«الأغربون» أولى بالمعروف
![تهاني الرفاعي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/201_1683223496.jpg)
عندما تبادر الكويت إلى التبرع والعطاء بالملايين والمليارات ويئن شعبها تعسرا من هم القروض والديون، فيصبح لزاما عليها إعادة النظر في تقنين العطاء لمن هم أولى وأحق. لن أدعو إلى إسقاط القروض، إيمانا مني أن المرء مسؤول عن قراراته، لكن لو سعت القرارات إلى رفع سقف الرواتب وزيادة امتيازات المواطن لما كان العطاء لغيرنا يؤلمنا ويشعرنا بالظلم. نعيش تماما كحالة الابن الأوسط، الذي يشهد تدليل أخته الصغرى وامتيازات الأخ الأكبر ولا يجرؤ على الاعتراض عدا القبول بمضض. أفتخر طبعا أن يتصدر وطني محافل الجود والكرم، ويسعدني جدا انتمائي إلى دولة الأصل والذوق، لكن كما يقال "الزيادة في الشيء كالنقصان"، فلا يستوي أن أدلل جيراني ولأهلي احتياجات لم تلب بعد! فغلاء المعيشة وجشع التجار لا يوازي متوسط دخل الفرد العادي في الكويت. أرأيتم كم الغبطة التي أدركها أغلبنا بعد قرار تأجيل أقساط القروض؟ وكأننا مثقَلون من هم صعود جبلٍ لا انتهاء له، فأتىٰ القرار كـالتقاط الأنفاس بعد تقطعها. أرجو تكرما نسيان كل تلك الأمثال البالية، والتركيز على أمثالنا المحلية فقط، كـ"دهنا في مِكَبتنا"، و"الجود من الموجود" عله يساهم في تغيير قاعدة "الغريب أقرب من القريب".