أعيد انتخاب رئيس جيبوتي المنتهية ولايته إسماعيل عمر جيله، لولاية خامسة مدتها خمس سنوات، وقد نال 98.58% من الأصوات، بحسب النتائج المؤقتة التي أعلنها وزير الداخلية مؤمن أحمد شيخ مساء أمس الجمعة.

وقال الوزير عبر التلفزيون العام إن «الرئيس إسماعيل عمر جيله يحصل على 167.535 صوتاً، أي 98.58%، هذه هي النتائج المؤقتة للانتخابات الرئاسية في 9 أبريل 2021»، موضحاً أن النتائج النهائية ستصدر قريباً عن المجلس الدستوري.

Ad

وأدلى الناخبون في جيبوتي الجمعة بأصواتهم لانتخاب رئيس لهم في هذا البلد الاستراتيجي الصغير الواقع في القرن الأفريقي.

وفي مواجهة جيله، بدت فرص فوز المرشح الوحيد المنافس زكريا إسماعيل فارح «56 عاماً» وهو رجل أعمال حديث العهد في السياسة، ضئيلة.

ودُعي حوالي 215 ألف ناخب مسجّل «من أصل 990 ألف نسمة» للتصويت في أحد مراكز الاقتراع الـ529 في البلاد، ومعظمها تقع في العاصمة جيبوتي.

ظهر الجمعة، أدلى عمر جيله الذي كان يرتدي ملابس تقليدية، بصوته وكان يرافقه عدد من المسؤولين والقادة الأمنيين والصحافيين، وقال إنه «واثق جداً جداً»، في تصريح مقتضب باللغة الفرنسية.

وأضاف باللغة الصومالية إن التصويت «جرى بظروف جيدة، الآن سننتظر النتائج».

وترشح جيله الذي يحكم البلاد منذ 22 عاماً، لولاية خامسة وأخيرة نظرياً على رأس البلاد التي تتمتع بموقع استراتيجي على حدود إفريقيا وشبه الجزيرة العربية.

وبموجب الدستور الذي لا يسمح لمن تجاوز الخامسة والسبعين من العمر الترشح للانتخابات، ويفترض أن يكون هذا الاقتراع الأخير للرئيس جيله الذي سيكون قد تجاوز هذا السن في 2026.

بعد إغلاق مراكز الاقتراع، لم يُشاهد فارح في أي مركز اقتراع.

وكتب فارح في وقت سابق في رسالة لـ«فرانس برس» إن «صوتي لا ينفع بشيء، ولا أصوات 80% من شعب جيبوتي»، بدون إعطاء مزيد من التفاصيل.

وفي رسالة ثانية، انتقد فارح بشدة غياب المندوبين في مراكز الاقتراع، ملمحاً على ما يبدو إلى أنه مُنع من الدخول.

لكن رئيس بعثة المراقبة التابعة للاتحاد الإفريقي أحمد تيديان سواري قال للصحافة ظهراً إن فريقه «لم يلتقِ أي مندوبين» تابعين للمعارض في مراكز الاقتراع التي زارها، مشيراً إلى أن ذلك ليس «إلزامياً».

وأكد أن «حتى الآن، كل شيء يجري بحسب القواعد وبهدوء».

شهدت الولايات الأربع الأولى للرئيس ممارسة سلطة استبدادية لم تفسح أي مجال للاحتجاج أو حرية الصحافة، ولكنها اتسمت أيضاً بتحسن الاقتصاد مع تطوير الموانئ والبنى اللوجستية.

وساهم الرئيس في جعل هذه المنطقة الصحراوية الواقعة مقابل أحد أكثر الممرات البحرية ازدحاماً في العالم، مفترق طرق تجارياً تمر من خلاله معظم البضائع المستوردة من قبل جارته إثيوبيا الدولة العملاقة التي لا تملك أي منفذ على البحر.

وتستضيف جيبوتي التي يجاورها عدد من أخطر دول العالم بينها الصومال واليمن، أيضاً قواعد عسكرية أجنبية لفرنسا واليابان والولايات المتحدة، ومؤخراً الصين.

وكانت نسبة المشاركة صباحاً خجولة قبل صلاة الجمعة، إلا أنها تزايدت بعد الظهر.

في مراكز الاقتراع في مناطق مختلف في جيبوتي العاصمة، أظهر الناخبون خطاباً موحداً مؤيداً للرئيس المنتهية ولايته.

وقالت نيمو عثمان إلمي وهي تعمل سكرتيرة وتبلغ 42 عاماً، أثناء الإدلاء بصوتها في حيّ بالبالا الشعبي، إن «رئيس المستقبل هو إسماعيل عمر جيله، نأمل في أن يخرج منتصراً من الانتخابات، ثانياً، إن تطور البلاد جارٍ بفضله، ونأمل الاستمرار في هذا المسار».

وطالبه عدد من الشباب الناخبين وهم غالباً عاطلون عن العمل، بمساعدة الشباب وحتى بتغيير السياسة، لكنهم أكدوا أنهم سيصوّتون له.

في أمبولي، الحيّ الذي ولد فيه فارح، يبدو أن «المرشح المستقل» لا يحظى بإعجاب أكبر.

وقال أيانلي عمر «30 عاماً» وهو مدرّس سابق وعاطل عن العمل حالياً، إن فارح كان «يقطن في أمبولي، لقد كبر هنا، لم نرَ أي شيء فعله من قبل، يُحظى بدعم ضئيل».

ويتوقع أن تبلغ نسبة النمو الاقتصادي في جيبوتي 7% في 2021 بعد انكماش في 2020 مرتبط بانتشار «كورونا»، لكن هذا النمو لا يعود بالفائدة على السكان الذين يعيش 21.1% منهم في فقر مدقع، حسب بيانات البنك الدولي لعام 2017.