لا يمكن لنادي ليفربول الانكليزي، في حال أراد أن يحقق "ريمونتادا" جديدة في مسابقة دوري أوروبا، أن يعتمد على موجة من الشغف أو ألوان أو حتى ضجيج جماهيره في مدرجات ملعب "أنفيلد" لكي يستلهم منها قصة نجاح، عندما يستقبل اليوم ريال مدريد الاسباني في إياب ربع النهائي بعد الخسارة ذهابا 1-3.

ويسعى "الريدز" لبلوغ المربع الذهبي للمسابقة الأوروبية الأعرق، للمرة الثالثة في الأعوام الأربعة الأخيرة، ولكن عليه بداية أن يطلب من مدربه الألماني يورغن كلوب أن يمنح جرعة ثقة للاعبيه واعتماد خطة ناجحة تقود إلى إقصاء أحد عمالقة الكرة الاسبانية.

Ad

دخل كلوب تاريخ ليفربول من بابه الواسع، بعدما قاده إلى تتويجه السادس بالكأس صاحبة الأذنين الكبيرتين في عام 2019، وإلى أوّل لقب في الدوري الممتاز في عام 2020 بعد 30 عاماً من الانتظار. غير أن هذا المدرب صاحب الشخصية الفذّة، لم يكن قادراً على منع سقوط فريقه من أعالي القمم في هذا الموسم.

فقبل 7 مباريات على نهاية الـ "بريميرليغ"، خسر ليفربول لقبه حيث يتأخر في المركز السادس بفارق 22 نقطة عن المتصدر مانشستر سيتي.

ويمكن أن يأتي الخلاص بالنسبة لأبطال أوروبا على الساحة الأوروبية، على الرغم من أن الفريق خاض شوطاً أوّل كارثياً أمام ريال على ملعب "ألفريدو دي ستيفانو".

ولكن خسارة "الحمر" أمام ريال ليست بقساوة الخسارة ذهاباً أمام مواطنه برشلونة (صفر-3) قبل عامين في نصف النهائي، وذلك قبل أن يزور النادي الكتالوني ملعب "أنفيلد" في أمسية ستبقى خالدة في الأذهان كأجمل الذكريات الكروية حين تمكن من قلب تخلفه إلى فوز برباعية نظيفة، في طريقه لإحراز اللقب.

وإلى جانب عامل المدرجات الخالية، لعبت الاصابات دوراً مهماً في تراجع مستوى الفريق في ظل غيابات مؤثرة وتحديدا في خط الدفاع أمثال الهولندي فيرجيل فان دايك وجو غوميز والكاميروني جويل ماتيب ولاعب الوسط القائد جوردان هندرسون المتكرّر غيابهم عن زيارة مدريد.

كما تأثر الموسم الاول للوافدين الجديدين الاسباني تياغو ألكانتارا القادم من بايرن ميونيخ الالماني والبرتغالي ديوغو جوتا المنتقل من ولفرهامبتون بسبب الاصابات الطويلة.

وشملت الانتقادات أيضاً كلوب، الملام بالدرجة الأولى على الفشل أمام ريال، وذلك بعد قرار التخلي عن تياغو لمصلحة الغيني نابي كيتا، في ثاني مشاركة للأخير منذ ديسمبر، في ذهاب ربع النهائي أمام نادي العاصمة الاسبانية الاسبوع الماضي قبل أن يقدم على تغيير الثاني بالأول في الدقيقة 42.

قبلها، سيطر أصحاب الأرض وتقدموا 2-صفر بفضل هيمنة ثلاثي الوسط البرازيلي كازيميرو والألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش.

كما أن قرار إرجاع البرازيلي فابينيو إلى وسط الدفاع لتعويض غياب الثلاثي الدفاعي للاصابة معظم هذا الموسم، خدم أيضاً كعامل سلبي على أرض الملعب.

ومن المتوقع أن يجمع كلوب بين تياغو وفابينيو اليوم من أجل محاولة الحد من موهبة لاعبي ريال في الوسط، لكن أمام المدرب الألماني أيضاً خيارات حاسمة عليه اتخاذها في المقدمة.

ويبدو أن صبر كلوب بدأ ينفد بسبب تراجع مستوى السنغالي ساديو ماني والبرازيلي روبرتو فيرمينو، حيث عمد إلى وضعهما على مقاعد البدلاء في مباراة من مباراتي الفريق الاخيرتين.

ومع إدراك كلوب أن فريقه يحتاج لتسجيل أكبر كمية ممكنة من الأهداف، وإن كان قرر وضع ثقته بجوتا والمصري محمد صلاح في الهجوم، فعلى هذين اللاعبين أن يهزا الشباك في حال أراد مدربهم اعادة اكتشاف لمساته السحرية.

سيتي لمواصلة المشوار

من جانبه، يحل مانشستر سيتي الإنكليزي ضيفا على بوروسيا دورتموند الألماني اليوم، في إياب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.

وقبل أقل من شهرين على نهاية الموسم، لا يزال سيتي منغمسا في عملية البحث عن رباعية تاريخية: دوري أبطال أوروبا، والدوري، والكأس، وكأس الرابطة في إنكلترا.

مجرد تخطي ربع نهائي دوري الأبطال سيكون سابقة لمدرب سيتي الإسباني بيب غوارديولا، القادم قبل 5 سنوات إلى الفريق المملوك إماراتيا.

ويسافر الفريق الأزرق السماوي إلى دورتموند بعد حسمه مباراة الذهاب بفوز "مفخخ" 2-1.

ويعول السيتيزنس على مدربه العبقري غوارديولا، إلى جانب النجم البلجيكي كيفين دي بروين، الذي مدد تعاقدته مع النادي بصفقة قياسية.

وعلى الطرف الآخر يعول دورتموند على هدافه هالاند، الذي يعتبر أحد أبرز نجوم الموسم الحالي في القارة الأوروبية، وسيكون هالاند ورفاقه مطالبين بتقديم كل امكاناتهم لتخطي الصعوبات أمام الفريق الإنكليزي.