الأردنيون يعبّرون عن صدمتهم
جلس حسن أبو علي، وهو أقدم بائع صحف ومجلات وسط العاصمة الأردنية عمان، على كرسي صغير أمام مكتبته، منتظرا كعادته كل صباح قدوم الناس لشراء الصحف، التي رصفها تحت أشعة الشمس وهو يردد: "يا أردن... يا جبل ما يهزك ريح".يأتي تعليق أبو علي (76 عاما) غداة تأكيد الجيش الطلب من ولي العهد السابق "التوقف عن تحركات توظف لاستهداف" استقرار البلاد، وعمليات توقيف شملت خصوصا رئيسا سابقا للديوان الملكي وشخصية مقربة من العائلة الملكية.قال أبوعلي، الذي يبيع الصحف في هذا المكان منذ 63 عاما وشهد الكثير من أحداث هذا البلد، تعليقا على ما يجري "الأردن بلد كبير بقيادته وأمنه وجيشه ولن تهزه مثل هذه الأعمال والأفعال. إنه كالجبل لا تهزه الريح".
وأضاف "أقول فقط إن الأمن والأمان الموجود في هذا البلد لا يمكن أن تجده في أي مكان بالعالم، أو في أي دولة عربية"، مشيرا إلى أن "الشعب الأردني كله يقف اليوم صفا واحدا حول قيادته".وحول ما حصل السبت، قال أبو علي "أقول لأولئك الذين يريدون الأذى بهذا البلد، تصرفكم هذا أرعن! دعونا نبني بلدنا ونخدم هذه الأمة التي مهما تكلمنا عنها لن نوفي بحقها".وسط ضجيج السيارات وصيحات الباعة المتجولين وصل الموظف المتقاعد عمران أحمد لشراء صحيفة لفها تحت إبطه، وقال قبل أن ينصرف: "بصراحة أنا لم أصدق أذناي عندما سمعت الخبر يوم أمس، من يجرؤ أن يؤذي هذا البلد الآمن الذي لطالما كان ملاذا لإخوته العرب من فلسطينيين وعراقيين وسوريين والكثير غيرهم؟".وأضاف "نحن مع هذا البلد، مع قيادته، مع جيشه مع أمنه واستقراره، وندين ونستنكر أي فعل أو أي محاولة لزعزعته". وشهدت أسواق وسط العاصمة ازدحامات بدت معها حركة السير طبيعية، رغم ما حصل.وفي محل لبيع العصائر وسط البلد ينهمك هاشم الحلواني (29 عاما) بإعداد المشروبات الطازجة لزبائنه، وسط رائحة الفواكه الطازجة.قال الحلواني: "الوضع مستقر بفضل الله، وسيدنا الملك عبدالله، وإن شاء الله ستبقى العائلة الهاشمية تاج فوق رؤوسنا".وأضاف: "أما الفاسدون الذين يريدون ان يخربوا البلد فنسأل الله ان يجعل كيدهم في نحورهم".وفي السوق الذي يشهد ازدحاما في مثل هذا الوقت من كل عام قبيل حلول شهر رمضان، قالت زهرة (37 عاما) التي اكتفت بذكر اسمها الأول، وهي تتجول برفقة ولديها: "نحن لن نخاف، فبلدنا آمن ومستقر، وهكذا سيظل ولن نخشى شيئا، ولكننا صُدمنا بما حصل".وأضافت "لم نكن نتخيل يوما أن يأتي أحد ويحاول إيذاء هذا البلد، الذي لطالما كان وسيطا مسالما آمنا ومطمئنا في منطقة تشهد صراعات وحروبا".وأضافت زهرة، وهي تمسك بيدي طفليها: "أدعو الله أن يحمي بلدنا من كل الشرور، وأن تمر هذه الغيمة وتنفرج الأمور".