رمزية ما يجري عندما غاب الإبداع
![ناجي الملا](https://www.aljarida.com/uploads/authors/806_1693500760.jpg)
الشيء الذي عاب العمل الفني هو في انكشاف استراتيجية النص فأفصحت المسرحية عن حبكة أسرارها التي تمثلت في استخدام اللائحة الداخلية كشعر شمشون لتربيطه الأغلبية النيابية، وتمرير كل ما لا تريده هذه الأغلبية النيابية بقوة الأغلبية البرلمانية المؤلفة من أقلية نيابية وأصوات الحكومة، فتم التصويت على تأجيل مناقشة أي استجواب قُدم أو سيقدم إلى سمو رئيس الوزراء إلى ما بعد نهاية دور الانعقاد الثاني، لشل عمل الأغلبية النيابية التي وقعت هي الأخرى في أخطاء تتصادم مع الدستور بتقديمها استجواباً لحكومة قبل أن تقسم وتباشر أعمالها، وبالتالي بدون تحديد موضوع للاستجواب وقبل ذلك قيام الأغلبية النيابية إياها بفرض موضوع غير دستوري وغير قانوني وغير لائحي يتمثل بالتصويت على إزاحة رئيس مجلس الأمة. وما بدد كل غموض النص وفضح سذاجة استراتيجيته إقدام رئيس مجلس الأمة على التصويت على طلب تقدم به عشرة أعضاء لإلغاء قرارات تم التصويت عليها في الجلسات السابقة إلغاءً نهائيا، وليس إعادة التصويت عليها ليستخدم التصويت كشعر شمشون فيربِّط الأغلبية النيابية، مما أثار نواب الأغلبية على تصرفه، والذين طالبوا بإيقاف التصويت بعنف وصل إلى هدم معبد كل الأصول والثوابت، وتجلى في استخدام أحدهم ميكرفون مكبِّر للصوت ومطالبة آخر باعتصام النواب في المنصة، ويبدو أن الأمر انتهى على خير ولكن استراتيجية النص مستمرة لم تنته بعد!!هكذا تبدو الأمور إذا كان العمل الفني غير رصين وحبكته محكمة الفَتْل ولم يكن انبثاقه من عبقرية تخرج عن كل الاحتمالات المتوقعة مُشعلة لظى الفُضول لدى الجمهور، وأظن أن العمل الفني قد فارقه الإبداع وأظن أن الجمهور خاب ظنه وأخشى أن يصل إلى الكفر بالفن وأهله.ولا يتفجر الإبداع إلا إذا أقدم واضعو النص على صياغة عمل أدبي يحتضن استراتيجية تخترق جدار خيال الشيخ محمد بن راشد المكتوم ويكون عملا فنيا ملحميا معجونا بعبقرية الشيخ عبدالله السالم والشيخ ناصر صباح الأحمد، عليهم الرحمة والغفران.