أعلن وزير الداخلية الباكستاني شيخ راشد أحمد، أمس، أن إسلاميين من "حركة لبيك باكستان" المتطرّفة، أطلقوا بعد مفاوضات مع السلطات، سراح 11 شرطياً احتُجزوا رهائن خلال احتجاجات عنيفة مناهضة لفرنسا في مطلع الأسبوع.

واحتجز أعضاء في "لبيك باكستان" أفراد الشرطة، خلال اشتباكات أمام مقر الحركة في مدينة لاهور بشرق البلاد. وقالت الحركة إن ثلاثة من أعضائها قُتلوا خلال أعمال العنف.

Ad

ونشر الخاطفون مقطع فيديو على الإنترنت الأحد، ظهر فيه شرطيون مصابون بجروح بعضهم مدمى ويحمل آثار كدمات وعلى رؤوسهم ضمادات.

وقال وزير الداخليّة إنّه تمّ الإفراج عن عناصر الشرطة الأحد عشر في ساعة مبكرة، أمس، بعد "مفاوضات" مع الحركة.

وكانت الحكومة قد حظرت "حركة لبيك باكستان"، الأسبوع الماضي، بعد أن أغلق أعضاؤها طرقا سريعة رئيسية وخطوطا للسكك الحديدية ومداخل ومخارج مدن كبرى، وهاجموا الشرطة وأضرموا النار في ممتلكات عامة.

وقُتل ما لا يقل عن 4 من أفراد الشرطة وأُصيب ما يزيد على 500 في أعمال العنف، التي اندلعت الأسبوع الماضي، بعد أن احتجزت الحكومة زعيم الحركة سعد حسين رضوي قبل حملة احتجاجات مزمعة مناهضة لفرنسا في أنحاء البلاد.

ويطالب الإسلاميون بطرد السفير الفرنسي كردّ دبلوماسي، بعد نشر رسوم مسيئة للإسلام في فرنسا.

ونصحت فرنسا مواطنيها بمغادرة باكستان مؤقتاً.

على صعيد آخر، أشاد وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي بدور الإمارات في الوساطة بين باكستان والهند، التي أدت إلى وقف إطلاق النار على خط التوتر في كشمير.

وفي مقابلة خاصة أجراها قريشي مع صحيفة "غلف نيوز" الإماراتية، أقر قريشي للمرة الأولى بوجود "جلسات" في الإمارات، قائلاً: "تتمتع باكستان بقدر كبير من الثقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث كانت الإمارات صديقة لباكستان منذ عقود. وأفراد الأسر الحاكمة قريبون جدا من باكستان. نحن نعتبر قادة الإمارات أصدقاء ومهتمين جدا بباكستان".

وقال: "لدى الإمارات عدد كبير من الباكستانيين، إضافة إلى وجود عدد من الهنود أعلى من ذلك. ومن الواضح، بالنظر إلى مصلحة السلام والاستقرار في المنطقة، أن تشعر الإمارات أن لاعبَين (الهند وباكستان) في هذه المنطقة، منفصلان، ويجب أن يجلسا معا ويتحدثا عن خلافاتهما".

ووصل قريشي إلى الإمارات، السبت، في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة أيام لإجراء محادثات ثنائية مع القيادة الإماراتية.

وكان لافتا أن قريشي توجه إلى أبوظبي بعد يوم واحد فقط من وصول نظيره الهندي س.جيشانكار إلى أبوظبي، مساء الأحد، حيث التقى نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان.

وأكد السفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة، الأسبوع الماضي، أن بلده يلعب دورا في خفض التوتر في كشمير واحترام وقف النار.

وقال العتيبة، في مؤتمر عبر الإنترنت نظمه "معهد هوف" التابع لجامعة ستانفورد الأميركية، إنه "ليس مطلوبا أن تصيرا (نيودلهي وإسلام أباد) صديقتين مقربتين، لكننا نريد التوصل على الأقل إلى مستوى عمليّ وفعال، مستوى يتحدثان فيه، هذا هو هدفنا".