لبنان يتشدد في «الترسيم» مع إسرائيل... والعين على سورية
قبل ساعات من وصول مساعد وزير الخارجية الأميركي ديفيد هيل إلى بيروت، في زيارة وداعية قبل أن يسلم مهامه لخليفته فيكتوريا نولاند، وقّع لبنان، أمس، مرسوما يوسع المنطقة التي يطالب بها في مفاوضاته حول ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل التي ترعاها واشنطن، بينما تبقى الأنظار مشدودة الى ما إذا كانت بيروت ستبادر الى اجراء مفاوضات مماثلة وبنفس الحدة مع سورية، التي تبين وجود مشكلة كبيرة معها بشأن الحدود البحرية. ويضيف التعديل، الذي أُدخل على المطالب اللبنانية الأصلية المقدمة إلى الأمم المتحدة، نحو 1400 كيلومتر مربع إلى المنطقة الاقتصادية الخالصة التي يطالب بها لبنان.وبدأت المفاوضات بين لبنان وإسرائيل في أكتوبر، بوساطة واشنطن ورعاية الامم المتحدة، في محاولة لحل النزاع على الحدود البحرية بينهما، وهو ما عطّل اكتشاف موارد في المنطقة التي قد تكون غنية بالغاز، والمحادثات التي توجت جهودا دبلوماسية بذلتها واشنطن على مدى ثلاث سنوات متوقفة منذ ذلك الحين.
ويحتاج المرسوم، الذي وقعه وزير الأشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الأعمال ميشال نجار، إلى توقيع رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزيرة الدفاع ورئيس الجمهورية، تمهيدا لإحالته إلى الأمم المتحدة ليصبح مطالبة رسمية بتسجيل الإحداثيات الجديدة للمنطقة.وقال نجار، في مؤتمر صحافي، إنه يتوقع ألا يواجه توقيع المرسوم أي عقبات لتمريره، لأن وزيرة الدفاع ورئيس الوزراء ورئيس الجمهورية حريصون على ذلك، مضيفا: «لا نتهاون بأي شبر من أرض الوطن ولا بأي نقطة من مياهه أو ذرة من كرامته». وفي القدس، ذكر وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز ان الخطوة اللبنانية الجديدة ستخرج المفاوضات عن مسارها بدلا من أن تساعد في العمل على التوصل لحل مشترك، وأضاف في بيان: «بالطبع سترد إسرائيل على الإجراءات اللبنانية الأحادية الجانب بإجراءات موازية».وتضخ إسرائيل بالفعل الغاز من حقول بحرية ضخمة، لكن لبنان لم يكتشف بعد احتياطيات غاز بكميات تجارية في مياهه.ولبنان الذي يعاني من انهيار مالي يهدد استقراره بحاجة ماسة للسيولة، وهو يواجه أسوأ أزمة اقتصادية منذ الحرب الأهلية التي دارت بين 1975 و1990.ويأتي هذا الموقف اللبناني المفاجئ بينما تتصاعد الضغوط على السلطات لتتفاوض مع سورية بشأن 750 كيلومترا مربعا أظهر عقد وقعته سورية مع شركة روسية أن دمشق قضمتها من الحدود البحرية مع لبنان. ويقول مراقبون إن التشدد اللبناني مع إسرائيل قد يكون مقدمة لمفاوضة سورية بنفس التشدد على أساس مبدأ «توحيد المعايير».وجاء توقيع المرسوم قبل ساعات من وصول هيل، الذي تولى ملف المفاوضات الإسرائيلية - اللبنانية لمدة 3 سنوات الى بيروت، في إطار جولة وداعية الى المنطقة.ويقول الصحافي جوني منير إن «تعيين نولاند التي تعتبر خبيرة في شؤون منطقة اوراسيا بدل هيل الخبير في شؤون الشرق الاوسط، يعطي انطباعا واضحا بأن الاهتمام الاميركي بشؤون الشرق الاوسط سيتراجع بعض الشيء، لكن لا يعني ابدا الانكفاء بل ترتيب جديد لسلم الاولويات».