تسود حالة من الترقب أوساط دوائر صنع القرار في المنطقة، بانتظار الجولة المقبلة من الحوار الاستراتيجي العراقي ـ الأميركي التي ستجري، حسبما أعلنت وزارة الخارجية الأميركية، يوم 7 أبريل المقبل عبر دائرة فيديو مغلقة.

ولا تزال الضبابية تحيط بالكثير من جوانب السياسة التي ستتبعها إدارة الرئيس الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن في المنطقة، وسط تعقد الملف الإيراني، واقتصار الحراك الأميركي الدبلوماسي في منطقة الشرق الأوسط حتى اللحظة على الملف اليمني.

Ad

وينتظر المراقبون بشكل خاص ما سيخرج عن الحوار الاستراتيجي العراقي ـ الأميركي بشأن انسحاب كل الجنود الأميركيين في العراق حسبما ما نص عليه قرار البرلمان العراقي الذي صدر بعد مقتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني بغارة للجيش الأميركي على مطار بغداد في يناير 2020.

ويتساءل المراقبون، إذا كانت إدارة بايدن ستكرر في العراق ما فعلته في أفغانستان، حيث أجرت إعادة تقييم للاتفاق الذي توصلت اليه إدارة الرئيس دونالد ترامب مع حركة "طالبان"، وأظهرت تردداً كبيراً في سحب جميع القوات بالموعد الذي تم الاتفاق عليه كما تبحث مع كابول إبقاء قوات لمكافحة الارهاب.

وذكر قسم شؤون الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الأميركية، أن المحادثات مع بغداد، وهي الأولى بعهد بايدن، ستتناول قضايا الأمن ومكافحة الإرهاب، والاقتصاد والطاقة، والمسائل السياسية والتعاون في مجال التعليم والثقافة.

وكانت السفارة الأميركية في بغداد، قد أفادت في وقت سابق بأن الحوار سيتضمن بحث مستقبل القوات الأميركية في العراق.

في غضون ذلك، تواصلت الاعتداءات التي تستهدف ارتال الدعم اللوجيستي التابعة لـ"التحالف" الدولي المناهض لـ"داعش" بقيادة واشنطن والتي يعتقد أن فصائل عراقية مسلحة موالية لإيران تشنها.

وأفاد مصدر أمني بأن هجوماً بعبوة ناسفة استهدف رتل شاحنات لقوات التحالف في مدينة الناصرية عاصمة ذي قار دون وقوع إصابات أمس. وأوضح المصدر، أن الهجوم "هو الثاني من نوعه الذي تشهده ذي قار خلال الـ24 ساعة الماضية".

وفي حادث آخر، أعلنت وزارة الدفاع العراقية، أمس، أن مجهولين أطلقوا الليلة الماضية 6 صواريخ "كاتيوشا" تجاه إقليم كردستان شمالي البلاد دون خسائر.

وذكرت أن الصواريخ سقطت في منطقة خالية على الحدود الفاصلة بين محافظتي أربيل وكركوك دون وقوع خسائر، لافتاً إلى فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الهجوم الذي يأتي بعد نحو شهر ونصف الشهر من هجوم مماثل استهدف قاعدة تضم قوات أميركية بمطار أربيل وتسبب بوفاة متعاقد أجنبي مدني بنوبة قلبية أثناء الاحتماء من الاعتداء.

في سياق منفصل، دعا رجل الدين الشيعي البارز مقتدى الصدر، إلى وقف تطبيق الحدود والقصاص "لعدم وجود إطار عقائدي يسمح بهما".

وانتقد الصدر في منشور عبر "تويتر" تطبيق القصاص "لعدم وجود إمام معصوم في الزمن الحالي وخضوعه للعنف والمحسوبية".

وطالب الصدر بـ"عدم تطبيق الحدود لأنها معطلة في الزمن الحالي حتى وإن كانت تحت سلطة الدولة أو الميليشيات أو الإرهاب".