عقدت "الحملة الدولية للدفاع عن القدس"، والتي تضم شخصيات وممثلين عن مؤسسات كويتية وفلسطينية وأردنية اجتماعاً افتراضياً، لبحث سبل منع السلطات الإسرائيلية المحتلة من تهجير 19 عائلة فلسطينية من منازلها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، معلنة تشكيل جماعة ضغط كويتية في إطار الحملة لدعم مواطني القدس.

وقال رئيس الحملة، جودت مناع، في بداية الاجتماع، إن "أبرز أهداف الحملة في الوقت الراهن الوقوف مع مواطني القدس في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي وجماعات المستوطنين العسكرية، التي تلاحق في محكمة عسكرية إسرائيلية بغطاء مدني عشرات العائلات الفلسطينية في القدس لتهجيرها وإحلال المستوطنين مكانها".

Ad

ومن جهته، شدد خطيب المسجد الأقصى المبارك، الشيخ عكرمة صبري، على ضرورة أن "تكون البوصلة موجهة إلى القدس في هذه الأيام، وبخاصة انشغال بعض الدول العربية في الخلافات والصراعات الدموية، مما ادى إلى تناسي هذا الموضوع".

وأشار الى أن "حي الشيخ جراح في القدس في صلب اهتمام هذه الحملة، خصوصا بعد توجيه إخطار لسبع عائلات يجبرهم على مغادرة منازلهم"، محذرا من انه "إذا تم ذلك فستنفرط المسبحة، وسيقود لترحيل عائلات أخرى لذلك يجب منع تهجيرهم".

خطوات عملية

من جانبه، قال رئيس لجنة "كويتيون لأجل القدس"، د. سعود العنزي، المستشار التنفيذي لجريدة "الجريدة"، إن "ما يحدث في القدس يتجاوز القضية الفلسطينية بشكل كبير"، داعيا الى "تحديد خطوات عملية لنستطيع تقديم العون الذي يفيد هذا التحرك بمشاركة مؤسسات كويتية".

أما السفير السابق للبوسنة في الكويت من أصل أردني والخبير بالشأن القانوني الدولي، د. ياسين رواشدة، فقد اشاد بدور الكويتيين في دعم القضية الفلسطينية، ودعا لتلبية احتياجات المقدسيين ليتمكنوا من الصمود

في منازلهم وعلى أرضهم.

إلى ذلك، أوضح مستشار ملف القدس، والسفير السابق لمنظمة التعاون الإسلامي في فلسطين، المحامي أحمد الرويضي، أن خطة الاستيطان الإسرائيلية الجديدة في ثلاثة أحياء في القدس المحتلة، لافتاً الى أن "حي الشيخ جراح به 28 منزلا، وقد تم تهجير سكان ثلاثة منازل سابقا مكونة من عدة عائلات هي الكرد، وحنون، وغاوي".

وتحدث الرويضي عن 88 منزلا آخر مهددة بالهدم في منطقة البستان في حي سلوان تحت ذريعة "المصلحة العامة"، لإقامة حديقة توراتية في منطقة تطلق عليها بلدية القدس الإسرائيلية "الحوض المقدس".

وتابع: "أما الحي الثالث الذي يقع قرب حي البستان جنوب المسجد الأقصى المبارك فهو حي بطن الهوى وأرضه خمسة دونومات ونصف الدونم وعليها 52 وحدة سكنية، وهي مهددة بالتدمير والتهجير".

قضية القدس

من ناحيتها، قالت المحامية إسراء المعتوق، إن "قضية القدس تكتسب أهمية بالنسبة لنا نحن الكويتيين، فهي مسرى الرسول محمد وقيامة المسيح عليهما السلام".

وشكرت بيت الذاكرة ومتحف القدس على تبينه هذه الحملة ودعوة الكويتيين للمشاركة في هذه الحملة، كي نساهم في هذه القضية التي نحملها في قلوبنا، مشيرة إلى أنه منذ 50 عاما من مقارعة في المحاكم ذهبت دون جدوى.

وقالت المعتوق إنها تراهن على "الدعم الإعلامي والتوعية الجماهيرية"، واقترحت باسم الحركة الدستورية الإسلامية في الكويت (حدس) فرض منهج على المدارس ثنائية اللغة في الكويت، للتحدث عن القضية الفلسطينية، لتعزيز معرفة الأجيال القادمة.

لجنة مشتركة

بدوره، أشار الشاعر الكويتي أحمد الكندري إلى دور المجتمع المدني في نشاطات إعلامية كان لها الأثر في توعية المجتمعات، كما اقترح تشكيل لجنة مشتركة من المحامين السعوديين والكويتيين والأتراك ومن أي دولة أخرى، للمشاركة في الدفاع عن هذه القضية.

وفي نهاية اللقاء أكد المشاركون في الاجتماع موافقتهم على ما جاء في البيان المشترك لدعم مواطني القدس، معتبرين هذا اللقاء نواة لتشكيل جماعة ضغط كويتية في إطار "الحملة الدولية للدفاع عن القدس".

7 عائلات تنتظر التهجير في مايو وأغسطس

تحدث في الاجتماع أحد أصحاب المنازل المهددة بالتهجير في حي الشيخ جراح، خالد القواسمي، قائلا إن عائلته "حصلت على البيت من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين عام 1956"، مضيقا: "تم سحب بطاقة الإعاشة مقابل إسكاننا، واستمر دون ان تنفذ اتفاقية السكان مع الحكومة الأردنية حتى عام 1967 إلى أن وقع العدوان الإسرائيلي ولم نتمكن من الحصول على أوراق رسمية".

وتابع: "عام 1972 رفعت جمعيتان للمستوطنين قضايا لمحاكم إسرائيلية، وقدمت وثائق مزورة صادرة عام 1875 إبان الحكم العثماني، وطلبوا منا إخلاء منازلنا بحجة ان المستوطنين يمتلكون الأرض بموجب تلك الوثيقة".

وختم بالقول: "نحن بانتظار تنفيذ تهجير 4 عائلات في الثاني من شهر مايو المقبل، وثلاث عائلات في شهر اغسطس المقبل، لكن المحامين رفعوا لائحة استئناف للمحكمة لنقض الأحكام".