أزمة بعد إحباط روما تجسساً عسكرياً روسياً على «الناتو»

نشر في 01-04-2021
آخر تحديث 01-04-2021 | 00:02
شرطية بلدية تنظّم حركة السير أمام «بياتزا فينيزيا» في روما (رويتز)
شرطية بلدية تنظّم حركة السير أمام «بياتزا فينيزيا» في روما (رويتز)
في وقت ترتفع حرارة التوتر بين الغرب، الذي يحاول إعادة اللحمة على ضفتي الأطلسي بقيادة الرئيس الأميركي جو بايدن، وبين الصين وروسيا اللتين تسعيان إلى تعزيز تحالفهما لمواجهة التحديات المستجدة، اندلعت أزمة دبلوماسية بين إيطاليا وروسيا، بعد اتهام روما لموسكو بالتجسس العسكري على حلف "الناتو".

وأعلنت السلطات الإيطالية أنها أوقفت شخصين هما قبطان لفرقاطة تابعة للبحرية الإيطالية وضابط روسي يعمل بسفارة موسكو في روما، عقب لقاء سري سلم خلاله القبطان الإيطالي إلى الضابط الروسي وثائق سرية عسكرية مقابل مبلغ مالي.

وذكرت وكالة الأنباء الإيطالية (أنسا)، إن "وثائق خاصة بحلف شمال الأطلسي (ناتو) كانت ضمن هذه الوثائق، ما يثير مخاوف أمنية محتملة تتعلق ببقية أعضاء الحلف".

ونقلت وكالة أنباء "آكي" الإيطالية عن مصادر قضائية أن الاجتماع بين الرجلين جرى في موقف سيارات بروما، بينما أشارت صحيفة "كورييرا ديلا سيرا" إلى أن الضابط الإيطالي تلقى 5 آلاف يورو لقاء الوثائق السرية، مضيفة "القبطان الإيطالي كان يعمل في مكتب رئيس أركان الدفاع، وكان له اطلاع على مجموعة كبيرة من الوثائق".

ورداً على الحادثة، أعلنت الحكومة الإيطالية طردها اثنين من أفراد البعثة الدبلوماسية الروسية لديها.

وأعلن وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، أنه استدعى السفير الروسي لدى روما سيرغي رازوف على خلفية القضية وسلّمه "رسالة احتجاج شديد"، وأبلغه بقرار طرد مسؤولين روسيين فوراً "بدعوى تورطهما بحادث خطير".

موسكو

في المقابل، نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية للأنباء عن نائب روسي قوله، إن موسكو سترد بالمثل، لكن الخارجية الروسية اكتفت بالإعراب عن أسفها إزاء الإجراء الإيطالي، معتبرة أنه لا يتوافق مع مستوى العلاقات الثنائية.

ولفتت الوزارة إلى أن العمل جار لكشف ملابسات الحادث قبل الرد.

وأكد الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، أن الرئاسة الروسية "لا تملك أي معلومات حول ظروف وأسباب القضية"، معرباً عن أمله أن "يستمر الطابع الإيجابي والبناء للعلاقات الروسية الإيطالية، وأن يتم الحفاظ عليه".

لندن

وفي أول تعليق دولي، أدان وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب "أنشطة روسيا"، مشيراً إلى أن بلاده "متضامنة مع إيطاليا، واتخذت تدابير لفضح التحرك ضد أنشطة روسيا الضارة والمزعزعة للاستقرار التي تهدف إلى تقويض حليفنا في الناتو".

وسبق أن طُرد عدد من الدبلوماسيين المتهمين بالتجسس في الأشهر الماضية من دول أوروبية عدة، منها بلغاريا وهولندا والنمسا وفرنسا والجمهورية التشيكية.

وسجنت فرنسا في أغسطس ضابطا فرنسيا يعمل في قاعدة لحلف شمال الأطلسي في إيطاليا، إثر تسليمه وثائق سرية إلى الاستخبارات الروسية.

اتصال ثلاثي

وجاءت الحادثة غداة اتصال ثلاثي جرى أمس الأول بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تناول العلاقات الأوروبية- الروسية.

وأكد الكرملين في بيان، أن الجانب الروسي أبدى خلال الاتصال استعداده

لـ "استعادة التعاون الطبيعي وغير المسيس بين روسيا والاتحاد الأوروبي اذا أبدى الطرف المقابل اهتماما بذلك".

لافروف والناتو

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فأوضح أثناء كلمة ألقاها خلال اجتماع للمؤتمر الخاص بالشرق الأوسط ضمن "منتدى فالداي للحوار"، أمس، أن "أعضاء الناتو يرفضون رفضاً قاطعاً، حتى مناقشة إجراءات بناء الثقة العسكرية التي اقترحناها.

بوريل

ومن قبل حذر ممثل الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، من أن روسيا والصين تتحدان لمواجهة "العالم الغربي"، مشيراً بشكل خاص إلى الزيارة الأخيرة للافروف الى بكين ومخرجات اللقاء بينه وبين نظيره الصيني ووانغ إيي.

وكتب بوريل، في مقال نشره موقع الدائرة الأوروبية للشؤون الخارجية (EEAS) التي تضم الدائرة الدبلوماسية ووزارة الدفاع والخارجية المشتركة للاتحاد، ان "روسيا والصين تستخدمان لغة متشابهة جدا، عند الحديث عن الغرب أو الولايات المتحدة"، مضيفاً: "على سبيل المثال، من الناحية الاقتصادية، تريد الدولتان زيادة استقلالهما عن الغرب، لكنهما لا تلعبان في نفس المستوى، ومن الواضح أن الصين تتمتع بميزة أفضل".

back to top