• هل غاب تقدير العالم للحضارات الشرقية؟ وهل غابت نماذج النجاح الإداري في الشرق؟ ولماذا تبدو وكأنها أصيبت بآفات تاريخية؟ وهل صحيح أن دول الشرق الأوسط لا تعرف الإصلاح والتغيير؟ لا يخفى على أحد أن حضارة الشرق جاءت نتاج أقدم مجتمعات قومية عرفها التاريخ، على سبيل المثال لا الحصر مصر والصين واليابان وفيتنام وغيرها، ونشأت منها الديانات القديمة وتوحدت الفلسفات والأيديولوجيات الدينية والقومية، لذا فقصص النجاح الخاصة بتطورها وصعودها تستحق القراءة والاستفادة. • هل سيأتي ذلك اليوم الذي تحقق فيه دول الخليج ما حققته دول شرقية وغربية بإرثها التاريخي في مؤسساتها التعليمية من معجزات إدارية وجاذبية استثمارية؟ ولمَ لا، فقد حققت في الماضي النجاح واستحوذت على النصيب الأكبر في صقل المهارات التجارية لأبناء المنطقة، بالإضافة إلى الإدارة المتميزة للموانئ التجارية كالبحرين والبصرة والكويت وعمان، قبل مرحلة ظهور النفط، وهي قصص نجاح جمعت الابتكار بالإدارة الجيدة والاستثمار السليم المثمر بالموارد البشرية، فهل نحن مستعدون لإعادة إنتاج قصص النجاح؟
• الفرص أمام دولنا الخليجية الآن لصياغة نماذج إدارية خاصة بنا، عبر الإصلاح وتجربة التحديث واستحداث استراتيجية للتغيير من خلال الإصلاح الإداري بأنواعه المتعددة والتي تتضمن "الإصلاح المتدرج"، وهو الذي يطبق من داخل الجهاز الإداري ويتسم بالبطء في مرحلة التطبيق، لكن النتيجة فعالة على الأمد الطويل، ومن الدول الشرقية التي طبقته إندونيسيا وسنغافورة وماليزيا، أما النموذج الآخر فهو "الإصلاح عبر الصدمة" وهو الأسلوب الذي اتبعته اليابان بعد الحرب العالمية الثانية من خلال الإقالة الشاملة وإعادة التعيين وتحويل المسار الإداري إلى نموذج الإنتاجية العالية.• كلمة أخيرة:نجحت مملكة البحرين في إدارة الأزمة الصحية، واستكملت ذلك النجاح بابتكار تطبيق "أبليكيشن" إجباري لكل مواطن ومقيم يرصد وقت التطعيم وعدد الجرعات وآخر إصابة بكورونا، الأمر الذي ساعدهم في السماح للمطعمين فقط بالصلاة في المساجد ودخول المجمعات التجارية، أما في الكويت ووسط غياب التطعيم عن العمالة التي تجهل استخدام نظام منصات التسجيل ستقف العمالة السائبة وسط المصلين في المساجد ووسط صمت الحكومة المريب تجاه انتشار الوباء وتمسكها باستراتيجية أكل عليها الدهر وشرب، فإلى متى؟ مبارك عليكم الشهر الفضيل.
مقالات
أسئلة تبحث عن إجابات
14-04-2021