في أكبر تصعيد إيراني من نوعه، أعلن كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين إن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 في المئة، وأنها ستضع 1000 جهاز طرد مركزي إضافي في منشأة نطنز النووية التي تعرّضت لهجوم يعتقد انه إسرائيلي هذا الأسبوع.ويأتي هذا التصعيد الكبير ردا على هجوم نظنز، كما أعلن عراقجي. ومن أجل أغراض الطاقة وتوليد الكهرباء يتعيّن تخصيب اليورانيوم إلى ما بين 3 و5 بالمئة فقط، في حين يتعيّن زيادة نسبة تركيزه إلى مستويات أعلى من 80 بالمئة، أو ما يعرف باسم النقاء المثالي لصنع سلاح نووي.
إلى ذلك، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن مهاجمة منشأة نطنز النووية الإيرانية «محاولة من الكيان الصهيوني لإيجاد موطئ قدم في الخليج»، محذراً من أن هذا «أمر خطير سيزعزع الاستقرار في المنطقة».وخلال استقباله وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أشاد روحاني بمواقف روسيا ودعمها لإيران بالمفاوضات النووية الجارية في فيينا، مؤكداً أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون الدفاعي والعسكري، نظراً لرفع حظر التسلح عن إيران.
ظريف والمقامرة السيئة
بدوره، وصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في مؤتمر صحافي مع لافروف، الهجوم على نطنز بأنه «مقامرة بالغة السوء»، زاعماً أنها ستعزز موقف طهران في محادثات فيينا لإحياء الاتفاق النووي.وقال ظريف: «إذا ظنت إسرائيل أن الهجوم سيضعف يد إيران في المحادثات النووية فإنها تكون بذلك قد لعبت مقامرة بالغة السوء، وعلى العكس سيعزز موقفنا، وإن ظنت أن بإمكانها وقف الجهود الرامية إلى رفع العقوبات المفروضة على الشعب فإنها قامت برهان سيئ جداً، وأطمئنكم بأن أجهزة طرد مركزي أكثر تطوراً ستوضع في منشأة نطنز في القريب العاجل».وأضاف: «لا مشكلة لدينا في العودة إلى التزاماتنا، لكن ليعلم الأميركيون أنه لا العقوبات ولا أعمال التخريب ستزودهم بأدوات للتفاوض، وأن هذه الأعمال من شأنها أن تجعل الوضع أكثر تعقيداً بالنسبة لهم».واختلفت تقديرات المراقبين بين من أشار الى أن واشنطن قد تكون سمحت لإسرائيل بالهجوم للضغط على طهران في المفاوضات وبين من تحدث عن رسالة اسرائيلية لإدارة بايدن بشن الهحوم، بالتزامن مع زيارة وزير الدفاع الأميركي لويد اوستن الى تل أبيب.لافروف
في المقابل، ذكر لافروف أنه لا يوجد أي عوائق أمام تعزيز التعاون مع طهران في كافة المجالات بما فيها الدفاعي، مشيراً إلى أهداف مشتركة ومتقاربة فيما يخص التعاون الإقليمي والدولي.وأكد لافروف أن الحل الوحيد لإحياء الاتفاق النووي هو عودة واشنطن إلى الاتفاق من دون قيد أو شرط، وتنفيذ بنوده وتطبيق القرار 2231، لافتاً إلى أنه «ليس من المفيد الطلب من طهران القبول بتعهدات خارج ما جاء في الاتفاق النووي».وحمل لافروف بقوة على الاتحاد الأوروبي واتهمه بتهديد الجهود الجارية حالياً في فيينا بفرضه عقوبات على مسؤولين أمنيين إيرانيين، لدورهم في القمع العنيف لتظاهرات نوفمبر 2019. وقال لافروف: «في الاتحاد الأوروبي لا تنسيق بتاتاً، فاليد اليمنى لا تعرف ما تفعله اليسرى، هذا أمر مؤسف، وإذا اتُخذ القرار عمداً في خضم محادثات فيينا الهادفة إلى إنقاذ الاتفاق النووي، فهذا ليس مؤسفاً بل هو خطأ أفظع من جريمة».رد من الدخل
ورغم أن المؤشرات تفيد بأن طهران «ستبلع الموسى» مجددا و»ستتجرع سم» ضربة نطنز لعدم التأثير على مسار فيينا، شدد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، أمس، على أن «هناك العديد من القرائن على تورط الكيان الصهيوني بهجوم نطنز، والرد سيكون داخل أرض من نفذ الاعتداء في الوقت المناسب».حرب السفن
الى ذلك، أبلغ ثلاثة مسؤولين إسرائيليين أن كبار مسؤولي الأمن القومي من الولايات المتحدة وإسرائيل عقدوا أمس جولة ثانية من المحادثات الاستراتيجية بشأن طهران.ووفق موقع «أكسيوس»، فإن الحوار الاستراتيجي يقوده مستشار الأمن القومي جيك سوليفان ونظيره الإسرائيلي مائير بن شبات، بمشاركة مسؤولين من مختلف وكالات الأمن القومي والاستخبارات وتم عقده عبر الفيديو، موضحة أن الجولة الأولى من المحادثات الشهر الماضي ركزت على المعلومات الاستخباراتية المحيطة ببرنامج إيران النووي والثانية على أنشطتها الإقليمية في سورية ولبنان والعراق واليمن، وأيضاً محادثات فيينا، فضلاً عن الهجمات الأخيرة على السفن الإيرانية والإسرائيلية في البحر الأحمر والخليج العربي.جاء ذلك بينما افادت وسائل اعلام مقربة من ايران عن تعرض سفينة اسرائيلية لهجوم في الخليج .