* حدثنا عن تقنية الرسم بالدبابيس، وهل أنت رائد هذا الفن، أم سبقك إليه آخرون؟
- الرسم بالدبابيس إبداع صعب وفنّ نادر الوجود في بلدي، ويندرج تحت ما يُسمى بالأشغال اليدوية، وهذه الأشغال لها أنواعها وطرقها المتنوعة والمختلفة، مما يتيح للفنان أو المبدع ابتكار أشياء جديدة، حيث إن مجال الأشغال اليدوية واسعٌ ويتيح للمبدع حرية الابتكار، ومن ضمن ما درسناه في قسم الفنون الجميلة بكلية الآداب جامعة تعز، مادة اسمها "الأشغال اليدوية"، حيث يختار كل طالب موضوعه والطريقة أو التقنية التي ينفذ بها موضوعه، فكان اختياري الرسم بالدبابيس.وبالطبع، ليست هناك دراسة أو تعليم مسبق خاص بهذه التقنية، وإنما كان اختياري تقنية الرسم بالدبابيس من ابتكاراتي، وأعتقد أنني أول من اشتغل بهذه التقنية محلياً، فعلى المستويين المحلي أو العالمي لن تجد أي فنان استخدم هذه التقنية من قبل، إلا أن هناك فنانين في الخارج يرسمون بالدبابيس، ولكن بأشكال مختلفة، فالدبابيس لها أنواعها وأشكالها المتنوعة.* ما أبرز الصعوبات التي تواجهك في أثناء تنفيذ لوحة بهذه التقنية؟
- بوجه عام، أكثر الأمور صعوبة أثناء الرسم بتقنية الدبابيس هو صعوبة المحاكاة لواقعية صورة معيّنة بمساحة دبابيس مختلفة الألوان، ويعني ذلك ضرورة أن يكون كل دبوس في مكانه المناسب ويحمل وظيفتة المعينة، وهناك صعوبة أخرى تتمثل في تحقيق التوازن وتنظيم المساحات بين الدبابيس، حيث يتزن وينتظم كل دبوس ويؤدي مهمته بشكل مناسب.* رسمت بورتريها للفنان اليمني أيوب طارش، لماذا اخترت هذا الفنان تحديداً؟
- اخترت أيوب طارش عبسي، لكونه شخصية محبوبة ومؤثرة في وجدان الناس بشكل كبير، فقد تغنى للحب وللوطن والزراعة والأفراح، وكل الأجواء اليمنية، لذا أرى أنه يستحق الكثير، فمهما عبّرنا عنه بأناملنا لن نكفيه، فقد أمتعنا بأعماله الغنائية الجميلة.* كم استغرقت من وقت لإنهاء هذا العمل؟
- استخدمت أكثر من 17 ألف دبوس لتنفيذ بورتريه أيوب طارش، واستغرق العمل نحو 40 ساعة متقطعة.* ما الخامات الأخرى التي تعتمد عليها في عملك، وهل هي متوافرة؟
- ثمة خامات عدة، مثل الألوان الزيتية وألوان الأكريلك والقلم الرصاص، وهي متوافرة في المكتبات ببلادنا، إلا أن مستوى الخامات يتراوح بين الجيد والرديء، أما الخامات الممتازة فلا تتوافر في اليمن، وإن توافرت فلا نستطيع شراءها نظراً لارتفاع أسعارها.* كيف أسهمت سنوات النشأة الأولى في تنمية موهبة الرسم والإبداع التشكيلي لديك؟
- بدأت أناملي في التشكيل منذ كنت طفلاً عمري عشر سنوات تقريباً، فقد ظهرت موهبتي في البداية بشكل بسيط من خلال الرسم على الورق، فكنت أستلهم مشاهدي التي أرسمها من صور الكتب المدرسية والمجلات والصحف، وكنتُ أمارس الرسم كهواية، وبعد حصولي على الثانوية العامة، كان الرسم عشقي وهدفي الوحيد، فالتحقت بقسم الفنون الجميلة بكلية الآداب بجامعة تعز، وكانت تلك نقلة مهمة من ممارستي الفن كهواية إلى الدراسة الأكاديمية المتخصصة.* مواصلة الإبداع تتطلب أجواء مستقرة، فهل هذا متحقق بالنسبة إليك في ظل الظروف التي يمرّ بها اليمن منذ سنوات؟
- هذا صحيح، فحتى يتمكن الفنان من مواصلة إبداعه، يجب أن تتوافر من حوله الأجواء المستقرة، سواء الاستقرار المادي أو النفسي، لكن كل هذا غير متحقق، فأنا أكافح لمواجهة صعوبات الحياة، خاصة في ظل أجواء الحرب.* ما الرسالة التي تحملها أعمالك الفنية وتسعى لتوصيلها إلى المتلقي في كل مكان؟
- كل عمل له موضوعه ورسالته. لديّ أعمال كثيرة، وأغلبها ينطلق من الريف وبموضوعات مختلفة، منها ما يعبّر عن المعاناة، ومنها ما يحمل أشياء تراثية أو رسالة جمالية وغيرها من الموضوعات.* ما المشروع الفني الذي تعكف عليه حالياً وربما يخرج إلى النور قريباً؟
- الفترة الحالية تقترب من نهاية المشوار الدراسي في الجامعة، لذا هناك مشروعات تخرج ستتضمن مفهوم ما درسناه في قسم الفنون، ونحن بصدد العمل عليها حالياً، كما أنّ لديّ مشروعات فنية خاصة ما زلت أخطط لها.