محمد جواد ظريف على تطبيق «كلوب هاوس»... مناظرة انتخابية رئاسية؟
بعد أيام من قرر رأس الدبلوماسية في إيران خلع رداء البروتوكولات الرسمية واستخدام صور كاريكاتورية له لرسامين من مختلف التوجهات السياسية على حساباته في «مواقع التواصل»، أطل وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عبر تطبيق «كلوب هاوس» للمشاركة في ندوة نقاشية حضرها أكثر من 8 آلاف مستمع ورأى متابعون أنها تستعجل المناظرات الانتخابية لكسر العزوف الشعبي عن المشاركة مع قرب الموعد المقرر للاستحقاق الرئاسي في يونيو المقبل.وتناول ظريف، مختلف مواضيع الساعة التي يتفاعل معها الإيرانيون ورد على أسئلة متنوعة طرحها مواطنون خلال الندوة اللافتة التي جمعت مسؤولين مثل وزير الاتصالات محمد جواد آذري جهرمي، والمتحدث باسم الخارجية سعيد خطيب زادة، والمتحدث باسم لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية أبوالفضل عموئي، وعدد من المسؤولين الآخرين مع صحافيين وناشطين من داخل وخارج إيران ومن مختلف التيارات المؤيدة للنظام والمعارضة له.بدت الغرفة كأنها «مناظرة انتخابية» سابقة لأوانها، حيث تثار تكهنات بأن خطوات ظريف الأخيرة تحضر لانخراطه في المعركة الرئاسية.
وجاءت الخطوة غير التقليدية، رغم التقارير عن حظر سلطات طهران للتطبيق، غداة تحذير الرئيس المعتدل حسن روحاني من عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات المقبلة.وبالعودة إلى مضمون مداخلات وزير الخارجية الإيراني في الغرفة، فإنها لم تنحصر في موضوع محدد، رغم أن عنوان الغرفة كان حول الاتفاقية المشتركة بين إيران والصين، بل عرج إلى عدة مسائل مختلفة رداً على الأسئلة التي وجّهت له. الطريف أن وزير الخارجية الإيراني أكد أنه لا يملك هاتف «آيفون»، الذي انطلق عبره تطبيق «كلوب هاوس» حصراً، وقال إنه يشارك في الغرفة عبر بعض التطبيقات التي تساعد على الالتفاف على التطبيق الذي يصلح لأنظمة الـ IOS فقط، وقال: «أنا لست غنياً مثلكم فليس لدي تلفون آيفون. لقد انضممت إلى تطبيق كلوب هاوس منذ بضع ساعات باستعمال النسخة التجريبية لأندرويد».كما أشار ظريف إلى أن السياسة الخارجية غير متعلقة بالانتخابات الرئاسية، نافياً تغير موقفه إزاء المشاركة في الانتخابات، ومشدداً على أنه لن يشارك فيها قائلا: «لن أصبح عضواً في أي حملة انتخابية سواء لعلي لاريجاني أو أي شخص آخر». وبعيداً عن محتوى كلام ظريف، تبقى أهمية الحدث في حصوله، أي في مشاركة ظريف في نقاش من هذا النوع وعلى هذه المنصّة. فمشاركته ووزير الاتصالات إلى جانب صحافيين ومعارضين للنظام ومواطنين بالآلاف، مؤشر على أن تطبيق «كلوب هاوس» سيكون فاعلاً بقوة في الانتخابات الرئاسية الإيرانية المقبلة. وبينما يستمر الجدل حول الاتفاقية التي وقعت بين الصين وإيران مدة 25 سنة الأسبوع الماضي، وسط انتقادات لعدم نشر بنودها أو تفاصيل عنها، خرج مجددا ظريف ليبرر قائلا إن «عدم نشر الاتفاقيات أمر عادي».كما أضاف: «وفقًا للتفسير القانوني للحكومة والمجلس الأعلى للأمن القومي، فإن هذه الاتفاقية، حسب الدستور الإيراني، لا تتطلب موافقة البرلمان، ولكن يتم إرسال نسخة منها لرئيس البرلمان».وقال:» هذه الوثيقة ليست إتفاقية ولا معاهدة ولا تفرض أي التزام على أي من الطرفين، وليس فيها أرقام وأعداد، ولا يتم التنازل فيها عن أي منطقة أو نقطة».من جانب آخر، اعتبر وزير الخارجية المقترح الأميركي الأخير للعودة المتزامنة لالتزامات الاتفاق النووي بأنه غير مقبول بتاتاً، مؤكداً أنه على أميركا اتخاذ الخطوة الأولى في العودة لالتزامات الاتفاق.إلى ذلك، قال الرئيس الإيراني إن «الإدارة الجديدة لجو بايدن بعيدة كل البعد، ولم يفهموا حقيقة إيران بعد، ولم يعرف الأميركيون الأمة الإيرانية قبل الثورة أو بعدها».وأكد أن «التأخير في العودة للاتفاق النووي لن يكون في مصلحة مجموعة (5+1)، وأن المرشد عرض رفع العقوبات مقابل عودة إيران إلى تنفيذ تعهداتها، لكن الإدارة الأميركية الجديدة لم تستثمر هذه الفرصة الذهبية».ويأتي ذلك غداة تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، أن الاتفاقية الإيرانية الصينية التي مدتها 25 عاما لن تغير نهج واشنطن تجاه الاتفاق النووي والمنطقة، وشدد على أن مصالح الصين والولايات المتحدة تتفق مع قضية البرنامج النووي الإيراني.