مصطفى الكاظمي في الإمارات... وطهران تتهمه بالتهرب من الدفع
«كاتيوشا» على قاعدة بلد الجوية التي تضم أميركيين عشية الحوار الاستراتيجي
عزز رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي توجه بغداد خليجياً خلال مباحثات عقدها مع ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد في الإمارات، التي زارها أمس، بعد زيارة مماثلة للسعودية، في حين اتهم مسؤول إيراني السلطات العراقية بـ«اختلاق ذرائع» من أجل التهرب من تسديد مستحقات مالية.
في إطار تحركاته النشيطة باتجاه إعادة الحيوية والتوازن لعلاقات العراق بمحيطه الخليجي والعربي واحتواء الاستقطاب الداخلي بشأن النفوذ الإيراني والتواجد الأميركي، عقد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، مباحثات مع ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة محمد بن زايد في العاصمة الإماراتية أمس.وذكر بيان للحكومة العراقية، أن "الكاظمي التقى بن زايد لبحث العلاقات الثنائية، وتعزيز سبل التعاون المشترك في العديد من القطاعات، فضلاً عن مناقشة مجمل الأوضاع في المنطقة، وعودة العراق للعب دوره المحوري المهم في التهدئة والاستقرار".وبحسب البيان، فإن "ولي عهد أبو ظبي رحب برئيس الحكومة العراقية والوفد المرافق له، وأشاد بخطوات الحكومة العراقية الإصلاحية والهادفة لتطوير الاقتصاد وتحسين بيئة الاستثمار".
ونقل البيان عن بن زايد، "إشادته بدور العراق في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة، وانتهاجه سياسة التهدئة والحوار".وعقب المباحثات، أكد بن زايد وقوف بلاده دائماً إلى جانب كل ما يحقق استقرار العراق ومصالح شعبه.وقال ولي عهد أبوظبي عبر "تويتر"، إنه بحث مع الكاظمي "تعزيز العلاقات الأخوية ودفعها إلى الأمام في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول التطورات العربية والإقليمية والدولية".وقبيل الاجتماع كتب بن زايد على "تويتر": "أرحب بأخي مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق بين أهله في الإمارات وأتطلع إلى مباحثات مثمرة معه تعود بالخير والنماء على بلدينا وشعبينا الشقيقين".وجرت مراسم استقبال لرئيس الوزراء لدى وصوله إلى "قصر الوطن"، اصطحبه خلالها بن زايد إلى المنصة حيث عزف السلام الوطني لكل من جمهورية العراق ودولة الإمارات.
رمزية بلا محورية
واكتسبت زيارة الكاظمي إلى الإمارات، التي تأتي بعد 5 أيام من زيارة مماثلة إلى السعودية كللت بعقد 5 اتفاقيات كبيرة للتعاون الاقتصادي والأمني إضافة إلى تأمين الحدود المشتركة، أهمية رمزية إذ تعول الحكومة العراقية التي تواجه تحديات داخلية عدة، على دور عربي فاعل بمواجهة الأزمات التي قد تستغلها أطراف داخلية محسوبة على طهران لتأجيج الشارع مع قرب دخول فصل الصيف الذي يشهد نقصاً بإمدادات الكهرباء.وتأتي هاتان الزيارتان، بعد تأجيل القمة الثلاثية بين العراق والأردن التي كان مقرراً عقدها في بغداد بحضور الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وملك الأردن عبدالله الثاني في مارس الماضي، قبل أن يعلن الكاظمي تأجيلها قبل يوم من موعدها بسبب الأحداث المأساوية التي شهدتها مصر أخيراً.وأمس الأول، أكد الكاظمي، خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن العراق ماضٍ في بناء علاقات تعاون وتبادل متزنة، بعيداً عن سياسة المحاور والتصعيد ومن أجل تعزيز التهدئة والاستقرار.وبينما تؤكد الحكومة العراقية أنها متمسكة بعلاقات متوازنة مع الجميع، تنظر فصائل وأحزاب عراقية مرتبطة بطهران بتوجس إلى تواجه الكاظمي نحو البلاد العربية وترى أن الخطوات ستخصم من رصيد إيران.خط جوي
في السياق، تعتزم الخطوط الجوية العراقية بدء تسيير رحلات مباشرة إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، في الأول من مايو المقبل. وذكر بيان للخطوط الجوية العراقية، أن "خطاً مباشراً بين بغداد وأبوظبي سيفتتح ذهاباً وإياباً في الأول من مايو المقبل".استهداف صاروخي
إلى ذلك، وقبل 3 أيام من الحوار الاستراتيجي بين بغداد وواشنطن الذي يشكل موضوع الانسحاب الأميركي بنده الأبرز، تعرضت قاعدة بلد الجوية، التي تضم عدداً من العسكريين الأميركيين ضمن "التحالف الدولي" في محافظة صلاح الدين، شمال العراق إلى قصف صاروخي ظهر أمس.وذكر مصدر أمني عراقي، "أن صاروخين نوع كاتيوشا، سقطا خارج سياج قاعدة بلد الجوية، ولم تسفر عملية القصف عن أي خسائر بشرية أو مادية، وفق المعلومات الأولية".وبين المصدر، أن "القوات الأمنية شنت عملية أمنية في المناطق القريبة من القاعدة؛ لمعرفة منطقة انطلاق الصاروخين، فيما حلقت الطائرات الأميركية فوق قاعدة بلد والمناطق القريبة منها؛ بهدف مراقبة الأجواء ورصد أي تحرك ربما يهدف إلى تكرار عملية القصف".ومنذ أشهر تتعرض المنطقة الخضراء، التي تضم السفارة الأميركية في بغداد إلى جانب القواعد العسكرية التي تستضيف قوات "التحالف" والأرتال التي تنقل معدات لوجستية تابعة للتحالف، إلى هجمات يعتقد أن فصائل عراقية شديدة الصلة بإيران تشنها للضغط على حكومة بغداد من أجل إخراج كل القوات الأجنبية بما يشمل القوات الأميركية التي يبلغ قوامها نحو 2500، وتصف وجود تلك القوات بأنه احتلال.ويأتي الاعتداء غداة نفي "التحالف الدولي" الذي تقوده واشنطن وجود قوات قتالية في العراق.وذكر المكتب الاعلامي لقوة المهام المشتركة لعملية "العزم الصلب" التابعة لـ"التحالف" أن "الحديث عن وصول قوات قتالية للعراق عار عن الصحة".وأضاف أن "جميع الأفراد الموجودون في العراق هم مستشارون يعملون بأمرة وتحت قيادة العمليات المشتركة العراقية والحكومة العراقية".اتهام إيراني
من جانب آخر، اتهم مسؤول إيراني، مساء أمس الأول، الحكومة العراقية بخلق ذرائع مختلفة لعدم دفع ديونها المترتبة على استيراد الغاز من إيران، مشيراً إلى أن "العراق يمكنه الاستفادة من الإعفاءات التي تمنحها الولايات المتحدة له بشراء الكهرباء والغاز من إيران".وقال عضو غرفة التجارة الإيرانية العراقية المشتركة، حميد حسيني: "هناك 5 مليارات دولار من الديون المترتبة على العراق لاستيراد الكهرباء والغاز من إيران، وليس لديه أي مشكلة في دفع تلك الأموال بسبب وجود إعفاء من الولايات المتحدة".وتابع المسؤول الإيراني "ليس لدى الجانب العراقي مشكلة في دفع ثمن الكهرباء بالدينار العراقي، لكن لم يحدث شيء خاص لأموال الغاز حتى الآن".والأربعاء الماضي، أعلنت الولايات المتحدة أنها مددت إعفاء العراق من العقوبات على النفط والغاز الإيراني لمدة أربعة أشهر، فيما قالت الخارجية الأميركية إنها "تأمل أن ينهي العراق اعتماده على الطاقة الإيرانية قريباً".ويحصل العراق على ثلث احتياجاته من الطاقة عن طريق شراء الكهرباء من إيران واستيراد الغاز لمحطات الطاقة الخاصة به.
الإمارات تقف دائماً إلى جانب كل ما يحقق استقرار العراق ومصالح شعبه محمد بن زايد