت المسؤولة عن التلقيح في «ميدل إيست»، باميلا مدور: «نقوم بالتطعيم في الشركة لموظفي المطار والأشخاص الذين نتعامل معهم في الشركة وعددهم 5 آلاف شخص، وتسلمنا 10 آلاف جرعة من سبوتنيك».وبدأت عدة شركات خاصة أمس إبلاغ موظفيها بإمكانية تلقيهم اللقاح مقابل بدل مالي وصل في بعض الأحيان الى 40 دولارا.