من لا يعود إلى التاريخ بعين ثاقبة سيجد نفسه يسير نحو المستقبل بعيون مغلقة.لذلك عدت إلى محاضر جلسات المجلس التأسيسي، وكذلك محاضر لجنة إعداد الدستور المنبثقة من المجلس التأسيسي في عام 1962.
ومما استخلصت مما ورد فيه حول انتخاب رئيس مجلس الأمة، أن النقاش كان طويلاً لكنه مؤدب وحضاري وفي غاية الرقي، وانتهى بإقرار أن مدة رئاسة مجلس الأمة هي أربع سنوات.ولكن كيف تم الاتفاق على ذلك؟كان هناك اقتراحان؛ إما أن تكون رئاسة المجلس سنة واحدة قابلة لتجديد الثقة سنوياً، وإما أن تكون أربع سنوات.يا ترى مَن صوت لتكون مدة الرئاسة سنة واحدة فقط؟ إليكم الأسماء:الدكتور أحمد الخطيب حمود الزيد الخالد سليمان أحمد الحدادعبدالعزيز حمد الصقرعبداللطيف ثنيان الغانم مبارك عبدالعزيز الحساويمحمد يوسف النصف يعقوب يوسف الحميضي يوسف خالد المخلدالمهم أن النقاش كان هادئاً ومتزناً ومنطقياً، وانتهى بفارق صوت واحد فقط لصالح أن تكون فترة رئاسة مجلس الأمة أربع سنوات.فارق الصوت الواحد أثار روح النكتة لدى العضو يوسف المخلد، وقال مداعباً: "صوت الرئيس عن صوتين ما تحسبه لي؟".وكان الرئيس وقتها هو السيد عبداللطيف محمد ثنيان الغانم...هكذا كان تاريخنا...وهكذا كانت النفوس الصافية...وهذا ما يجعلنا نفتخر به، ونمجد من صنعوه...
أخر كلام
الله بالنور: اللي يفهم يفهم... واللي ما يفهم كيفه!
12-04-2021