تحركات «جمهورية» وإسرائيلية لإبقاء عقوبات إيران
• طهران: أجواء فيينا إيجابية ولن نقدم امتيازات
• «الحرس» يشيد بإنجازات نائب قآني في لبنان خلال تشييعه
تواصلت المفاوضات النووية في فيينا حيث عقدت اللجنة المشتركة اجتماعا أمس لتقييم ما تم التوصل اليه، وذلك مع استمرار التحركات الضاغطة على إدارة الرئيس جو بايدن، خصوصا من قبل الحزب الجمهوري وإسرائيل لعدم رفع العقوبات عن إيران، التي لا تبدي تفاؤلاً حذرا تجاه مسار فيينا.
مع توالي الإشارات الإيجابية بشأن تحقيق مفاوضات غير مباشرة ترعاها "الترويكا الأوروبية" بين إيران والولايات المتحدة من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، أعلنت لجنة البحوث الجمهورية البرلمانية عن مشروع لزيادة صعوبة رفع العقوبات عن طهران ومنع "البيت الأبيض" من العودة إلى الاتفاق النووي، في حين كتب أكثر من 2000 مسؤول أمني وعسكري إسرائيلي سابق إلى الرئيس الأميركي الديمقراطي جو بايدن حول عواقب العودة المحتملة لواشنطن إلى الاتفاق النووي الذي انسحب منه سلفه دونالد ترامب عام 2018.وكشفت لجنة البحوث الجمهورية في البرلمان الأمیركي، أنها ستعرض اليوم مشروع "الضغط الأقصى" ضد النظام الإيراني، برفقة وزير الخارجية السابق مايك بومبيو، ويسعى المشروع إلى توسيع العقوبات ضد طهران ومنع وإحياء الاتفاق النووي.في موازاة ذلك، حذّر أكثر من 2000 مسؤول استخباراتي وعسكري إسرائيلي سابق، في رسالة إلى بايدن، من تداعيات عودة الولايات المتحدة المحتملة إلى الاتفاق النووي مع إيران، وشددوا على أن التسرع في التفاوض مع الجمهورية الإسلامية يهدد إسرائيل وحلفاءها الجدد من العرب بشكل مباشر.
وكتبوا في رسالتهم التي نشرها موقع Washington FreeBeacon: "نشعر بخيبة أمل لعودة حكومة بايدن وعدد قليل من الدول الأوروبية إلى الاتفاق النووي مع إيران، لأنّهم يتجاهلون مخاوف أقرب البلدان وأكثرها قابلية للتضرر من إيران، وكذلك الدول التي تعرف إيران بشكل أفضل".وأضافت الرسالة: "إن النظام الإيراني يسعى بشكل علني إلى تدمير بلدنا وإطاحة الدول العربية التي عقدنا السلام معها، ومن أجل منع وقوع كارثة، فإنه من الضروري منع إيران من اكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية، ومواجهة الأنشطة الخبيثة لهذا لنظام".كما أشار المسؤولون الإسرائيليون السابقون إلى المبادئ التي يجب على الحكومة الأميركية والقوى الأوروبية الالتزام بها في المفاوضات، قائلين: "يجب ألا تعود هذه الدول أبداً إلى اتفاق 2015، حيث فشل الاتفاق النووي في الحد من قدرات إيران النووية".وشددت الرسالة على ضرورة إدراج برنامج الصواريخ والتحركات الإرهابية الإيرانية في المفاوضات، وجاءت الرسالة بالتزامن مع تقارير تؤكد أن الاعتقاد السائد في إسرائيل هو أنها تقترب من "طريق مسدود" مقابل إدارة بايدن.
لا تنازل
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، أمس، إن حكومة بلاده لن تقدم أي امتيازات جديدة للأطراف الدولية.وأضاف ربيعي: "لسنا في عجلة من أمرنا، ولن نقدّم تنازلات"، موضحاً أن "وفد الحكومة الإيرانية المفاوض في فيينا يطلع المسؤولين المعنيين خطوة بخطوة على المفاوضات، وسياستنا المحددة في محادثات فيينا قائمة على توجيهات المرشد علي خامنئي".ووصف ربيعي أجواء المفاوضات بأنها "إيجابية، ولدينا أمل حذر بالتفاهم لإحياء الاتفاق النووي". وأعرب المتحدث عن ترحيب بلاده بمشاركة الولايات المتحدة في مباحثات فيينا عبر التفاوض مع المجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي، لكنه أكد أن إيران لا تخوض مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الجانب الأميركي.وأشار إلى تشكيل مجموعتي عمل في مباحثات فيينا لإعداد قائمة بشأن رفع العقوبات الأميركية واتخاذ الخطوات النووية من قبل إيران، لافتا إلى أن "المفاوضات مع 1+4 مستمرة بهذا الخصوص بشكل مكثف". واعتبر أن رفع نسبة تخصيب اليورانيوم إلى 60 بالمئة بعد يوم من هجوم استهدف منشأة "نطنز" النووية، "يظهر قدرات طهران النووية الفنية رداً على العملية التخريبية الإرهابية". ورأى ربيعي أن "رفع تخصيب اليورانيوم ما كان ليحدث لو كانت أميركا قد قررت العودة السريعة إلى الاتفاق النووي وتنفيذ تعهداتها بالكامل، بدلا من التزام الصمت وتجنّب التنديد بالهجوم الإرهابي"، معلناً أنه "في حال التزام بقية الأطراف بتعهداتها، فإيران يمكنها إعادة نسبة تخصيب اليورانيوم إلى ما ينص عليه الاتفاق النووي"، وهي 3.67 بالمئة سريعاً. وفي وقت متأخر من مساء أمس الأول، نفى كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، عباس عراقجي، وجود مباحثات تحت عنوان "اتفاق مؤقت" مع مجموعة 4+1، بشأن رفع العقوبات وإعادة العمل بالاتفاق النووي.وعقد أطراف الاتفاق النووي، أمس، اجتماعا جديدا على وقع ارتفاع منسوب التفاؤل بشأن التوصل إلى تفاهم لإحياء الاتفاق النووي.من جانب آخر، نفى ربيعي أن تكون لدى حكومة الرئيس حسن روحاني، المنتمي للتيار الإصلاحي، أي دوافع انتخابية من أجل إعادة إحياء الاتفاق النووي قبيل الانتخابات الرئاسة.وتابع قائلا إن "رفع العقوبات سيكون له تأثير إيجابي على حياة الإيرانيين، ويمكن أن يكون مقدمة لزيادة المشاركة في الانتخابات الرئاسية المقررة منتصف يونيو المقبل وتحقيق رغبات المرشد".في المقابل، اتهم نائب رئيس البرلمان الإيراني، الخاضع لهيمنة التيار المتشدد، علي نيكزاد، عراقجي بالكذب أمام لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني، وقال إن الوفد الأميركي موجود بفندق التفاوض في فيينا.وأضاف نيكزاد: "يجب على الحكومة عدم التصرف خارج نطاق القانون الذي شرعه البرلمان لمواجهة العقوبات الأميركية".نائب قآني
إلى ذلك، صرح قائد "فيلق القدس" الإيراني، العميد إسماعيل قآني، خلال مراسم تشييع نائبه بقيادة القوة التابعة لـ "الحرس الثوري"، العميد محمد حجازي، إن "جبهة المقاومة تخطو كل يوم خطوة مهمة في مواجهة أميركا وإسرائيل"، مضيفاً أن حجازي لعب "دوراً مهماً في ساحات المقاومة خارج البلاد". من جهته، قال القائد العام لـ "الحرس الثوري"، اللواء حسين سلامي، خلال مراسم تأبين للعميد الراحل، إن "نشاط حجازي لم يتوقف عند حدود إيران، فقد ذهب إلى لبنان"، وساهم في تعزيز قدرات "حزب الله" بمواجهة إسرائيل.وذكر سلامي أن إسرائيل وضعت حجازي على "قائمة اغتيالات"، وكانت تبحث عن فرصة لمهاجمته. تجدر الإشارة إلى أن مصادر مطلعة أكدت لـ "الجريدة"، أمس الأول، أن حجازي الذي أعلن أنه مات إثر نوبة قلبية، توفي نتيجة تسمّم بـ "مواد مشعة" ربما تعرّض لها في سورية أو العراق. وذكرت المصادر أن السلطات الإيرانية تسعى للجم أي تحقيق بشأن الوفاة الغامضة أو احتمال تعرّض حجازي للاغتيال، لتفادي تأجيج الشارع بعد سلسلة اختراقات أمنية اتهمت إسرائيل بتنفيذها. وجرى تعيين العميد محمد رضا فلاح زاده خلفاً لحجازي، بعد أن كان موكلاً بمهام المساعد التنسيقي لقائد "فيلق القدس".
نائب رئيس البرلمان الإيراني يكذب عراقجي: الأميركيون يتواجدون بفندق المفاوضات في فيينا