"تجري الرياح بما لا تشتهي السفن"، هذا هو لسان حال مسؤولي التربية وهم يسابقون الزمن لسرعة الانتهاء من خططهم لعودة تشغيل المدارس وعودة الطلبة إلى مقاعدهم الدراسية في سبتمبر المقبل، إذ إن المعوقات تتكشف خيوطها مع استمرار الجهود المبذولة لتذليلها، حيث كان آخرها مشكلة الأثاث المدرسي للمدارس الابتدائية والذي تم تطويره قبل حوالي 10 سنوات لتكون الطاولات عبارة عن لوح خشب شبه دائري يستخدم لـ 4 إلى 5 أطفال من طلبة رياض الاطفال والمرحلة الابتدائية.ورغم أن المشروع كان يهدف إلى تعزيز روح التعاون وتكوين الفريق لدى الطلبة في هذه المرحلة العمرية، فإن خطط التربية الرامية إلى اعادة الدراسة في سبتمبر والاشتراطات الصحية التي تقتضي تباعد الطلبة عن بعضهم بما لا يقل عن مترين تحول دون الاستمرار باستخدام هذه الطاولات وضرورة تغييرها إلى طاولات عادية لشخص واحد لتحقيق التباعد الجسدي بين الطلبة.
وفي السياق، أكدت مصادر تربوية مطلعة لـ "الجريدة" أن الوزارة ستواجه مشكلة حقيقية في مسألة الاثاث المدرسي في مرحلتي رياض الاطفال والابتدائي والذي تم تطويره في العام الدراسي 2008 ليكون بالشكل شبه الدائري لتكوين فرق ومجموعات من الطلبة في كل فصل دراسي، موضحة أن وجود هذه النوعية من الأثاث ستكون عائقا حقيقيا لتحقيق التباعد الجسدي بين الطلبة وبالتالي فشل خطط العودة للمدارس.وأشارت المصادر إلى أن كل رياض الاطفال ومعظم المدارس الابتدائية تستخدم هذا النوع من الاثاث المدرسي الذي سمي بالمطور حينها، لافتة إلى أن عدد المدارس مع رياض الاطفال يصل إلى 400 مدرسة تقريبا.
3 خيارات
وأوضحت المصادر أن مسؤولي الوزارة أمام ثلاثة خيارات أولها العمل من الآن على اعداد مناقصة سريعة لشراء أثاث مدرسي بطاولات وكراسي منفصلة تصلح لتحقيق التباعد الجسدي بين الطلبة وهو الحل المستبعد حاليا نظرا لطول الدورة المستندية والتي تتطلب عادة من 6 أشهر إلى سنة لتنفيذ المناقصات وتوريد الأثاث، لافتة إلى أن الخيار الآخر يتمثل بالعمل على شراء الأثاث المدرسي الجديد لهذه المدارس من خلال التعاقد المباشر نظرا لظروف جائحة كورونا وأهمية تحقيق شروط التباعد الجسدي بين الطلبة.ولفتت المصادر إلى أن الوزارة لديها خيار ثالث يتمثل بالعمل على التأكد من وجود الأثاث المناسب لدى ادارة المخازن والتوريدات والذي يجب أن يكفي جميع المدارس الابتدائية ورياض الاطفال لاستبدال اثاث هذه المؤسسات التعليمية خلال الأشهر القليلة المقبلة قبل بدء العام الدراسي المقبل في منتصف سبتمبر.ودعت وزارة التربية الطلبة في الصفوف الخامس بنين وبنات والسادس بنات والثاني عشر بنين وبنات للتسجيل في الرابط الإلكتروني لبرنامج التطعيم الدوري، بالتعاون مع وزارة الصحة.من جهة أخرى، أعلنت مديرة ثانوية العصماء بنت الحارث، خيال الإبراهيم بدء الملتقى التربوي الخليجي بعنوان «التعليم الافتراضي مقدمة لتعليم جديد» للتعرف على واقع التجربة في التعليم عن بعد في المؤسسات التعليمية وعرض التجارب الناجحة في مجالات التعليم الافتراضي في ظل جائحة كورونا.واستعرضت الإبراهيم خطة الملتقى، إذ يتناول اليوم الأول مناقشة المحور الأول متمثلاً في التعرف على واقع التربية والتعليم الافتراضي في ظل جائحة كورونا، في حين مشيرة إلى أن اليوم الثاني سيشهد عرض التجارب والمبادرات الناجحة للتعليم الافتراضي عن بعد، أما اليوم الأخير فيناقش مستقبل التعليم الافتراضي بعد جائحة كورونا إضافة إلى ورش العمل المتنوعة من دول مجلس التعاون الخليجي.