الكويت وتركيا توقعان 6 اتفاقيات لتطوير التعاون الثنائي
• الشيخ د. أحمد الناصر سلم رسالة من الأمير إلى إردوغان وترأس الدورة الثانية للجنة المشتركة وأكد تطابق الرؤى
• جاويش أوغلو: الكويت «ماركة دولية» فيما يتعلق بالوساطة وهي لم تفقد حيادها أبداً
توج وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ د. أحمد الناصر لقاءاته في تركيا أمس بلقاء الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، حيث سلمه رسالة من سمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد تتعلق بالعلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها في جميع المجالات.وقد وقعت الكويت وتركيا، صباح أمس، 6 اتفاقيات من شأنها الإسهام في فتح آفاق أوسع للتعاون بين البلدين وتطوير العلاقات الثنائية وتوطيدها.ووقّع الاتفاقيات من جانب الكويت وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء، ومن الجانب التركي وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، خلال ترؤسهما أعمال الدورة الثانية للجنة المشتركة للتعاون الكويتية - التركية التي عُقدت أعمالها في أنقرة.
وشملت الاتفاقيات خطة العمل بين البلدين للأعوام 2021-2022، ومذكرة تفاهم في مجال البيئة، وبروتوكول التعاون بين وزارة الإعلام الكويتية ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية، وبروتوكول التعاون في مجالات الصحافة والإعلام، بالإضافة إلى مذكرة تفاهم بين مكتبة الكويت الوطنية والمديرية العامة للمكتبات والمنشورات في وزارة الثقافة والسياحة، ومذكرة تفاهم في مجال الشؤون والسياسات الاجتماعية.
مجالات التعاون
وشهدت أعمال اللجنة استعراضاً لجميع مجالات التعاون الحيوية والمهمة بين الجانبين، لاسيما السياسية، والاقتصادية، والتنموية، والإعلامية، والاجتماعية والبيئية منها، وبحث سبل تعزيزها ورفعها إلى آفاق أرحب بين البلدين الصديقين، مما يعكس الرغبة المشتركة بين البلدين لتطوير وتوطيد العلاقات الثنائية على كل المستويات، كما تشكل أعمال اللجنة المشتركة للتعاون نموذجاً للعلاقات الثنائية التي تجمع الجانبين الكويتي - التركي، وتسهم في تحقيق ما يصبو إليه الطرفان من تقدم وازدهار للبلدين وشعبيهما الصديقين.حضر اللقاء من الجانب الكويتي سفير الكويت لدى تركيا غسان الزواوي، القنصل العام للكويت في إسطنبول الوزير مفوض محمد المحمد، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب الوزير، المستشار أحمد الشريم، ونائب مساعد وزير الخارجية لشؤون أوروبا، المستشار محمد حياتي، وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الخارجية.وأكد وزير الخارجية وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء ونظيره التركي تطابق الرؤى التام إزاء القضايا الإقليمية والدولية وأهمية إيجاد الحلول السياسية لها.وقال الناصر، في مؤتمر صحافي مشترك مع أوغلو سبقه توقيع مذكرات تفاهم بين البلدين، إنه بحث مع نظيره التركي عدة قضايا من بينها الوضع في سورية وليبيا واستئناف عملية السلام، خصوصاً للأشقاء في فلسطين.وأضاف أن الكويت وتركيا قدما الدعم للمبادرة السعودية فيما يتعلق بالأزمة اليمنية، معرباً عن الشكر لجميع الدول بما فيها تركيا التي قدمت الدعم لمساعي أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد طيب الله ثراه وسمو أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد لحل الأزمة الخليجية.وأوضح أنه «مررنا بالخليج وبالإقليم وأيضاً على المستوى الدولي بثلاثة أعوام مليئة بالمرارة والألم نتيجة الخلاف بالخليج» بيد أن جميع الجوانب المتعلقة بالأزمة تم تجاوزها بحكمة قادة دول الخليج ومصر في قمة (العلا) مطلع العام الحالي.وفيما يتعلق بالعلاقات الثنائية مع تركيا، وصف الناصر العلاقات التي تمتد إلى 57 عاماً بالمتينة والوطيدة تخللها الكثير من التعاون والتطور في كل المجالات وعلى مختلف الصعد خصوصاً في العقدين الماضيين.وأكد أهمية لجنة التعاون المشتركة الكويتية - التركية في إعطاء إطار مؤسسي للعلاقات الثانية بين البلدين وإعطائها أيضاً موضوعية في كيفية تطويرها في جميع القطاعات والمجالات.وشدد على أن العلاقات السياسية والثقافية والاقتصادية والتجارية والسياحية وغيرها من المجالات بين الكويت وتركيا تمضي على قدم وساق، لافتاً إلى توقيع ست وثائق ومذكرات تعاون ليصبح إجمالي عدد الاتفاقيات المبرمة بين البلدين 61 اتفاقية ومذكرة تعاون تعالج وتناقش كل المجالات. وأشار إلى الاتفاق على مذكرة تعاون للعامين القادمين واتفاق آخر على رؤية لخمسة أعوام مقبلة لتطوير التعاون بين البلدين، معتبراً أن التداعيات المرتبطة بتفشي فيروس كورونا تعتبر فرصة لاستكشاف مجالات التعاون بين الكويت وتركيا.وفي هذا الصدد، بين الناصر أنه بحث مع جاويش أوغلو تعزيز المنظومة الصحية بين البلدين إضافة إلى كل الجوانب المتعلقة بالأبحاث والتطوير.وأضاف أن الجانبين ناقشا أيضاً مجالات التعليم والأنشطة الثقافية والاستفادة من الخبرات التكنولوجية فيما يخص التعليم والأمن السيبراني.وأعرب عن تعازي أمير الكويت وحكومتها وشعبها لسقوط ضحايا جراء الإصابة بفيروس كورونا في تركيا متمنياً الشفاء العاجل للمصابين بالجائحة.ماركة دولية
من جانبه، ثمن وزير الخارجية التركي وساطة دولة الكويت في المنطقة وقيامها بدبلوماسية «مكوكية» بين دول الخليج مؤكداً دعم بلاده للكويت في هذا الإطار.ووصف دولة الكويت «بالماركة الدولية» فيما يتعلق بالوساطة وأيضاً لها جهود كبيرة في منظمة التعاون الإسلامي وهي لم تفقد حيادها أبداً.وأشاد بالإرث الكبير الذي تركه أمير البلاد الراحل الشيخ صباح الأحمد، مؤكداً استمراره في عهد صاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد.وقال وزير الخارجية التركي إن جهود الوساطة التي تبذلها الكويت تستحق الاحترام، وتركيا تدعم دائما هذا الدور المحوري الهام، وستواصل ذلك في الفترة المقبلة، مؤكدا أن ما أنجزته الكويت خلال الأزمة الخليجية لم يكن سهلا طوال 4 سنوات.وأضاف: «ما نأمله الآن هو أن يصبح هذا التطبيع دائما بفضل جهود الكويت، وأن تتقدم العلاقات بين الدول الشقيقة نحو الأفضل»، مشددا على أن هذا الوضع سينعكس بشكل إيجابي أيضا على علاقات تركيا مع مجلس التعاون الخليجي والبلدان الشقيقة في المنطقة.وحول العلاقات بين البلدين أوضح جاويش أوغلو أنه اتفق مع الناصر على عقد الاجتماع كل عام في إطار اللجنة المشتركة في حين يعقد نواب الوزراء اجتماعاتهم كل ستة أشهر لتقييم العلاقات على كافة الصعد.وأكد أن الهدف من ذلك تفعيل الآليات المشتركة واستخدامها بشكل فعال لإيصال العلاقات بين البلدين إلى أعلى المستويات مشيراً إلى الزيارات التي أجراها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان وزيارته الرسمية أيضاً إلى الكويت بالإضافة إلى زيارة رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم إلى أنقرة العام الماضي.ولفت إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين بلغ 704 ملايين دولار في عام 2019 بيد أنه تراجع قليلاً العام الماضي، مشدداً على أن الهدف هو بلوغ المليار دولار وفق الخطة الموضوعة بين البلدين.وأضاف أن حجم المشاريع التي تنفذها الشركات التركية في الكويت بلغ 8.5 مليارات دولار مؤكداً استمرار هذه الشركات في مشاريع الكويت لرؤية 2035.ودعا إلى تنويع مجالات التعاون بالعلاقات بين البلدين خصوصاً في قطاع الصناعات الدفاعية في ظل الجائحة التي أثرت على العالم أجمع وتعزيز التعاون في إطار منظمة التعاون الإسلامي.
أهمية لجنة التعاون المشتركة تتمثل في إعطاء إطار مؤسسي للعلاقات الناصر
نأمل أن يكون التطبيع بين دول الخليج دائماً بفضل جهود الكويت أوغلو
نأمل أن يكون التطبيع بين دول الخليج دائماً بفضل جهود الكويت أوغلو