أكاديميون لـ الجريدة•: خريجو «الأونلاين» غير مستعدين لمواكبة الدراسة الجامعية

أكدوا أن النظام الإلكتروني لا يعكس حقيقة مستوى الطلبة... والعودة لـ «التقليدي» إنقاذ للتعليم
• نسبة الطلاب إلى أعضاء هيئة التدريس بالجامعة أعلى من المعدل العالمي
• 93.27% من أعضاء الهيئة الأكاديمية يرون أن «الشُعب» تعاني من نقص المراقبين خلال الاختبارات

نشر في 08-04-2021
آخر تحديث 08-04-2021 | 00:05
خريجو «الأونلاين» غير مستعدين لمواكبة الدراسة الجامعية
خريجو «الأونلاين» غير مستعدين لمواكبة الدراسة الجامعية
تأكيداً لاعتراف الحكومة في برنامج عملها، الذي قدمته إلى مجلس الأمة، بأن جودة العملية التعليمية انحدرت إلى أن خلقت فجوة في التعلم تقدر بـ 4.8 أعوام، مؤكدة أن مستوى خريج الصف الثاني عشر بات يكافئ خريج الصف السابع في دول متقاربة الدخل مع الكويت، شدد عدد من أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي على أن نتائج الثانوية العامة لم تعكس المستوى الحقيقي لطلبة الجامعة أو «التطبيقي» في نتائج الفصل الدراسي الأول، مشيرين إلى أن العودة للدراسة التقليدية والاختبارات في الحرم الجامعي بمنزلة إنقاذ للتعليم.

على الرغم من نجاح 38058 طالبا وطالبة، وفقا لنظام التعليم عن بعد، في نتائج الثانوية العامة خلال العام الدراسي الماضي، فإن أعضاء هيئة التدريس في مؤسسات التعليم العالي أكدوا أن تضخم معدلات الطلبة الذين قبلوا في جامعة الكويت أو الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب لم يعكس حقيقة مستوى الطلبة خلال الفصل الدراسي الأول الذي انتهى مؤخرا، مؤكدين أن الطلبة خريجي الاونلاين غير مستعدين تماما للدراسة الجامعية.

وأشار أعضاء هيئة التدريس إلى أن العودة للدراسة التقليدية، وعقد الاختبارات في الحرم الجامعي، بمنزلة إنقاذ للتعليم، لافتين إلى أنه يصعب على الأساتذة تقييم الطلبة وفقا لنظام التعليم عن بعد مقارنة بالنظام التقليدي، وشددوا على أن تضخم معدلات الطلبة ظلم المتميزين منهم.

وأضافوا أن التوجه إلى عقد الاختبارات وفقا للنظام التقليدي يساهم في حل مشاكل الغش، ويعكس الصورة الحقيقية لمستوى الطلبة، موضحين أن فرض التطعيم ضد فيروس كورونا للكوادر الأكاديمية والطلبة هو الحل الأمثل لعودة الحياة الدراسية التقليدية خلال الفترة المقبلة، "الجريدة" التقت مجموعة من الأكاديميين لاستطلاع مستوى الطلبة المستجدين في الفصل الأول مقارنة بالفصول الدراسية السابقة.

اختبارات تقليدية

بداية، أكد رئيس جمعية أعضاء هيئة التدريس بجامعة الكويت د. إبراهيم الحمود أن عملية نجاح الطلبة في الثانوية العامة وتضخم معدلاتهم لم يعكسا الحقيقة، لافتا إلى أن هناك اعدادا من طلبة الثانوية حصلوا على درجات عالية على الرغم من أنهم ليسوا بالمستوى المطلوب للالتحاق بجامعة الكويت.

وأشار الحمود إلى أن تضخم الدرجات لجميع الطلبة في الثانوية العامة يشوبه ظلم للمتميزين منهم، ومن المفترض أن تكون الاختبارات وفقا للنظام التقليدي والحضور الى الحرم الدراسي لأدائها وليست وفقا للنظام الالكتروني، خاصة أن الطلبة المستجدين يحتاجون إلى التعايش مع الحياة الدراسية التقليدية، ولابد من تسريع وتيرة التطعيم لجميع الكوادر الاكاديمية والطلبة، حتى يتسنى لهم العودة إلى الدراسة التقليدية وفقا لنظام تدريجي عبر توزيع الطلبة على مدار أسبوع للحضور.

تقييم الطلبة

من جهته، ذكر رئيس رابطة أعضاء هيئة التدريس للكليات التطبيقية في الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب يوسف العنزي أن مستوى الطلبة المستجدين الذين تخرجوا في الثانوية العامة عبر التعليم عن بعد، والتحقوا بالجامعة للفصل الدراسي الأول وفقا لنظام التعليم الإلكتروني حاليا متفاوت، ولا يمكن تقييمهم إلا وفقا لأعضاء هيئة التدريس الذين يدرسون مقررات المستجدين.

وأردف العنزي: "اننا لا نستطيع أن نقيم الطلبة وفقا لشعبة دراسية واحدة، وانما نحتاج إلى دراسة وافية وتكون رسمية من قبل جهات التقييم"، لافتا إلى أن عملية التقييم تكون اثناء العودة إلى الدراسة التقليدية.

وتابع: "عملية التقييم من واقع تجربة لإحدى الشعب الدراسية التي أقوم بتدريسها عبر نظام التعليم عن بعد، لا يمكن أن يكون الطلبة جميعهم في مستوى منخفض واحد، ولكن أقل من مستوى الفصول الدراسية السابقة وفقا للتعليم التقليدي".

واستدرك: "نتائج الطلبة حاليا على سبيل المثال عبر نظام التعليم عن بعد أقل من النظام التقليدي، وهناك نسبة رسوب من بعض الطلبة، فالنتيجة الطلابية لا تعكس مستوى الطالب فقط، بل تعكس قدرة الأستاذ على توصيل المعلومة في المنصات التعليمية للطلبة".

الاتصال المباشر

بدوره، أوضح رئيس قسم المحاسبة في كلية العلوم الإدارية بجامعة الكويت د. صادق البسام ان الاتصال المباشر بين الأستاذ والطالب كان يثري العملية التعليمية في السابق أثناء التعليم التقليدي، "وكنا نجد قوة استيعاب الطلبة أثناء المواجهة مع الأستاذ أفضل من الوقت الحالي".

وتابع البسام: "في الاختبارات التقليدية كنا نرى الطلبة أمامنا، ونلتمس ماذا يفعلون ونستدرك إذا كان هناك غش أم لا، لكن في التعليم عن بعد مهما وضعنا من ضوابط وبرامج لا نستطيع معرفة هل يغش الطالب ام لا".

وعن تقييم المستوى الطلابي، ذكر ان التقييم التقليدي اكثر إيجابية وذلك لممارسته منذ سنوات طويلة، أما التعليم الالكتروني فنحتاج إلى الكثير من الوقت للتقييم بينه وبين التقليدي"، مضيفا: "أن مستويات الطلبة وخاصة خريجي الثانوية العامة في الدفعات الجديدة تحتاج الى دراسة ودقة أكثر للمقارنة بينهم وبين طلبة الدراسة التقليدية، وهذا الامر يحتم على أساتذة الجامعة المزيد من الوقت لاختلاف مستويات الطلبة".

تضخم الدرجات

من جانبه، أفاد أستاذ الكيمياء في كلية العلوم بجامعة الكويت د. علي بومجداد بأن "التعليم الالكتروني ادى إلى تضخم الدرجات الخاصة بالطلبة على عكس التعليم التقليدي، الذي كانت به الدرجات والعلامات طبيعية".

وبين بومجداد أن الأساتذة أصبحوا يستخدمون بعض البرامج المتطورة للحد من عملية الغش أمام الطلبة في التعليم عن بعد، عبر اعتماد البرامج التي تمنع الطلبة من التصفح أثناء فترة الاختبار، وخاصة في برنامج "مودل" الذي يمنع استقبال أي رسائل أو إيميلات أو فتح أيقونات أخرى خلال الاختبار.

واستطرد: "في السابق أثناء التعليم التقليدي وضعنا عدة آليات للحد من الغش، وهي التنويع في نموذج الاختبارات، ولا يتم الاعتماد على نموذج واحد، وهذه من الامور التي تجعل عملية الغش أمام الطلبة صعبة"، مؤكدا "ان الطلبة خريجي الاونلاين لا نجدهم مستعدين تماما للدراسة الجامعية".

كفاءة التعليم التقليدي

وقال أستاذ تكنولوجيا التعليم عضو هيئة التدريس في قسم مناهج وطرق التدريس في كلية التربية بجامعة الكويت د. وليد العنزي ان التعليم عن بعد لا يضاهي التعليم التقليدي، كما انه لا يفوقه في الكفاءة، حيث إن التعليم عن بعد هو تعليم أمثل، ولكن ليس الأنسب لطلبة جامعة الكويت".

وتابع العنزي: "التعليم عن بعد أقل في المردود الفعلي عن الحضور التقليدي، لكن يجب علينا أن نتفهم هذا الموضوع في هذا الظرف الاستثنائي لأننا ملزمون بالتباعد"، لافتا إلى ان سلطة المعلم على المتعلم في التعليم عن بعد تقل، ويفتقد معها روح المتابعة والانتباه والتركيز والتفاعل.

القبول يفوق الطاقة الاستيعابية... وأزمة الشعب الدراسية تتفاقم

كشفت مصادر مطلعة أن جامعة الكويت أجرت دراسة حول زيادة الطاقة الاستيعابية في الشعب الدراسية على الجانب الأكاديمي، خاصة مع تطبيق التعليم عن بعد خلال جائحة كورونا، لافتة إلى أن الدراسة تهدف إلى التعرف على صعوبات زيادة عدد الطلبة في الشعب الدراسية بالجامعة من وجهة نظر أعضاء الهيئة الأكاديمية.

وقالت المصادر، لـ"الجريدة"، إن الدراسة تهدف أيضا إلى التعرف على أثر كل من الوضع الاجتماعي ونوع الكلية على الصعوبات المتعلقة بزيادة عدد الطلبة في الشعب الدراسية بالجامعة من وجهة نظر أعضاء الهيئة الأكاديمية، موضحة أن عينة الدراسة شملت 104 أعضاء بالهيئة الأكاديمية في جامعة الكويت، تم طرح الاستبيان عليهم بطريقة إلكترونية، وهي من إعداد الدكتور سالم المطوع، وقد تم التحقق من مصداقيتها وثباتها.

وخلصت الدراسة إلى أن زيادة عدد الطلبة في الشعب الدراسية تعتبر أحد أبرز المعضلات التي تواجه جامعة الكويت؛ لأنها تقبل طلبة فوق طاقتها الاستيعابية، بينما يتخرج عدد أقل منهم، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة الشعب الدراسية ويجعلها تدور في حلقة مفرغة، مبينة أن وجود عدد كبير من الطلبة داخل الشعب قد يعوق الأستاذ الجامعي عن ممارسة دوره المطلوب بشكل فعال وكذلك قد يُعرض الطلبة لصعوبات متعددة.

ولفتت المصادر إلى أن الدراسة اوضحت أنه لابد أن تكون نسبة الطلاب إلى أعضاء الهيئة الأكاديمية في جامعة الكويت وفق المعدل العالمي (1:16)؛ أي مقابل كل عضو هيئة 16 طالبا، بينما في جامعة الكويت وجد أن عدد الطلبة لأعضاء الهيئة الأكاديمية بنسبة (1:24)، أي أعلى من المعدل العالمي، وكذلك أعلى من مثيلاتها في التعليم الجامعي بالدول المتقدمة، مثل أيسلندا (1:9)، و(1:11) في السويد، و(1:12) في النرويج، و(1:16) في اليابان.

وأوضحت أن الدراسة تطرقت إلى عدد من الصعوبات التي لابد من مواجهتها وحشد كل الطاقات للخروج بنتائج أفضل، وكذلك لابد من الأخذ بالاعتبار مسألة في غاية الأهمية، وهي أن هناك متغيرات لابد من ضبطها كدافعية الطلبة وشخصية الأستاذ وقدرته على إدارة الصف ونوع المادة: تطبيقية أو نظرية، وطرق التدريس وتمكن المعلم من مادته العلمية، فليس من الضروري أن يكون الوضع المقابل انخفاض جودة التعليم وانخفاض الإنجاز الأكاديمي.

ورأت الدراسة أن الأستاذ الجامعي يحتاج إلى بذل جهد بدني مضاعف بسبب كثرة عدد الطلبة داخل القاعة الدراسية، ومطلوب منه السيطرة التامة عليهم، والحرص على ضمان مشاركتهم أثناء شرح الدرس، ومعرفة مستوياتهم، وتقييمهم بناء على ذلك، واكتشاف المواهب الكامنة فيهم ومعالجة الحالات المتعثرة والضعيفة.

وأفادت بأن 93.27 في المئة من أعضاء الهيئة الأكاديمية يرون أن الشعب الدراسية تعاني من نقص المراقبين في وقت الاختبارات، وبمتوسط حسابي عال جدا، وبمقارنة النتيجة الحالية مع نتائج الدراسات السابقة يتبين أن هذه الصعوبات لم تتطرق إليها الدراسات السابقة، بينما 85.57 في المئة من الأعضاء يرون صعوبات أكاديمية للطلاب المتعثرين، وبمتوسط حسابي عال جدا، وبمقارنة هذه النتيجة الحالية مع نتائج الدراسات السابقة يتبين أن الكثافة الطلابية العالية تعوق الاهتمام بالطلاب الضعفاء، بينما يرى 81.73 في المئة من الأعضاء أنها تزيد مشكلة ضعف التركيز لدى الطلبة أثناء المحاضرة، وبمتوسط حسابي عال.

أحمد الشمري وفيصل متعب وحمد العبدلي

عقد الاختبارات وفقاً للنظام التقليدي يعالج الغش ويعكس الصورة الحقيقية لمستوى الطلبة

سلطة المعلم على المتعلم «عن بعد» تقل ويفتقد الطالب روح المتابعة والانتباه والتركيز والتفاعل

تضخم الدرجات لطلبة الثانوية العامة يشوبه ظلم للمتميزين إبراهيم الحمود

مستوى المستجدين في نظام التعليم عن بعد متفاوت ونحتاج إلى دراسة علمية لتقييمهم يوسف العنزي

التقييم التقليدي للمستويات الطلابية أكثر إيجابية مقارنة بالتعليم الإلكتروني صادق البسام

الأساتذة أصبحوا يستخدمون البرامج المتطورة للحد من عملية الغش علي بومجداد

التعليم عن بعد الأمثل ولكن ليس الأنسب لطلبة الجامعة وليد العنزي
back to top