ألمانيا: أربعينية «خضراء» تنافس على خلافة ميركل
في تحدّ للمحافظين العالقين في معركة شرسة من أجل المنصب، رشّح حزب "الخضر" الألماني المعارض، أمس، رئيسته المشاركة أنالينا بيربوك للتنافس على المستشارية خلفاً لآنجيلا ميركل، التي ستغادر السلطة في الخريف المقبل بعد 16 سنة من الحكم.وأصبحت بيربوك "40 عاماً" أول مرشّحة للمستشارية يسميها "الخضر" على الإطلاق.وقال الرئيس المشارك للحزب روبرت هابيك: "كلانا يريد المنصب، لكن في النهاية، لا يمكن إلا لأحدنا الحصول عليه. لذا جاءت اللحظة اليوم للإعلان بأن مرشحتنا هي بيربوك".
وفي وقت تظهر استطلاعات الرأي أنهم يحلّون في المرتبة الثانية بعد المحافظين، الذين تنتمي إليهم ميركل، بات لدى "الخضر" فرصة حقيقية ليتحوّلوا إلى أكبر حزب وينتزعوا المستشارية.قالت بيربوك:"سنبدأ فصلاً جديداً لحزبنا وإذا نجحنا، لبلدنا". وأكدت "أنا أمثل التجديد بينما يمثّل آخرون استمرار الوضع الراهن"، مضيفة أن "التغير المناخي أكبر مهمة بالنسبة لجيلي".وازدادت شعبية المحامية، وهي أم لطفلين، في الشهور الأخيرة، واستخدمت تركيز الإعلام على وباء كورونا لانتقاد الحكومة لعدم منحها أولوية للأطفال خلال الأزمة، بينما قدّمت مقترحاتها في هذا الصدد. وهنأت ميركل بيربوك، على ترشيح حزبها لها. وقالت نائبة المتحدثة باسم الحكومة أولريكه ديمر: "يمكنني أن أنقل من هنا تهنئة من المستشارة".في المقابل، وبعد مفاوضات استمرّت طوال عطلة نهاية الأسبوع خلف أبواب موصدة، فشل المسؤولون المحافظون من حزب ميركل في إيجاد تسوية بعدما كانوا يعتزمون التوصل إلى توافق في مهلة أقصاها، مساء أمس الأول، وانتهت جولة مفاوضات أخيرة ليل الأحد ـ الاثنين من دون تحقيق نتيجة وفق وسائل الإعلام الألمانية.وتجري المنافسة الداخليّة لقيادة اليمين في الانتخابات التشريعية في 26 سبتمبر بين رجلين.يخوض السباق من جهة خلف ميركل على رأس "الاتحاد المسيحي الديمقراطيّ" CDU أرمين لاشيت، وهو معتدل مؤيد للاستمرار في خط ميركل مع التركيز على الوسط، ومن جهة أخرى رئيس حليفه البافاري "الاتحاد المسيحي الاجتماعي" CSU ماركوس زودر الذي يميل أكثر إلى اليمين.ويملك لاشيت ورقتَين، الأولى أنّ حزبه هو الأكبر في التحالف، والثانية أنّه يحظى بدعم الكوادر الرئيسيّة في حزبه.لكنّ شعبيته لدى الرأي العام متدنّية، وتفوقها شعبيّة منافسه بفارق كبير.في هذا الوقت، تبقى ميركل صامتة بعد أن أعلنت عدم الرغبة في التدخل في مسألة خلافتها.