شدا بها الفنان الكبير سيد درويش، وكتب كلماتها محمد النوبي، وأصبحت مثلاً مشهوراً يستشهد به الكثير "سرقوا الصندوق يا محمد ومحمد يقول ما تخفوش المفتاح معاي".تذكرت هذا الأمر الذي ينطبق علينا تماماً، فأنا وكثيرٌ من أبناء هذا الوطن نحذر ونكتب ونغرد ولكن دون اكتراث، فكلما قلنا لهم سرقوا الصندوق قال لسان حالهم: "المفتاح معانا" حتى وصلنا إلى ما وصلنا اليه اليوم "المفتاح معانا" فقط.
فتخيلوا ومنذ سرقت الناقلات والاستثمارات مروراً بالتأمينات والتحويلات والقبيضة وعمولة الداو واليوروفايتر حتى وصلنا لصندوق الجيش وضيافة الداخلية والصندوق الماليزي ولا نملك سوى المفتاح فقط، وحكومتنا المبجلة تصرخ من عجز ميزانيتها وتريد فتح الصناديق المتبقية قبل أن تسرق لتسدد رواتبنا وتحاول إنعاش اقتصادنا ولسان حالها يقول لا خطة لدينا ولا بديل وكل ما نملكه هو المفتاح.وحتى صندوق الديمقراطية التي ميزتنا عن بقية دول الإقليم تمت سرقته، في حين نوابنا المتصارعون المتناحرون كلّ منهم يدعي أن المفتاح معه، بل يتهمون بعضهم بعضاً بسرقة صندوق الديمقراطية والدستور. الكارثة أن المفتاح الذي يملكون لا يمكن أن يفتح إلا الصناديق المسروقة، الأمر الذي يجعلنا نسأل حكومتنا ومجلسنا ما نفع المفتاح والصندوق قد سرق؟يعني بالعربي المشرمح: المفتاح اللي معاكم لن ينفع البلد طالما أن الصناديق قد سرقت ونهب ما في داخلها، وإن نجحتم في استعادة الصناديق فستجدونها خاوية، وليست كما تعتقدون أنه وطالما المفتاح معكم فالسارق سيعجز عن فتحها وسرقة ما فيها، لذلك إما أن تسلموا المفتاح أو تعيدوا الصناديق بما فيها!
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: سرقوا الصندوق يا محمد!
09-04-2021