تونس وجنوب السودان تدعوان إلى اتفاق حول « سد النهضة »
• عرض إثيوبي للقاهرة والخرطوم مع بدء اختبار بوابات السد
• اتصال تركي بالقاهرة بعد تقارير عن تعليق «التطبيع»
انضمت تونس وجنوب السودان إلى الدول المطالبة بالتوصل إلى اتفاق قانوني ملزم حول تقاسم المياه بين مصر والسودان وإثيوبيا، قبل تشغيل سد النهضة الإثيوبي، وذلك بعد أيام من فشل مفاوضات في كينشاسا، بسبب ما وصفته القاهرة والخرطوم تعنتا من قبل أديس ابابا. وخلال زيارته للقاهرة أمس، أعلن الرئيس التونسي قيس سعيد دعم بلاده الصريح والواضح لمصر في ملف سد النهضة الإثيوبي، مشددا في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أن "أمن مصر القومي هو أمننا"، وأن "تونس لن تقبل أبدا بأن يتم المساس بالأمن المائي لمصر، وأن موقف مصر في أي محفل دولي سيكون موقف تونس".من ناحيته، قال الرئيس المصري إن "الأمن المائي المصري جزء من الأمن القومي العربي"، مؤكدا "ضرورة الحفاظ على الحقوق المائية لمصر باعتبارها قضية مصيرية".
من ناحيته، قال وزير الموارد المائية والري المصري محمد عبدالعاطي إن التعنت الإثيوبي هو السبب في فشل المفاوضات حول سد النهضة، محذرا من الإجراءات الأحادية التي يقوم بها الجانب الإثيوبي فيما يخص ملء وتشغيل السد.لكن الوزير المصري أكد في الوقت نفسه أن وزارته تبذل مجهودات كبرى للتعامل مع التحديات المائية ومواجهة أي طارئ تتعرض له المنظومة المائية.في الأثناء، دخلت دولة جنوب السودان على خط أزمة سد النهضة، إذ قال وزير الري بجنوب السودان مناوا بيتر جاتكوث، عقب لقائه نظيره السوداني ياسر عباس، إن مخاوف السودان من الملء الإثيوبي الأحادي لسد النهضة "مشروعة"، داعيا أطراف المفاوضات إلى ضرورة التوصل الى اتفاق قانوني ملزم حول السد.في المقابل، دعا وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي سيليشي بيكيلي السودان ومصر رسميا أمس الى ترشيح مشغلي السدود لتبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة، والذي سيجري في يوليو وأغسطس، وأن هذه الخطوة من أجل بناء الثقة بين الأطراف الثلاثة حتى اختتام مفاوضات السد برعاية الاتحاد الإفريوقال الوزير الاثيوبي، في رسالة إلى نظيريه المصري والسوداني، إن تعيين المشغّلين سيعجل بالترتيبات المناسبة لتبادل المعلومات وإجراءات بناء الثقة بين الأطراف الثلاثة.وأكدت الرسالة الإثيوبية أهمية الإبرام الفوري للاتفاق على القواعد والمبادئ التوجيهية بشأن الملء الثاني، وفقا للمادة الخامسة من إعلان المبادئ الذي وقعته الدول الثلاث. وأعرب عن حرص بلاده على استضافة أول اجتماع لمنسّقِي ومشغّلي السد في أديس أبابا قريبا.وأفادت مصادر سودانية بأن الخرطوم تلقت بالفعل رسالة من إثيوبيا لترشيح مشغّلين سودانيين لسد النهضة، وأنها تدرسها للرد عليها.وأبلغ مسؤول بالخارجية السودانية وكالة "الأناضول" التركية، بأن إثيوبيا عرضت إطلاع بلاده على تفاصيل الملء الثاني، مضيفاً أن هذا العرض يأتي "من إثيوبيا، مع أنها تبدأ اليوم (السبت) الاستعداد للملء الثاني، بتفريغ ما بين 600 مليون ومليار متر مكعب من الماء لتختبر عمل بوابات السد".كما اعلن السودان حجز 600 مليون متر مكعب من المياه في خزان جبل أولياء تحسبا لملء الثاني.وبالعودة الى زيارة سعيد فقد كشف المؤتمر الصحافي المشترك بين السيسي ونظيره التونسي عن توافق مصري تونسي في عدد من الملفات الإقليمية، وفي مقدمها ليبيا، حيث أكد الطرفان دعمهما للسلطة التنفيذية الليبية التي تم تشكيلها أخيرا لأداء دورها في المرحلة الانتقالية وإجراء الانتخابات في نهاية العام الحالي، وشددا على ضرورة وقف التدخلات الخارجية وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة والإرهابيين الأجانب من ليبيا، بما يضمن استعادتها لاستقرارها الكامل.كما اتفق الجانبان على "دعم القضية الفلسطينية وتعزيز مفهوم الدولة الوطنية، وتعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، من خلال مواجهة التنظيمات الإرهابية دون استثناء".إلى ذلك، وعقب تقارير عن تعليق القاهرة محادثات تطبيع العلاقات مع أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصالا هاتفيا بنظيره المصري سامح شكري، لتهنئته بمناسبة حلول شهر رمضان، في أول اتصال علني بين كبار المسؤولين في البلدين منذ الحديث عن إجراءات تركية للتقارب مع مصر، بما في ذلك الإيعاز لقنوات تبث من إسطنبول بالتوقف عن مهاجمة الحكومة المصرية.