للمرة الأولى منذ 14 عاماً، اختار المؤتمر الوطني للحزب الشيوعي الفرنسي فابيان روسل مرشحا للانتخابات الرئاسية عام 2022، بعدما حصد تأييد أكثر من 73 في المئة من بين نحو 800 عضو شاركوا في المؤتمر الذي أقيم عبر تقنية الفيديو، أمس الأول، بينما زادت زعيمة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف مارين لوبن من فرصها في الفوز بالجولة الأولى من الانتخابات، وفقاً لآخر استطلاع.وقال روسل (51 عاماً) بعد التصويت "أطلب من القوى اليسارية الأخرى والمدافعين عن البيئة احترام خيارنا"، مضيفاً "دعونا نعمل معاً في ظل احترام تنوعنا".
وناشد أطياف اليسار، من أحزاب ومواطنين، من أجل "إبرام ميثاق لعام 2022".وهذه المرة الأولى منذ 2007 التي يقدّم فيها الحزب الشيوعي مرشحاً إلى الانتخابات الرئاسية. ففي المرتين السابقتين، في 2012 و2017، وقع الخيار على دعم اليساري جان لوك ميلانشون، زعيم حركة "فرنسا المتمردة" الذي حصل على نسبة 19.58 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى لانتخابات 2017.وسيتعيّن على أعضاء الحزب البالغ عددهم نحو 50 ألفا، إقرار ترشيح روسيل في 9 مايو.وصوّت 73.57 في المئة من أصل 889 مندوبا لمصلحة السكرتير الوطني للحزب، فيما حصل كل من المرشحَين الآخرين، إيمانويل دانغ تران وغريغوار مونك، على 1.97 في المئة من الأصوات. وامتنع 22.48 في المئة عن التصويت.وانتخِب روسل سكرتيراً وطنياً في 2018 وسط تعهّده بأن يكون للحزب الشيوعي مرشحاً في 2022.وحسب استطلاع للرأي أجراه معهد "ايفوب ـــ فيدوسيال" لمصلحة "جورنال دو ديمنش" و"سود راديو"، أمس الأول، فإن زعيمة حزب "التجمع الوطني" لوبن (25 إلى 27 في المئة) والرئيس الليبرالي إيمانويل ماكرون (23 إلى 28 في المئة) سيخوضان جولة الإعادة من "الرئاسية".وتوقّع الاستطلاع زيادة لوبن من فرصها في الفوز بالجولة الأولى.وأظهر الاستطلاع أن لوبن ستأتي في المرتبة الأولى في 6 سيناريوهات من أصل 10 في الجولة الأولى إذا تم الإدلاء بالأصوات اليوم. وأضاف الاستطلاع أنها ستتعرض للهزيمة بعد ذلك في الجولة الثانية بين المرشحين الأولين، بنسبة 46 في المئة في جولة الإعادة مقابل 54 في المئة لماكرون.ونقلت وكالة "بلومبرغ" الأميركية للأنباء عن فريدريك دابي، نائب المدير العام للمعهد، ان "النتائج تعكس ديناميكية لوبن القوية، وكذلك الصعوبات التي يواجهها الرئيس ماكرون في سياق الأزمة الصحية، لم يحدث من قبل مع تبقي عام واحد فقط على الانتخابات، أن يحصل مرشح التجمع الوطني على مثل هذه النتائج".ويكافح ماكرون لإرضاء الناخبين في وقت تواجه البلاد زيادة جديدة في الإصابات بـ"كوفيد 19"، ليقترب عدد الوفيات بسبب الوباء إلى ما نحو 100 ألف وفاة، وقد أمر الرئيس بإغلاق البلاد في 3 الجاري بعد تأجيل القرار لأسابيع.وانخفضت نسبة التأييد له نقطة واحدة إلى 33 في المئة في أوائل أبريل، وفقاً لاستطلاع أجراه معهد "ايلابي" ونشر الأسبوع الماضي، وأظهر الاستطلاع أن 63 في المئة من المستطلعة آراؤهم لا يثقون بماكرون، بزيادة 3 نقاط عن الاستطلاع السابق.وكانت لوبن أعلنت في مؤتمر صحافي الجمعة الماضي، انها ستخوض انتخابات 2022، معربة عن اعتقادها بأن فوزها أمر محتمل جدا. وكان الرئيس الحالي ماكرون فاز على لوبن في انتخابات عام 2017.وعلى يسار المشهد، تشير نتائج الاستطلاع إلى حصول ميلانشون على أفضل نتيجة، ما بين 10 إلى 13.5 في المئة من الأصوات. بيد أنّ أيا من مرشحي الحزب الاشتراكي أو المدافعين عن البيئة أو الشيوعيين يتخطى نسبة 10 في المئة من نوايا التصويت، حتى في حالة الترشح المشترك بين هذه الأطراف الثلاثة، حسب استطلاع "ايفوب-فيدوسيال" لمصلحة "جورنال دو ديمنش" و"سود راديو".وبين المرشحين اليمينيين خافيير برتران وفاليري بيكريس، وميلانشون، والاشتراكيون آن إيدالغو وآرناؤود مونتبورغ ويانيك يادو البيئي، إلا أن فرصهم ليست كبيرة في تجاوز الجولة الأولى.
إدانات
على صعيد آخر، ومع اقتراب شهر رمضان الذي يبدأ في فرنسا اليوم، ندّدت الحكومة الفرنسية بتشويه جدران مركز ثقافي إسلامي يستخدم كمصلى في مدينة رين غرب البلاد، بشعارات مناهضة للإسلام، وقالت إن "الهجوم على المسلمين هو هجوم على الجمهورية"، فيما أعلن مكتب النائب العام المحلي فتح تحقيق.وتصدّر وزير الداخلية جيرالد دارمانان موجة الإدانة السياسية للحادثة التي تأتي بعد أيام من اعتداء مماثل على مسجد غرب فرنسا ووسط، ما يعتبره بعض المسلمين عداء متزايدا تجاههم.وقال دارمانان إنه "اعتداء مقزز على حرية الاعتقاد الديني، وإن المسلمين يستحقون الحماية ذاتها التي تنعم بها أي طائفة دينية أخرى في فرنسا". وأضاف بعد زيارته للمكان "الهجمات على المسلمين هي هجمات على الجمهورية".في المقابل، ردّت لوبن على "تويتر" على موقف دارمانان قائلة: "من فضلك سيد دارمانان، لا تعطي الانطباع بأن هناك معايير مزدوجة وتعبّر عن سخطك عند الاعتداء على المساجد والمعابد والكنائس".كما أدانت الحادثة رئيسة بلدية المدينة الاشتراكية ناتالي أبير، وعضو مجلس الشيوخ اليمينية عن حزب "الجمهوريين" فاليري بوييه.ومن بين العبارات التي كتبت بالطلاء على المبنى "الكاثوليكية دين الدولة" و"لا للأسلمة".ووصف "المركز الفرنسي للديانة الإسلامية"، الذي يعد أحد الكيانات الرئيسية الممثلة للمسلمين في فرنسا، الواقعة بأنها "عدوان لا يحتمل".من جهته، أدان رئيس المجلس الإقليمي للمسلمين محمد زيدوني "العبارات الفاحشة". وقال: "نحن أبناء الجمهورية، ونجد أنفسنا في مواجهة الكراهية والعنف والوحشيّة".ووجهت تهم الجمعة الماضي إلى شاب من النازيين الجُدد يبلغ 24 عاما لتوجيهه تهديدات إلى مسجد في لومان الواقعة أيضا غرب فرنسا.