غداة الاجتماع العائلي الذي جمع عدداً من أعضاء العائلة المالكة في الأردن، ووضع، على ما يبدو، حداً للخلاف الذي ظهر الى العلن داخل العائلة الحاكمة، أمرت السلطات الأردنية، أمس، بمنع النشر في القضية المتهم فيها الأمير حمزة بن الحسين، وليّ العهد السابق، والأخ غير الشقيق للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وآخرين بينهم رئيس الديوان الملكي الأسبق باسم عوض الله، والمبعوث السابق إلى السعودية الشريف حسن بن زيد، بالتخطيط "لزعزعة أمن الأردن واستقراره".

وأكد النائب العام، في بيان بثته قناة "المملكة" الرسمية، أن "حظر النَّشر سيكون لحين صدور قرار بخلاف ذلك، وهو يشمل وسائل الإعلام المرئي والمسموع ومواقع التَّواصل الاجتماعي، ونشر وتداول أيّ صور أو مقاطع مصورة أو فيديوهات، تتعلّق بهذا الموضوع تحت طائلة المسؤولية الجزائية".

Ad

ومساء أمس الأول، انتشر على نطاق واسع ما بدا أنه تسجيل صوتي للقاء عاصف بين الأمير حمزة وقائد أركان الجيش الذي زاره في منزله يوم السبت الماضي لإبلاغه بقرار لرؤساء الأجهزة الأمنية يتضمن وضع قيود على حركته.

وكان الأمير حمزة قد وضع نفسه بين يدي الملك عبدالله الثاني، وجدد "إخلاصه ودعمه" للملك وولي عهده الأمير حسين بن عبدالله، وذلك في رسالة موقّعة منه في منزل عمّه ولي العهد الأسبق الأمير حسن بن طلال، الذي أوكل إليه عبدالله الثاني التعامل مع موضوع الأمير حمزة، في محاولة حلّ المسألة داخل العائلة الهاشمية المالكة.

ونشر الديوان الملكي الأردني نص رسالة الأمير حمزة التي جاء فيها: "أضع نفسي بين يديّ جلالة الملك، مؤكّداً أنّني سأبقى على عهد الآباء والأجداد، وفيّاً لإرثهم، سائراً على دربهم، مخلصاً لمسيرتهم ورسالتهم ولجلالة الملك"، مضيفاً: "سأبقى ملتزماً بدستور المملكة الأردنية الهاشمية العزيزة، وسأكون دوماً لجلالة الملك ووليّ عهده عوناً وسنداً".

الى ذلك، أجرى وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان زيارة الى العاصمة الأردنية، حاملاً رسالة من خادم الحرمين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، يجدد فيها دعم السعودية وتضامنهما التام مع كل الإجراءات التي اتخذها عبدالله الثاني لحماية المملكة الهاشمية ومصالحها.

وسلّم الأمير فيصل الذي وصل الى عمّان أمس الأول، نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أمس، رسالة من الملك سلمان للعاهل الأردني، تؤكد "وقوف السعودية الشقيقة إلى جانب المملكة في مواجهة جميع التحديات ودعمها كل الخطوات التي يتخذها جلالته لحماية مصالحها".

وخلال اللقاء، أكد الأمير فيصل والصفدي "عمق العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط المملكتين الشقيقتين وقيادتيهما، والعمل المستمر على تطويرها في جميع المجالات"، وشددا على أن "أمن المملكتين واستقرارهما واحد لا يتجزأ، وأنهما تقفان معا في مواجهة كل التحديات".

ووفق التلفزيون السعودي ووكالة "واس" ووزارة الخارجية الأردنية، فإن الصفدي والأمير فيصل استعرضا خلال لقائهما التطورات في المنطقة وسبل التعامل معها، بما يخدم المصالح المشتركة والقضايا العربية ويكرس الأمن والاستقرار.

ونقل الصفدي إلى الملك سلمان "تحيات الملك عبدالله، وتثمينه مواقف المملكة الداعمة دائماً للأردن"، مشيراً إلى "عمق العلاقات الأخوية التاريخية بين البلدين".