هل تتحسن حظوظ مارين لوبان بعد أزمة كورونا؟
![سلايت](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
كان لافتاً أن يختار ماكرون مساعدة لوبان بنفسه، فطوال أشهر، اعتبرت الأحزاب من جميع الأطياف السياسية أن ماكرون أصبح أضعف من أن يواجه المرشّحين باسمها وقد بذل قصارى جهده لمواجهة لوبان مجدداً. لكن تُعتبر هذه الأحزاب نفسها مسؤولة عن المشاكل التي تواجهها، فقد تعرّض الحزب الاشتراكي الفرنسي لهزيمة مهينة في انتخابات 2017 وأصبح اليوم أضعف من أي وقت مضى ولن تسمح أي تحركات أخرى بِلَمّ شمل معسكر اليسار. تضرر معسكر اليمين أيضاً بسبب حزب "الجمهوريين" الذي تعرّض بدوره لهزيمة مريعة في 2017، ثم واجه سلسلة من الفضائح التي طاولت شخصيات بارزة مثل نيكولا ساركوزي وفرانسوا فيون.أصرّ ماكرون، في خطابٍ ألقاه أمام أعضاء حزبه، "الجمهورية إلى الأمام"، على اعتبار حزب "التجمع الوطني" منافسه الوحيد، فقال: "يجب أن نعيد التأكيد على هذه المعارضة التي عبّر عنها الفرنسيون أنفسهم". كان ماكرون قد ألقى هذا النوع من الخطابات التشجيعية قبل أن يصبح الوباء محور الانشغالات الفرنسية ويصبّ التركيز على الأخطاء والإخفاقات الحكومية، لكنه حاول هذه المرة تحويل أنظار الرأي العام إلى لوبان، وفي منتصف فبراير الماضي، وافق ماكرون على تنظيم مناظرة متلفزة بين لوبان ووزير الداخلية المتشدد غيرالد دارمانان. أكدت تلك المناظرة على حتمية المواجهة بين ماكرون ولوبان، لكنها سمحت للرئيس الفرنسي أيضاً باستمالة الناخبين الذين يميلون إلى دعم لوبان، ونتيجةً لذلك، حصل تطوّر لافت حين تعرّضت لوبان لموقف محرج أمام دارمانان باعتبارها متساهلة أكثر من اللزوم مع المتطرفين الإسلاميين.مع مرور كل يوم جديد، تزداد استراتيجية ماكرون القاتمة شَبَهاً بالآلة المدمّرة الواردة في فيلم Dr. Strangelove للمخرج ستانلي كوبريك: كان هذا الجهاز يهدف إلى منع اندلاع حرب نووية عبر ضمان وقوع كارثة حتمية إذا قرر أي طرف إطلاق حرب مماثلة. من خلال حصر المنافسة بمرشّحة لن يدعمها معظم الفرنسيين برأي ماكرون، يجازف الرئيس بمواجهة رد تلقائي وكارثي خلال الانتخابات المرتقبة في السنة المقبلة.