نقطة: مرزوق وطلابة مرزوق...
![فهد البسام](https://www.aljarida.com/uploads/authors/29_1666896202.jpg)
كما أنه أسهل بالتأكيد من النقد الذاتي والاعتراف بالأخطاء والمراجعات وإعادة الحسابات وفكّ الارتباطات وتقديم التنازلات، ناهيك عن اقتراح القوانين الجديدة أو مراجعة الميزانيات أو تقييم السياسات مثلاً، فهذه أمور تحتاج إلى أفكار متجددة وجهد وبحث وصياغة، وهذا عمل عسير عليهم، كما هو واضح.مرزوق الغانم باقٍ ويتمدّد ويرتكب الأخطاء والخطايا أحياناً، كان ومازال وسيستمر بارتكابها، حاله حال غيره من السياسيين، والحياة تجري، وهذا الوقت سوف يمضي، ولا بدّ من نقده وتقويمه على الدوام، فهو ليس تابو مقدساً أو ملاكاً مُنزلاً، لكنّ الحد الأدنى من الإنصاف والموضوعية الذي تطلبونه لأنفسكم هو المطلوب هنا فقط لا أكثر، أو على الأقل، وعوضاً عن إضاعة الوقت بالشخصنة المملّة، فبإمكانكم ممارسة اللعبة بدهاء وتكتيك أفضل، كي لا تتحول حفلات الهجوم المتحامل إلى حفلات تعاطف مضادة. أما مَن يهوى العيش في الماضي، ليذكّرنا في كل مناسبة حزينة بالفارق بين رئاستي السعدون وغيره للمجلس، فعليه أن يرى الصورة كاملة، ولا يختار ما يناسبه من "كتالوج" التاريخ، حيث لا يخلط بين كاريزما السيد السعدون وسمته وملامحه الحادة، وبين مواقفه السياسية المتنوعة، وبعدها يستذكر تاريخ ركوب السيد السعدون لكلّ الموجات المتاحة في سبيل وصوله إلى الرئاسة، ومن ثم إعطاءه الغطاء والقيمة لخريجي الفرعيات ومخلّصي المعاملات حين فقد الكرسي وانضم معهم في التكتل الشعبوي، وقبل كل شيء استذكار أن آخر رئاسة "للعم" أحمد السعدون للمجلس كانت منذ قرابة ربع القرن، ولمجلس كان يضمّ بين جنباته نواباً من طراز الدكتور أحمد الخطيب والنيباري والشريعان والمخلد وسعد طامي والمشارييّن، وغيرهم الكثير من النواب "التكانه"، باختلاف توجهاتهم ومشاربهم، أما مجلس السيد مرزوق فانظر حولك، فلا ترجموه وحده.