في مواجهة الاتهامات الغربية بالتصعيد عبر حشد القوات، وتسليح الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لها في منطقة دونباس، اتّهمت موسكو، أمس، الولايات المتحدة وغيرها من الدول المنضوية في حلف شمال الأطلسي بتحويل أوكرانيا إلى «برميل بارود»، بعدما دق الغرب ناقوس الخطر حيال حشد الجنود الروس على الحدود الأوكرانية.

وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف للصحافيين، إن الدول الغربية تزيد إمداداتها من الأسلحة إلى أوكرانيا. وتابع: «يجب أن تفهم الولايات المتحدة أن خطر وقوع الحوادث مرتفع، ونحذر الولايات المتحدة من أنه من الأفضل بالنسبة لها أن تبتعد عن القرم وساحلنا في البحر الأسود. وهذا سيكون أفضل بالنسبة لها».

Ad

ووصف ريابكوف دخول سفن حربية أميركية حوض البحر الأسود بالعمل الاستفزازي.

وقال: «لا أود الخوض في الأسئلة والتفسيرات المتعلقة بماهية حرية الملاحة، وحرية البحر، لكن أعرف شيئا واحدا هو أن السفن الحربية الأميركية بالقرب من شواطئنا ليس لديها ما تفعله هنا على الإطلاق، وهذه إجراءات استفزازية من قبلهم».

وكانت وزارة الخارجية التركية قالت الاسبوع الماضي، إن واشنطن أبلغت أنقرة بمرور سفينتيها العسكريتين بالبوسفور إلى البحر الأسود حيث ستتواجدان ابتداء من 14 و15 الجاري حتى 5 مايو القادم.

وأوضح ريابكوف، ان الجانب الأميركي يختبر موسكو ويضغط على أعصابها، لكنه لن يفلح في تحقيق شيء.

وأضاف أن موسكو ستستمر في حماية السكان الناطقين باللغة الروسية في جنوب شرقي أوكرانيا، منتقداً في الوقت نفسه التصريحات الأميركية التي أشارت إلى أن موسكو ستدفع ثمن الأعمال العدائية في شرق أوكرانيا، مشددا على أن استخدام مثل هذه اللغة تجاه روسيا يعد أمراً غير مقبول.

وأكد أن بلاده ستستمر في الدفاع عن مصالحها ومصالح المواطنين الناطقين باللغة الروسية.

إلى ذلك، أكد وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، أن موسكو نشرت قوات على حدودها الغربية للقيام بـ «تدريبات قتالية» ردا على أنشطة حلف شمال الأطلسي العسكرية التي تهدّد روسيا. وأضاف: «اتّخذنا إجراءات مناسبة، وتم بنجاح نقل جيشين وثلاث وحدات من قوات الإنزال الخاصة في مناطق التدريب».

إنزال سفن

في سياق متصل، أعلنت موسكو أن سفن الإنزال وزوارق المدفعية التابعة لأسطول قزوين البحري الروسي، تمكنت أثناء التدريبات الدورية، من إنجاز رحلة معقدة تشمل البحار والأنهار. وتضمنت الرحلة بحري قزوين وأزوف وكذلك البحر الأسود ونهري الفولغا والدون، فضلا عن عبور القناة المائية التي تربط بين النهرين، مع العلم أن نهر الفولغا يصب في بحر قزوين، أما نهر الدون فيصب في بحر أزوف.

كييف

وفي كييف، طالبت الرئاسة الأوكرانية، أمس، الولايات المتحدة بنصب منظومات صواريخ «باتريوت» المضادة للطائرات على الأراضي الأوكرانية، بينما أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني للتكامل الأوروبي والأوروبي الأطلسي أولغا ستيفانيشينا، امس، ان بلادها تنتظر من الغرب خطوات عملية لمواجهة الاستفزازات الروسية في دونباس.

وكان الجيش الأوكراني أعلن أمس، مقتل أحد جنوده وإصابة اثنين في هجوم لطائرة مسيرة تابعة للانفصاليين الموالين لروسيا على مواقع للجيش الأوكراني قرب بلدة ميروسكي شرقي البلاد.

الأطلسي

وفي بروكسل، حضّ الأمين العام حلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا على وضع حد لحشد قواتها «غير المبرر» حول أوكرانيا، ووقف استفزازاتها وخفض التصعيد فورا».

وأكد خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية أوكرانيا دميتري كوليبا، دعم الحلف وحدة الأراضي الأوكرانية وسيادتها، مشددا على أن الحلف يعزز وجوده في حدود أوروبا الشرقية، لمواجهة الحشد الروسي.

غزو أوكرانيا

وحذر سفير الولايات المتحدة السابق لدى روسيا مايكل ماكفول من أن «التوترات المستمرة بين روسيا وأوكرانيا قد تؤدي إلى حرب شاملة بين جيشين هائلين».

وقال ماكفول الذي شغل المنصب بين عامي 2012 و2014 عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم إن «أوكرانيا لن تتردد في الرد إذا قرر الكرملين شن هجوم على الجانب الشرقي من البلاد لتحرير المتحدثين باللغة الروسية المقيمين هناك». وأضاف: «إذا حدث ذلك، فإن الحكومة الأوكرانية والجيش الأوكراني سيردان، وليس لدي أدنى شك في أنهم سيفعلون، وبعد ذلك ستندلع حرب في أوروبا بين جيشين هائلين».

وتأتي تصريحات السفير السابق بعد أن قال مذيع الأخبار الروسي، ديمتري كيسليوف، إن البلاد «على بعد خطوة واحدة من الحرب»، ووصف أوكرانيا بأنها دولة «نازية»، وأضاف أن «روسيا يمكن أن تُجبر على نزع النازية بالقوة، وذلك سيؤدي إلى الانهيار الاقتصادي والعسكري لأوكرانيا».