كشف المخرج والممثل عبدالعزيز صفر، أنه يحضّر لعمل جديد، وهو مسرحية «عزوبي السالمية»، لافتا إلى أنها إعادة لمسرحية الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا. وقال بهذا الصدد: «أحببنا أن نعيدها بشكل مختلف، وبرؤية جديدة، تكريماً للفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا، وفي الإعادة لم نعتمد إطلاقا على الفيديو، لكن على النص الأصلي، الذي يتضمن أصل الشخصيات والمكان والقصة، وحتى نثبت أن المسرح الكويتي لا يختلف عن المسرح العالمي في كفاءته وقدرته، حيث يمكننا إعادة النصوص القديمة بفكرة وديكورات مختلفة، وبرؤية جديدة، وانطلاقة كوميدية مختلفة. نستطيع إعادة المسرحيات القديمة، لما فيها من ثراء، كما تطرح مواضيع وقضايا مهمة». وأشار إلى أنه سيشارك في المسرحية الفنان خالد مظفر، وفؤاد علي، وهيا عبدالسلام، وأمير مطر، وأحمد مظفر، ومهدي دشتي، ومجموعة من الممثلين الشباب.
المسرح هو الحياة
ويقدم صفر دورة بعنوان «المسرح هو الحياة»، تعتمد محاورها على عدة نقاط مهمة في المجال المسرحي، هي: الترقب، التقاط الزمن، الفعل المؤقت، الفن العابر، الصمت، الارتجال، الخيال والتألق، وأيضا أنواع المشاهد. وأوضح أن الدورة ترتكز على سؤال مهم يبين أهمية المسرح، والفائدة من الذهاب إليه. ولفت إلى أنه يحاول في كل دورة يقدمها أن تكون مختلفة، حيث يركز على الأمور التي تهم الفنان والمحترف والهاوي. وذكر صفر أن هناك قضايا وصعوبات عديدة تخص المسرح، لكن في المناقشات والمقابلات دائما مقتصرة فقط على موضوعين، هما: غياب المسرح السياسي ودور الرقابة، فضلاً عن أن هناك جيلاً من الفنانين الجدد بدأوا ينسون المهمة الأساسية للمسرح.ولفت إلى أنه في الدورات التي يقدمها دائما يجيب عن التكوين اللاواعي في المسرح، وأهميته من الناحية النفسية وبنائه الثقافي، فالمسرح ليس فقط للتسلية، فهو يقدم رسالة، لذلك «أقدم دورات عميقة جدا في الطرح، وأستند فيها إلى دراسات ومفاهيم مسرحية جديدة».الألوان الدرامية
ويرى صفر أن كل الألوان الدرامية صعبة، سواء كانت تراجيديا أو اجتماعية أو دراما الشخصيات، حتى في الكوميديا.وعن أهمية الشخصية ومكامنها ومدلولاتها، قال: «تكمن صعوبة الألوان الدرامية في الانغماس بتجسيد الشخصيات، حيث تعتمد كل شخصية على المغزى والمعنى، والتجارب التي تخوضها في كل دور. أما النظر من زاويتَي الإخراج والتمثيل، فيكون سطحيا في بعض الأحيان، ولا يعطي المشاهد أو الناقد المكامن الخفية وراء كل شخصية. فإذا أردنا التعمق في شخصية الممثل، فإنه يتوجب أن نركز على نقاط مهمة، وهي حركات جسده، من خلال ردود الأفعال في كل مشهد، وطبقات صوته التي تعبّر عن فرحه وحزنه وتوتره وغضبه». وذكر أن النجاح الدرامي يعتمد في الأول والأخير على الكتابة والحبكة بشكل صحيح.التمثيل والإخراج
وعمَّا أيهما أحب إليه؛ الإخراج أم التمثيل؟ أجاب صفر: «في بداية حياتي أحببت أن أكون ممثلا، وحتى الآن لديَّ هذه الرغبة، وفي الفترة الأخيرة ابتعدت عن المجال، واعتذرت عن عدم التمثيل أكثر من مرة، بسبب أدوار الشخصيات المتكررة، حيث لم يتم ترشيحي لتجسيد شخصيات ذات أطباع هادئة، ورومانسية. أطمح أن أجسّد أدوارا مختلفة، كما أقوم بإعطاء دورات تدريبية في المسرح والتمثيل، فأنا أملك الدراية والخبرة الكافية التي تؤهلني لتجسيد أي دور تمثيلي».وتابع: «لقد وجدت نفسي لاحقا في الإخراج بصورة كبيرة، لكن أنا أحب التمثيل بالمسلسلات والأفلام. أما في المسرح، فأحب أن أكون مخرجا، فهو يشغلني. أما التمثيل، فأريد أن أكون أمام الكاميرا، وأجسّد شخصيات مختلفة، وليست ذات نمط واحد فقط، فالفنان بطبيعته يحب التجديد والتجريب في الشخصيات المتنوعة والأدوار المختلفة».السينما
وذكر صفر أن السينما مثل أي عمل أو حرفة، تحتاج إلى الدعم، بشتى أنواعه، من الجهات الرسمية، ومتخصصين، وقال: «إلى الآن نحن نرى تجارب، ولا نستطيع أن نحكم على شبابنا، رغم الجهود الكبيرة التي يقومون بها. أنا أرى أن الموضوع يحتاج إلى تخصص أكبر، ودراسة دقيقة تُبنى على معطيات ومخرجات مدروسة». وطرح صفر سؤالا مفاده: «ماذا نحتاج نحن من هذه الشاشة الكبيرة أن تقدم لنا؟»، ليجيب: «يتعيَّن علينا أن نفهم أولا، هل سنقدم كوميديا دون أي طرح أو معنى، أو أفلام مطاردات لا تعتمد على حس جديد في الأكشن، وأيضا نركز على التأليف».