«High Light»: عزل الرئيسين
إن المتأمل في المشهد السياسي الكويتي وما فيه من توتر واحتقان يكتشف أننا أمام مستقبل مجهول، فمعدلات البطالة مرتفعة والتنمية شبه معطلة في كل جوانبها سواء الحضارية أو الإنسانية أو الاجتماعية... إلخ، ومؤشرات مدركات الفساد تتصدر الإحصائيات العالمية والرشوه ظاهرة للعيان وفي أعلى مستوياتها على الإطلاق! وقضايا غسل الأموال وصلت إلى حد العالمية، وكل ذلك بسبب تحالفات قوى نافذة مع السلطة على مدار 15 سنة الماضية زادت حدتها في آخر 7 سنوات، فهناك أسئلة تطرح نفسها حيرت كل الكويتيين باختلاف مرجعياتهم الاجتماعية والثقافية والفكرية هي علي النحو التالي:وين رايحين؟ وما الحل؟ وكيف نخرج من هذا النفق المظلم؟ وفي تقدرينا لا حل للأزمة السياسية التي نعيشها قبل رحيل الرئيسين، وما مطالبات وكلاء الأمة لهم بالرحيل إلا دليل على ذلك، فالكويت أكبر من الجميع، فكلفة بقائهما أصبحت عالية جداً، لذلك نهيب بكل رجالات الدولة الوطنيين الشرفاء المقربين لمصادر القرار النصح في هذا الاتجاه. والذي يدعو للفخر والاعتزاز في هذا الجو السياسي المحبط هو الوعي السياسي للشعب الكويتي الذي كان كالصخرة التي تحطمت عليها محولات عبث الدولة العميقة، فتحولت قيم التعصب القبلي الى قيم وطنية، وامتثالا لذلك وقف العجمان مع النائب حسن جوهر ضد مرشحهم العجمي عندما حاول اللعب على وتر الطائفية وفي الروح نفسها، والعوازم يحتفون بنائب تشاجر مع مرشحهم العازمي، إن هذه الروح المهيمنة على هذا الحراك الرقمي الذي تقوده القوى الشعبوية سنحصد ثماره في القريب العاجل، حتى لو تم حل مجلس الأمة فالشعب الكويتي وبما يتمتع به من وعي سياسي راق قادر على إخراج مجلس أقوى منه!وغير خفي على أحد أن تحالف الرئيسين أضر بالمصلحة العامة والأدلة على ذلك كثيرة آخرها ما تم من عبث في جلسة القسم فمن غير المقبول تحصين سمو رئيس الوزراء، ما من شأنه تجريد النواب من أهم أدواتهم، فهذا الإجراء باطل وغير دستوري في الظروف العادية، فكيف الوضع إذا كان احتمالية أن يكون النصاب غير مكتمل؟!
ختاما: الوضع متفجر ومؤشرات التصادم واضحة فالمعارضة خسرت كل معاركها، ولن تسمح تحت أي ظرف بمصادرة حقوقها الدستورية، ولا سيما حقها بالاستجواب، ومتجهة على ما يبدو إلى خيار عزل الرئيسين والشارع الكويتي بكل أطيافه هو من يدفع بهذا الاتجاه، وما عليك إلا متابعة كتابات نشطاء السوشال ميديا ولا سيما الشباب الوطنيين المندفعين بحماس لاكتشاف هذا التوجه، والذي يري عكس ذلك يكون غير مدرك حقيقة الوضع.