ضحوا من أجل الكويت
![محمد أحمد المجرن الرومي](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
من أجل الكويت اتركوا مناصبكم وكراسيكم الوثيرة ليأتي جيل أفضل من الحالي يقوم بالحفاظ على المكتسبات الدستورية، من أجل الكويت على السلطتين التنفيذية والتشريعية أن تبتعدا عن التصادم وأن يحل محلها التعاون واحترام الدستور المنظم لعمل السلطات والحفاظ على المكتسبات الديمقراطية وعدم العبث بالدستور، وأن تطبق القوانين على الجميع دون تفرقة، وأن نحافظ على المال العام ونحاسب سراق المال العام أيا كانت صفتهم أو مركزهم، وغير ذلك فإننا لا نستطيع التقدم إلى الأمام. وأسأل العلي القدير ونحن في شهر رمضان المبارك أن يحفظ الكويت ومن يعيش على أرضها الطيبة من كل سوء ويدرأ عنها المخاطر والفتن، آمين يارب العالمين، وكل عام وأنتم جميعا بخير، وأن يعود عليكم الشهر المبارك بالأمن والخير والبركات. السفير شملان سقط فارس آخر من فرسان وزارة الخارجية، وهو يؤدي عمله في الخارج، رحل السفير شملان عبدالعزيز الشملان الرومي سفير دولة الكويت لدى إثيوبيا متأثراً بجائحة كورونا التي حصدت أرواح الملايين من البشر في العالم، فمنذ حوالي شهر كان بيني وبينه اتصال عبر الرسائل الإلكترونية، وكان هو في مقر عمله في أديس أبابا في إثيوبيا، كان رحمه الله يشيد بمقالي الذي رثيت فيه بعض الإخوان العاملين بوزارة الخارجية والذين انتقلوا إلى رحمة الله تعالى، وهم المرحوم السفير عبدالعزيز الخضر والمرحوم القنصل العام علي الحمدان والمرحوم السفير عبدالعزيز الشراح. يقول لي أخي شملان، رحمه الله: "جزاك الله خيراً ذكرتهم بمقالك المتميز"، ولم أعلم أنني بعد شهر من إرساله هذه الرسالة سأرثيه، فقد كان، رحمه الله، إنساناً وسفيراً متميزاً على خلق عال، خدم بلاده في الخارج بأمانة وإخلاص وقضى أكثر من ثلاثة عقود وهو ينتقل بين القارات، وعمل في آسيا والخليج وأوروبا حتى انتهى به المطاف النهائي في القارة الإفريقية في إثيوبيا. شاهدت عدة أفلام عن نشاطه الخيري في القارة الإفريقية، وقد كتب عنه من رأوا نشاطه الإنساني والخيري في إثيوبيا، فقد مثل عمله الخيري، الله يرحمه، نموذجاً للدبلوماسي الكويتي الذي يتغرب من دولة إلى أخرى ومن قارة إلى قارة أخرى، فالذي لا يعرف عمل الدبلوماسي الكويتي في الخارج وما يعانيه في بعض الدول من تدني مستوى الخدمات الصحية والتعليمية لا يعلم ما يتحمله الدبلوماسي الكويتي من أجل خدمة بلده وتمثيله خير تمثيل في جميع أصقاع العالم، فهم يتغربون هم وأسرهم من أجل خدمة الكويت. رحم الله أخي العزيز السفير شملان الرومي وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وأصدقاءه الصبر والسلوان، و"إنا لله وإنا إليه راجعون".