في خطوة كانت متوقعة لتنهي 6 عقود من حقبة القيادة الرسمية له ولشقيقه التي بدأت مع ثورة عام 1959، أعلن راوول كاسترو استقالته من قيادة الحزب الشيوعي الكوبي.

وقال كاسترو، البالغ من العمر 89 عاماً، إنه سيسلم القيادة لجيل أصغر "مشحون بالعاطفة والروح المناهضة للإمبريالية". وسيتم انتخاب خليفة له في ختام مؤتمر الحزب الذي يستمر أربعة أيام.

Ad

وتابع كاسترو مخاطباً وفود الحزب في هافانا أمس الأول: "أُؤمن بشدة بقوة رفاقي وفهمهم وطبيعتهم التي ترسي مثالاً للآخرين".

وأضاف: "أؤكد أمام مؤتمر الحزب، الرغبة في حوار قائم على الاحترام، شكل جديد من العلاقات مع الولايات المتحدة على ألا تتخلّى كوبا عن مبادئ الثورة والاشتراكية".

وعقب انفراج تاريخي بين عامي 2014 و2016، توتّرت العلاقات بين كوبا والولايات المتحدة مجدداً في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب الذي شدّدت إدارته الحصار المفروض على البلاد منذ عام 1962.

من جهته، لم يعلن الرئيس جو بايدن الذي تعهّد خلال حملته الانتخابية برفع بعض من القيود المفروضة على كوبا، منذ توليه سدة الرئاسة أي تدبير على صلة بالجزيرة.

وقال كاسترو إن "الهدف من الإجراءات الأميركية تشديد الحصار الاقتصادي على كوبا بغية خنق البلاد وإحداث انفجار اجتماعي"، مندداً بما سماه "الحرب الاقتصادية".

ورغم أن كاسترو لم يزكي خليفة له، فإنه يُعتقد على نطاق واسع أن قيادة الحزب ستذهب إلى ميغيل دياز كانل (61 عاماً)، المدني الذي تولى منصب رئيس البلاد في 2018.

وكان راوول شغل منصب الأمين العام للحزب الشيوعي منذ أن خلف شقيقه الأكبر فيدل عام 2011.

وقاد فيدل الثورة التي أطاحت بالحكومة الكوبية في 1959، عندما كان راوول أحد قادته.

وظل فيدل كاسترو زعيما للبلاد أن أصيب بالمرض في 2006 وفي 2008 سلّم رئاسة البلاد إلى شقيقه. وتوفي فيدل كاسترو عام 2016.

وجاء في تغريدة أطلقها دياز كانيل الذي سيتولى بحلول الاثنين رئاسة الحزب، "إنه مؤتمر الاستمرارية"، مشددا على أن الخطوط التوجيهية لأحد آخر 5 بلدان شيوعية في العالم، لن تتغيّر.

وبعد وفاة فيدل كاسترو، سيسمح تقاعد راوول بطي صفحة تاريخية للجزيرة وسكانها الذين لم يعرفوا أي أسرة حاكمة أخرى غير عائلة الثائرَين.

وقال رامون بلاندي الناشط الشيوعي البالغ من العمر 84 عاما وهو يضع كمامة من القماش على وجهه لحماية نفسه من فيروس كورونا "راوول لن يكون على رأس الحزب بعد الآن، لكن في حال وجود مشكلة سيكون راوول موجودا، فهو ما زال حيا".

واعتبارا من الساعة التاسعة (13.00 ت غ)، بدأ مئات من مندوبي الحزب الوحيد في الجزيرة، أتوا من كل المقاطعات، اجتماعا لمدة أربعة أيام في العاصمة في قصر المؤتمرات من أجل مناقشة القضايا الرئيسية في البلاد.