الصين تُغيّر صربيا من الداخل
![ذي دبلومات](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1616610621333007000/1616610658000/1280x960.jpg)
يُعتبر هذا المشروع وعدد من الاستثمارات الصينية الأخرى هبة حقيقية للقادة الصرب القلقين من ارتفاع معدلات البطالة ولهذا القطاع القديم وغير القادر على المنافسة. منذ وصول فوتشيتش إلى السلطة، زادت قوة العلاقات مع الصين عبر القيام باستثمارات كبرى في محطات توليد الطاقة بالفحم وصناعات ثقيلة مثل تعدين النحاس وصهر المعادن وعبر تجديد مصانع الفولاذ البالية.ترافقت الاستثمارات مع قروض صينية ضخمة ولقاءات سياسية رفيعة المستوى وصفقات لشراء أسلحة صينية. حتى أن صربيا دعت قوات الأمن الصينية في عام 2019 للمشاركة في تدريبات عسكرية مشتركة.ركّز قرار صادر عن البرلمان الأوروبي حديثاً على العلاقة الناشئة بين صربيا والصين وعبّر عن مخاوفه من زيادة النفوذ الصيني في بلغراد بسبب غياب الشفافية في الاستثمارات والقروض الصينية وامتناع المستثمرين والمقرضين عن تقييم التداعيات البيئية والاجتماعية لمشاريعهم.دعا البرلمان الأوروبي صربيا إلى تقوية معايير الامتثال القانوني في مشاريعها مع الصين ووجّه تحذيراً إلى بلغراد مفاده أن تصرفاتها تُهدد فرص انتساب البلد إلى الاتحاد الأوروبي. غالباً ما تعتبر الحكومة الصربية مشاريعها، لا سيما الاستثمارات الصينية في الصناعات المُلوِّثة، جزءاً من مصالحها الوطنية كي تتمكن من تطبيق القوانين بدرجة من المرونة، كذلك، ترفض السلطات في معظم الأوقات إعطاء معلومات كاملة أو جزئية بموجب قانون الحق في الوصول إلى المعلومات، مما يمنع المواطنين والمجتمع المدني من محاسبة الحكومة.في سبتمبر 2018، بعد مرور سنة على تنصيب فوتشيتش، زار الرئيس بكين ووقّع على مذكرة تفاهم مع شركة «شاندونغ لينغ لونغ» لبناء مصنع إطارات، ثم أعلنت الحكومة الصربية أن هذا المصنع سيكون مشروعاً ذا أهمية وطنية، لكن لم يفسّر أحد خلفية هذا القرار أو أساسه القانوني، ولم يتضح بعد إلى أي حد قد يسمح هذا المشروع بالتحايل على الإطار القانوني في صربيا.غداة التوقيع على مذكرة التفاهم، نُقِلت ملكية أكثر من 96 هكتاراً من الأراضي إلى شركةLinglong International Europe مباشرةً ومن دون عقد صفقة عمل واضحة، ونظراً إلى وضع المشروع الخاص، أُعفِي المستثمر من دفع الرسوم لإعادة تصميم الأراضي الزراعية وإعدادها لمشاريع البناء.طلب المواطنون في المنطقة معلومات حول تداعيات بناء مصنع «لينغ لونغ» على صحتهم والبيئة وسلامة العمال، لكن لم تُنشَر أي معلومات من هذا النوع حتى الآن.تكررت هذه الممارسات في استثمارات أخرى كثيرة تشمل جهات صينية في صربيا. إنها أنباء سيئة بالنسبة إلى المواطنين الصرب كونهم يعانون أصلاً من تلوث الهواء وتراجع المساحات العامة وارتفاع مستوى الفساد، حتى أن هذه التطورات قد تنعكس سلباً على المفاوضات المرتبطة بعضوية صربيا في الاتحاد الأوروبي.