بحلقة جديدة من مسلسل الإساءة للديمقراطية، أكملت الجلسة التكميلية لمجلس الأمة أمس، ما شهدته سابقتها أمس الأول، ببلوغ درك مروع من الشتائم والفوضى والهوشات والسجالات النيابية، كادت تصل إلى حد التشابك بالأيدي، فضلاً عن حالة غير معهودة من الصراخ عقب الموافقة على طلب وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح تأجيل استجوابه أسبوعين، ما حدا برئيس المجلس مرزوق الغانم إلى رفع الجلسة نهائياً بعد ساعة فقط من انعقادها.
وفي تصريح له، قال الغانم إنه رفعها إلى الجلسة المقبلة بعد أسبوعين، مؤكداً أن ما يحدث في قاعة عبدالله السالم من فوضى أمر مرفوض، وهدفه حل المجلس، لكن «أطمئن الشعب الكويتي إلى أن القيادة السياسية واعية لهذا الأمر، وأن المادة 107 تقول إن حل المجلس حق دستوري أصيل لسمو الأمير».وأضاف الغانم: «أود إيصال نقاط للشعب، فما يشهده المجلس للأسف شيء مؤسف جداً؛ لأن الخلاف، أياً كان دستورياً أو قانونياً أو سياسياً أو في التقدير، يجب أن يتم من خلال حوار هادئ وراقٍ كما كان يحدث بالسابق»، مؤكداً أن «الهدف مما يحدث واضح للجميع، وأعتقد أن الشعب فطن ويعرف ماذا يدور وما الهدف، وهو خلق أزمة في كل جلسة من أجل حل المجلس».وذكر أن «هناك قلة تحاول أن تسيء في كل جلسة من أجل الوصول إلى حل المجلس، ولا أعتقد أن هذا سيكون السبيل أو الوسيلة للوصول بهذا الهدف أو غيره، لأن هذه ليست أخلاق الكويتيين ولم نتعودها».وشهدت الجلسة انسحاب 27 نائباً فور الانتهاء من التصويت على تأجيل استجواب وزير الصحة والانتقال إلى البند التالي الخاص بتقريري لجنة شؤون التعليم والثقافة والإرشاد البرلمانية بشأن المداولة الثانية لتعديلات قانون المرئي والمسموع والمطبوعات والنشر.ولحظة الانسحاب، اقترب النائب د. عبدالكريم الكندري من مقعد رئيس الوزراء وقال له: «أقسم بالله راح تصعد المنصة اليوم أو باكر ولن نتركك... وخلي وزراءك ينفعونك»، وفي هذه الأثناء، كاد النائبان مساعد العارضي وسلمان الحليلة أن يتشابكا لولا تدخل النواب. ثم عاد سريعاً عدد من النواب تزامناً مع كلمة أحمد الشحومي، ليرفع الرئيس الغانم الجلسة نهائياً بسبب السجالات التي نشبت بين الشحومي وثامر السويط من جهة، والتي كادت تصل إلى التشابك بالأيدي، ثم بينه وبين المطير من جهة أخرى، مع استمرار حالة الصراخ داخل القاعة.وخلال الجلسة وفي نقطة نظام، قال الكندري: «بما أن الجلسة استمرار لجلسة أمس الأول، فعلى أي أساس تم التصويت على قرار استجوابات رئيس الوزراء خصوصاً أنه تم سحبه من مقدميه؟!».من جهته، أكد النائب السويط أن «الناس مو فاهمة على ماذا كانت تصوت، وهناك حرس كان موجوداً على المنصة من المفترض أن يكون دوره حماية الأعضاء، وما حدث أنه تم تحويله إلى بودي غاردات لرئيس المجلس، وبلغني من أحدهم أنه يتم صرف مكافآت لمن يقوم بتلك الأعمال».وواصل السويط طلبه بأخذ نقاط نظام، وعندما قال له الغانم: إلى متى؟ رد: «أزعجك كلامي؟»، ليقول الغانم: «لم يزعجني وسأرد عليه لكن أعطيتك الكلمة مرتين لتوضيح نقطة نظامك بإيجاز».وأوضح الغانم أنه «طق المطرقة في جلسة أمس الأول وبدأ التصويت، فلا يمكن أن يتم سحبه بعد ذلك»، ليرد النائب د. عبدالكريم الكندري: «جرت قبل ذلك وتم سحب طلبات أثناء التصويت والمضابط موجودة، كما أنه لم ينتبه أحد للتصويت بسبب السجالات، وراجع شريط الجلسة وإذا لم تثبت صحة كلامي فسنوافق عليه».بدوره، ذكر النائب د. صالح المطيري: «لسنا هنا للتصادم، ونحن نخدم البلد بكل شيء لكن ليس من خلال الخطأ»، مؤكداً أن «ما حصل سابقة خطيرة، وأحترم الأمين العام، ويجب على الغانم أن يستجيب لسحب الطلب».أما النائب سعود بوصليب، فقال: «أنا طلبت من الأمين العام ومنك سحب طلبي عندما بدأ المجلس التصويت عليه، وكان من المفترض على الأمين أن يوقف التصويت ويبلغك بذلك، وما حصل مخالفة».ومجدداً تحدث السويط موجهاً حديثه للغانم: «لماذا يزعلك الحوار الديمقراطي، فأنت قلت قبل ثلاثة أشهر أنك لا يمكن أن تخالف الدستور واللائحة، واليوم تخالف الدستور، وتقول إن الطلب غير لائحي وهو من وجهة نظري لائحي، ومازلت وسأبقى متمسكاً باللائحة والدستور؟».ثم انتقل المجلس إلى استجواب وزير الصحة الشيخ د. باسل الصباح، المقدم من النائبين د. أحمد مطيع وسعود بوصليب، وسط صراخ النواب عبدالكريم ومحمد المطير والسويط وخالد المونس، واعتراضهم على عدم إلغاء تصويت تثبيت تأجيل استجوابات رئيس الوزراء.وقال المطير بدون ميكروفون: «ما في بند، ما في استجواب، رئيس الوزراء يصعد منصة الاستجواب، غير ذلك ما في».ووسط الاعتراضات سأل الغانم وزير الصحة: «هل أنت مستعد لصعود المنصة اليوم أو تطلب التأجيل؟»، ليرد الوزير: «أؤكد ما ذكره سمو رئيس الوزراء بأن الحكومة تؤمن بالديمقراطية، والاستجواب مقيد بضوابط، وأطلب تأجيله أسبوعين».وتساءل النائب د. صالح الشلاحي: لماذا تطلب التأجيل؟ اصعد المنصة ورد أنت جزء من هذه الحكومة... فما الأسباب التي دعتك لذلك؟ووسط استمرار الصراخ والاعتراضات صوت المجلس على طلب وزير الصحة تأجيل استجوابه أسبوعين وانتهى التصويت بموافقة ٣٤ عضواً ورفض ١٤ وامتناع ١١.وقال المطير لرئيس الوزراء بدون ميكروفون: «يا تصعد المنصة أو تستقيل»، وبالطريقة ذاتها، ذكر السويط أن رئيس الوزراء ساقط شعبياً.أما النائب مطيع فقال للنواب الذين وافقوا على طلب تأجيل استجواب وزير الصحة: اتقوا الله وكل يوم هناك وفيات ونضعها في رقابكم، ولا تجاملوا أحداً على حساب صحة الشعب، يجب ألا يستمر الوزير في منصبه.وفي نقطة نظام، قال النائب د. عبدالعزيز الصقعبي: «والله العظيم حرام الذي يحدث بالمجلس وأنت تدري الأخ الرئيس أن قرار تأجيل الاستجوابات غير دستوري، وما بني على باطل فهو باطل، فلا يمكن أن ننتقل من بند إلى بند».ورد الغانم: صوت على طلب تأجيل استجوابات رئيس الوزراء وموضوعه انتهى، فرد النائب عبدالكريم الكندري: وين النص الدستوري الذي يسمح بتأجيل الاستجوابات المستقبلية؟ فرد الغانم: قلت ذلك أمس.وقال النائب د. حمد المطر: الحل الوحيد هو صعود رئيس مجلس الوزراء، فلا يمكن قبول مسألة تأجيل الاستجوابات المستقبلية، ومادام رئيس الوزراء يرى أنه يمتلك الأغلبية، فلماذا لا يصعد المنصة؟!وفي هذه الأثناء حدثت سجالات و»هوشات» بين النواب، وكادت أن تصل إلى مرحلة التشابك بالأيدي بعد عودة عدد من النواب المنسحبين إلى القاعة، الأمر الذي دفع الرئيس الغانم إلى رفعها نهائياً للجلسة المقبلة بعد ساعة واحدة من انعقادها.وعقب رفع الجلسة، قال النائب د. عبدالله الطريجي إن «ما يجري منذ بداية هذا المجلس من سلوكيات نشاز، غير مسبوق في تاريخ البرلمان الكويتي»، مبيناً أن هذه السلوكيات «لا تستهدف مجرد شخصَي رئيسي مجلسَي الأمة والوزراء، فوراء الأكمة ما وراءها، فليكن للعقلاء والحكماء دور قبل أن تغرق سفينة الكويت».
الشحومي للسويط: أنتم كنتم صغاراً ولا تسوون نفسكم أبطالاً
ثامر يرد: لو فيك خير ما خليت ولد عمك شهدت جلسة أمس سجالاً حاداً بين نائب رئيس المجلس أحمد الشحومي والنائب ثامر السويط، والذي كاد أن يصل إلى التشابك بالأيدي، وذلك عندما تحدث الشحومي عقب انسحاب النواب من القاعة، قائلاً: «قدمت استجواباً إلى وزير الصحة الأسبق الشيخ أحمد العبدالله، وكنت على تواصل معه، وتم تأجيله أسبوعين»، مستغرباً رفض النائب أحمد مطيع تأجيل استجوابه أسبوعين.وعندئذ دخل النواب د. عبدالكريم الكندري ود. صالح المطيري والسويط وآخرون إلى القاعة مجدداً، لينتقدوا منح الغانم الكلمة للشحومي، الذي قال لهم: «أنتم تريدون تخريب الجلسة»، فرد السويط: «لماذا لم تتكلم عندما كنا متواجدين؟». وفي هذه الأثناء طلب الكندري الكلمة، ولم تُتح له، وعندئذ كاد أن يحصل اشتباك بين الشحومي والسويط، لولا تدخل وزراء ونواب لمنع السويط من الوصول إليه، وجاء في تفاصيل السجال: الكندري للغانم: اشلون يتكلم عن الاستجواب، أغلق المايك عليه.الشحومي: أنتم كنتم صغاراً ولا تسوون نفسكم أبطالاً. السويط: أنت لو فيك خير ما خليت ولد عمك... استح على وجهك، والله يجيك شي ما تقدر عليه. الشحومي: والله ما تقدر، وأعرف حجمك، لا تسوي نفسك بطل. السويط: أنا بطل غصب عليك، وأشرف من شاربك، والله أدفنك دفن هنيه. الشحومي: أنتم تهددوننا بالقتل، وحتى مسلم البراك ماتبونه يرجع، وهذه حقيقتكم.«احترام الدستور»... بين الغانم والعتيبي
دخل على خط السجالات أمس النائب خالد العتيبي، عندما تحدث معارضاً لما اتخذه المجلس من قرارات في الجلستين السابقتين، متسائلاً: هل ما حدث فيهما يتوافق مع الدستور واللائحة؟ وهل ما وقع فيهما من تجاوزات يتفق مع الدستور؟... «أستحلفكم بالله الرد وأنتم في الشهر الفضيل».وتابع العتيبي: «لا تطلب مني رأي الأغلبية في تزوير وقرار غير دستوري، فأنا أحترم وربعي قرار الأغلبية والديمقراطية لكن وفق الدستور، ومن لا يحترم الدستور قسماً بالله ما نحترمه». فرد الرئيس الغانم قائلاً: «أنت احترم الدستور، ومو من حقك تقول تزوير ومو تزوير، وتكلم باحترام نرد باحترام، ونحن مو طوفه هبيطة». وأضاف الغانم: «هذا الأسلوب لن ينفع، تكلم باحترام نحترمك، ونحن هنا يجب أن نحترم بعضاً، ولا يملك أي شخص منفرداً أن يسحب طلباً قدمه بمشاركة آخرين، وطقينا المطرقة، وبدأ التصويت، فكيف تطلبون منا ذلك؟».وتواصل السجال بينهما، فقال العتيبي: «أستغفر الله العظيم، هذه إدارة»، فرد الغانم: «أسمعك لما تتكلم باحترام»، فقال العتيبي: «أنت يا بوعلي ماذا تسمي ما قمتَ به من تجاوزات؟... ونحن نحترم من يحترم الدستور».فرد الغانم: «وأنا أقسم لك يا بومحمد من لا يحترم الدستور لا يُحترَم، وعندما يتم تقديم طلب موقع من 10 أعضاء وبعد الاحتكام للتصويت يتم الاعتراض بهذا الشكل والاحتكاك بالأمين العام، فهذا أمر مرفوض، ولن ينفع معي ذلك».فقال العتيبي: «خالك رحمة الله عليه ما سواها عندما صعد المنصة 25 نائباً ولم يطلب تدخل الحرس»، فرد الغانم: «الحمد لله أني جعلتك تترحم على خالي، وأنت تعلم أنه تعرض للتجريح والتخوين أكثر مما تعرضتُ له، وحرس المجلس لم يتدخل إلا بعد أن تم الاعتداء على الأمين العام».34 عضواً يوافقون على تأجيل استجواب وزير الصحة
أحمد الشحومي، أحمد الحمد، أحمد المحمد، باسل الصباح، بدر الحميدي، ثامر الصباح، حمد العلي، حمد الهرشاني، حمود مبرك، خالد العنزي، خليفة حمادة، خليل الصالح، رنا الفارس، سعد الخنفور، سعدون العتيبي، سلمان الحليلة، شايع الشايع، صباح الخالد، عبدالله السلمان، عبدالله الطريجي، عبدالله الرومي، عبدالرحمن المطيري، عدنان عبدالصمد، علي القطان، علي المضف، عيسى الكندري، فرز الديحاني، مبارك الحريص، مبارك العجمي، محمد الفارس، مرزوق الغانم، مشعان العتيبي، ناصر الدوسري، يوسف الغريب.... و14 نائباً يرفضونأحمد مطيع، أسامة المناور، بدر الملا، حسن جوهر، حمد روح الدين، سعود بوصليب، شعيب المويزري، عبدالعزيز الصقعبي، فارس العتيبي، مبارك المطيري، محمد الراجحي، محمد الحويلة، مهلهل المضف، هشام الصالح.... و11 لم يصوتوا ثامر السويط، حمد المطر، حمدان العازمي، خالد العتيبي، صالح المطيري، عبدالكريم الكندري، فايز الجمهور، مبارك الحجرف، محمد المطير، مرزوق الخليفة، مساعد العارضي.سجال الحليلة والعارضي
دار سجال حاد بين النائبين سلمان الحليلة ومساعد العارضي، كاد أن يصل إلى التشابك بالأيدي لولا تدخل النواب، وذلك بعدما دافع الأول عن رئيس الوزراء ووقف ضده العارضي قائلاً: ما ينفعكم، ليرد الحليلة: لا تجرح رأيي وكيفي... قبل أن يُخرِج النواب مساعد من القاعة ويعود سلمان إلى موقعه.